وأضافت كارول سماحة: “دائما كان هناك الفن الجيد والفن الأقل منه، ودائما كانت الألوان الغنائية موجودة باختلافاتها الكثيرة، من الألوان الكلاسيكية والشعبية، التي يُطلق عليها في مصر (أغاني المهرجانات)، لكننا نعيش في زمن تسيطر عليه الأغاني الهابطة”.

وتابعت: “لقد فقدنا التوزان الذي رأيناه سابقا بين الأغاني الجيدة والأغاني الهابطة، التي أصبح انتشارها حاليا أكثر بكثير من الأغاني ذات القيمة، وهذا أمر يحزنني ويخيفني، حيث أصبح بإمكان أي كان اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي أن يدعي أنه مغنّ”.

وضربت الفنانة اللبنانية مثالا بشاب غنّى لبطّة في مصر، قائلة: “لن أذكر اسمه كي لا أسوّق له، لكنه بعدما غنّى للبطّة استضافوه في الإعلام، وهنا لا أفهم لماذا يدعم الإعلام مثل هؤلاء، حيث أنه ليس مغنيا، بل قدّم أغنية البطّة وهو جالس خلف هاتفه في حارة شعبية، لتحقّق أغنيته الملايين على اليوتيوب”.

وعن أغنيتها المصورة “يا بنات يا شباب”، التي فهم البعض أن الرسالة منها هي “دعوة الشباب إلى عدم الزواج”، قالت: “لا أبدا، أحببت أن أتناول في هذه الأغنية موضوعا اجتماعيا ونقديا إلى حد ما، بعدما أكثرت مؤخرا من الأغاني الدرامية والعاطفية. كما شعرت أنه بعد فترة كورونا أصبح الناس بحاجة إلى الفرح والبهجة”.

واستطردت سماحة: “قدّمت الأغنية على سبيل المزاح مع الجمهور، وليس لإعطائهم دروسا، وقد استوحيت هذه الأغنية من الفيلسوف سقراط، الذي سُئل عما إذا كان ينصح الإنسان بالزواج أم لا، فأجاب بأنه (سيندم في الحالتين)، ومقولته هذه علقت في ذهني وأحببتُ أن أقدم أغنية عن موضوعها”.

وعما إذا اشتاقت لحياة العزوبية، قالت: “لا، لأنّي لم أشعر أني حبست بعدما تزوجت، فزوجي وليد لم يفرض عليّ قوانين، ولم يؤثّر على حياتي أو عملي، بل بالعكس أعطاني الحرية المطلقة، وتجمع بيننا ثقة متبادلة، ولكل منا مساحة الحرية الخاصة به، وهو ليس من الرجال الأنانيين، وهو أكثر من احتواني وفهمني”.

تعاون مع هاني شاكر

وعن تعاونها مع الفنان المصري هاني شاكر، من خلال تصوير أغنية “شكرا”، التي ارتبطت فكرة تصويرها بفكرة تصوير أغنيته “بقالي كتير”، قالت: ” إنها فكرة مجنونة خرجت فيها من الروتين، وأنا بطبيعتي لست تقليدية، وعندما اجتمعت مع المخرجة بتول عرفة، أعربت لها عن إرادتي بتقديم فكرة جديدة تماما، فكانت هذه الفكرة التي تُقدم للمرة الأولى في العالم العربي”.

وأكملت: “لم نقدم دويتو غنائي أنا وشاكر، بل مثّل معي في الفيديو كليب الخاص بي، دون أن يغني، وكذلك كان دوري في الفيديو كليب الخاص بأغنيته، مما أثار تساؤل الجمهور واندهاشهم عمّا يفعل كل منا في كليب الآخر، وهذه كانت جرأة منا نحن الاثنين”.

وفيما يتعلق بحصولها على جائزة “فاتن حمامة”، عن فيلمها “بالصدفة”، في حفل ختام مهرجان الإسكندرية السينمائي هذا العام، قالت سماحة: “حصلتُ على الكثير من الجوائز في مسيرتي المهنية، لكن دموعي كانت حاضرة عندما حصلت على هذه الجائزة، لأنّي لم أكن أتوقعها مطلقا، وصُدمت عندما أعلنت الفنانة إلهام شاهين فوزي بها”.

وأضافت: “تأثرت كثيرا لأن هذه الجائزة تعني لي الكثير، خصوصا أني أول مطربة عربية تحصد جائزة من مهرجان رسمي كمهرجان الإسكندرية، وعن فئة فاتن حمامة التي أعشقها، لذلك أعتبر هذه الجائزة وساما على صدري”.

