وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض قد أعلنت، الثلاثاء، أن ادارة ترامب تعمل على تصنيف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، مما قد يمهد إلى فرض عقوبات على الجماعة، وخنق مصادر تمويلها، ووضع قادتها على قوائم المطلوبين.

وما أن صدرت تلك التصريحات الأميركية، حتى جاء الرد التركي على لسان الناطق باسم حزب العداغلة والتنمية  الحاكم، عمر جليك، الذي ادعى أن القرار “سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط”، متذرعا بفزاعة “معاداة الإسلام” التي قد تتنامى في الغرب، على حد قوله.

والأربعاء، خرج وزير الخارجية الإيراني  محمد جواد ظريف، من الدوحة، لينتقد الخطوة الأميركية، على الرغم من العداء الذي لطالما أظهرته إيران في السابق لجماعة الإخوان، مما يعكس تقاطع المصالح بين الطرفين، ودعم إيران الخفي، الذي أصبح علنيا، للإرهاب.

“القرار الأميركي ومشروع أردوغان الضائع”

وعن السبب وراء الدعم التركي المستميت للإخوان، اعتبر الخبير في الشؤون التركية، بشير عبد الفتاح، في حديث هاتفي مع موقع “سكاي نيوز عربية”، أن “المشروع الأردوغاني” (في إشارة إلى الرئيس التركيا ارودغان هو الدافع الأول.

وقال: “إذا أقرت الولايات المتحدة القرار وأعنت تصنيف  الاخوان جماعة إرهابية، فإن هذا سيوجه ضربة قاضية للمشروع الأردوغاني، إذ عمل أردوغان جاهدا للترويج للإخوان، وإقناع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما بدعمها، مدعيا قدرتها على مواجهة المتطرفين”.

وأضاف: “مع مرور الوقت، تبين لإدارة أوباما أنه لا يوجد أي فرق بين الإخوان والجماعات المتشددة التي من المفترض أن تواجهها، مثل داعش والقاعدة، كون تلك الجماعات تتبنى الفكر الإخواني، وتلجأ للعنف لتحقيق مساعيها، تماما كما تفعل الإخوان”.

وأشار الخبير في الشؤون التركية، إلى أن إدارة ترامب “تتعامل بشكل أكثر حزما مع الجماعات الإرهابية وكل من يدعمها، وترفض استغلال الدين في الأغراض السياسية، واللجوء للعنف لتحقيق ذلك”، مضيفا: “هناك أدلة على أن أردوغان دعم داعش وتعاون مع تنظيمات إرهابية اقتصاديا وعسكريا، إلى جانب الإخوان، وبالتالي فإن النموذج الذي سعى للترويج له وحاول تحقيقه سينهار تماما مع تصنيف ترامب للإخوان جماعة إرهابية”.

وفيما يتعلق بالخطوات التركية المرتقبة للتعامل مع القرار الأميركي، رأى عبد الفتاح أن أردوغان سيلجأ إلى “فزاعة التطرف” للضغط على الدوائر الأميركية التي قد تكون معارضة لقرار التصنيف، وإثارة خوفها من هذه الخطوة، التي هي في الواقع “أساسية” في الحرب ضد الإرهاب.

 إيران والإخوان.. لقاء المصالح

وعلى مدار السنوات الماضية، هاجمت  ايران بشراسة جماعة الإخوان، وزادت الخلافات بينهما اشتعالا بعد الأزمة السورية، إلا أن “تقاطع المصالح” جمعهما بين الفينة والأخرى، لتتجلى أخيرا مظاهر دعم الإرهاب بينهما، برد وزير الخارجية الإيراني على القرار الأميركي.

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي علي الأمين، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التقارب بين بين الجانبين، موضحا: “كان من المتوقع أن تصدر إيران مثل هذا التصريح لأنها خاضعة أصلا لقرار أميركي مماثل، وبالتالي فإن المرحلة المقبلة ستشهد تقاربا بينها وبين الإخوان، على المستوى الفكري والأيديولوجي على الأقل”.

وتابع: “هناك تقاطعات بينهما بسبب مشاريع الإسلام السياسي، الذي يوجد نوعا من التضامن، حتى وإن كانت السنوات الأخيرة قد شهدت خلافات بسبب الأزمة السورية”.

ومن أبرز مجالات هذا التحالف، هو دعم الإرهاب، الذي تبرع فيه إيران، والإخوان كذلك، وهو أمر أثبتته تقارير ومعلومات ظهرت على مدار الأعوام الماضية.

وقال الأمين: “لدى إيران تاريخ حافل في مجال دعم الإرهاب، وكل المعلومات التي جرى نشرها تؤكد أن طهران استثمرت في المنظمات الإرهابية ودعمتها، لتستغلها في مواجهة خصومها”.