ولدى سؤالها عن صداقتها بالممثلات المصريات، أمثال إلهام شاهين، ويسرا، وليلى علوي، صرحت: “صداقتي بهنّ صداقة حقيقية وليست مزيفة، وعلى الرغم من المنافسة التي تجمع بينهن، فإن العلاقة والروابط الإنسانية هي التي تطغى على علاقتهن ببعضهن البعض، وهنا يهمني أن أذكر أن شاهين ألغت ارتباطها بسفر لتأتي خصيصا للإسكندرية لتقدم لي الجائزة”.

أما بشأن تشجيع أي منهن لها للمشاركة في أحد أعمالهن السينمائية أو الدرامية، ردت سماحة: “لا أخفي عليك أنه كان من المفترض أن نجتمع أنا وإلهام في مسلسل (زيّ القمر)، وهي التي اقترحت أن أشاركها التمثيل في هذا المسلسل، لذلك أقدر لها كثيرا محبتها ودعمها، وأعتبرها عرّابتي في مصر”.

وعن لقب “الحرباء”، الذي منحها إياه أساتذتها في الجامعة، أجابت ضاحكةً: “التفت أساتذتي في الجامعة إلى القدرة التي أتمتع بها بالتلوّن في مختلف الأدوار التي قدمتها على المسرح، وفي الغناء أيضا. أسعد عندما أجد أن الجمهور يصدقني حينما أقدم الألوان المختلفة من الرومانسي والشعبي والإيقاعي والدرامي والاستعراضي، ومن هنا جاء سبب هذا اللقب، لكنني حرباء فقط في الفن وليس في الحياة، فأنا إنسانة واضحة ولست ذات وجهين”.

وبالعودة إلى تجربتها في المسرح الرحباني، وعما إذا كانت تفكّر بالعودة إلى المسرح، قالت: “لا شك أني أعشق المسرح الغنائي، وأنا على استعداد للعودة إليه في أي لحظة، وأنا على تواصل دائم مع مروان الرحباني، وهو مخرج كل المسرحيات الغنائية التي قدمتها”.

واستطردت: “أنا حزينة لأن لبنان يفتقد في السنوات الأخيرة للمسرح الغنائي، لأني أخاف على المسرح في لبنان أن يموت، لكني سعيدة أيضا بالحركة المسرحية التي تُقدم اليوم في السعودية والإمارات، وأتمنّى أن يكون لنا نصيب فيها”.

وعن الأغنية التي قدمتها وتعتبرها الأقرب إلى المشاعر والتجارب التي مرّت بها، قالت: “إنّها أغنية (حخونك) التي كتبتها عام 2010، بعدما مررتُ بتجربة عاطفية صعبة دمرتني وأوجعتني، لذلك قلت له في الأغنية أنني سأشعرك بما جعلتني أشعر به، وعندما صدرت الأغنية صُدم الجمهور من عنوانها الذي لم يسبق له مثيلا”.

وعن تعاونها مع الفنان مروان خوري، قالت: “ما يلفتني في تعاوني معه هو أنه كشاعر وملحن يعرف شخصيتي تماما، ويعرف كيف يتكلّم بلغتي، وعندما قدم لي أغنية (حدودي السما) قال لي: استوحيتُ هذه الأغنية من شخصيتك القوية والجامحة والمستقلّة، ولم أكن لأقدم هذا الموضوع لفنانة غير كارول سماحة”.

وتابعت: “هناك تناغم وكيمياء قوية تجمعني بخوري، والدليل هو اجتماعنا مؤخرا في دبي لاستلام جوائزنا من مهرجان (كاييل)، حيث اجتمعنا في عشاء سبق ليلة الحفل، وطلب منا الحاضرون أن نقدم الدويتو الخاص بنا (يا رب تدوم)، ليكتسح هذا الفيديو كل مواقع التواصل الاجتماعي”.

واعتبرت سماحة أن “هذا دليل آخر على أن العمل الجيد يعيش لفترة طويلة، وليس كحال بعض الأغاني التي تشتهر كثيرا لفترة قصيرة ثم تختفي بعد مرور 10 سنوات”.

وفيما يتعلق بإمكانية اجتماعهما سويا في عمل جديد، أجابت سماحة: “بالتأكيد، نحن نحضّر لأغنية خاصة بي، سنحافظ فيها بلا شك على الإحساس الذي جمعنا سويا في السابق، ونعمل حاليا على اختيار عنوانها، وكالعادة أسعى من خلال هذه الأغنية لتقديم إضافة جديدة، على الرغم من الحفاظ على كل النقاط الجميلة التي جمعتنا أنا ومروان في أعمالنا السابقة”.