الخطاب الإلهيتوب ستوري

كيف عرف الرسول الكريم مواقيت الصلاة وحكمة فرضها في ليلة الإسراء والمعراج

 الصلوات الخمسة التي يصليها المسلمون الآن فرضت في ليلة الإسراء والمعراج.. وروى البخاري ومسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه حديث الإسراء المشهور، وفيه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلَاةً. قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ … قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً .

وقد أجمع العلماء على أن الصلوات الخمسة لم تفرض إلا في هذه الليلة، وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «فلما كانت ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف قد فرض الله على رسوله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس، وفصل شروطها وأركانها وما يتعلق بها بعد ذلك، شيئا فشيئا» .

أوقات الصلاة

ثم نزل جبريل عليه السلام وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أوقات الصلاة، فروى البخاري ومسلم عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟

أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: ( بِهَذَا أُمِرْت )

فَقَالَ عُمَرُ لِعُرْوَةَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ يَا عُرْوَةُ؟ أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام هُوَ أَقَامَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقْتَ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ .

وروى النسائي (526) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ زَالَتْ الشَّمْسُ فَقَالَ: قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ الظُّهْرَ حِينَ مَالَتْ الشَّمْسُ. ثُمَّ مَكَثَ حَتَّى إِذَا كَانَ فَيْءُ الرَّجُلِ مِثْلَهُ جَاءَهُ لِلْعَصْرِ فَقَالَ: قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ الْعَصْرَ.

ثُمَّ مَكَثَ حَتَّى إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ جَاءَهُ فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّ الْمَغْرِبَ. فَقَامَ فَصَلَّاهَا حِينَ غَابَتْ الشَّمْسُ سَوَاءً، ثُمَّ مَكَثَ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ الشَّفَقُ جَاءَهُ فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّ الْعِشَاءَ. فَقَامَ فَصَلَّاهَا … الحديث، وفيه: فَقَالَ – يعني جبريل -: ( مَا بَيْنَ هَذَيْنِ وَقْتٌ كُلُّهُ ) .وصححه الألباني في «صحيح النسائي» .

وقال القرطبي رحمه الله : ولم يختلفوا في أن جبريل عليه السلام هبط صبيحة ليلة الإسراء عند الزوال فعلم النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة ومواقيتها. وقال شيخ الإسلام رحمه الله: بيان جبريل للمواقيت كان صبيحة ليلة الإسراء

الحكمة من فرضها في ليلة الإسراء والمعراج

هناك العديد من الروابط بين قصة الإسراء والمعراج وما فرضه الله -تعالى- من فرائض تخصّ الصلاة، وفيما يأتي بيانٌ لذلك:

  • مجيء رحلة الإسراء والمعراج بعد الهموم الكثيرة التي طالت بالنبي عليه الصلاة والسلام، ثمّ فرْضُ الصلاة فيه ممّا يدلّ على أنّ الصلاة سببٌ لإزالة الهموم والغموم عن العباد، ومصدر راحةٍ وهناءٍ لعباده.

  • ورود قصّة الملكين الذين أخرجا قلب النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وطهّراه بماء زمزمٍ، وربط ذلك بالوضوء قبل الصلاة يعطي إشارةً إلى الطهارة التي تعمّ الباطن والظاهر للمصلّي.

  • ابتداء رحلة الإسراء في مكة، وانتهائها في المسجد الأقصى ربطٌ بينهما، فالمسجد الأقصى كان قبلةً المسلمين، ثمّ تحولت إلى الكعبة المشرفة.

  • مرور النبي -عليه الصلاة والسلام- على موسى في رحلة الإسراء والمعراج، وهو يصلّي في قبره، والربط بينها وبين توجيهه للنبي -عليهما السلام- بمراجعة النبي لربه في عدد الصلوات حين فُرضت خمسون صلاةً، ثمّ خُفّفت إلى خمس صلواتٍ.

  • صلاة النبي -عليه السلام- إماماً بالأنبياء كلّهم في المسجد الأقصى دلّت على نسخ كلّ شرائعهم، واتباعهم شريعة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وكذلك الصلاة بالنسبة للمسلمين عنوان شرائعهم في دينهم.

  • عروج النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى كلّ سماءٍ على حدّةٍ، كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي، وكذلك الصلاة كما يُروى أنّها تعرج إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء إن كانت مقبولةً عند الله تعالى.

  • مرور النبي -عليه الصلاة والسلام- بالبيت المعمور في السماء السابعة، وهي بيتٌ يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملكاً يصلّون فيه، ثمّ لا يعودون إلى يوم القيامة، فيدلّ ذلك على أنّه كما أنّ عبادة أهل الأرض الصلاة، فإنّها عبادة أهل السماء كذلك.

  • الصلاة هي العبادة الوحيدة التي فُرضت في السماء السابعة دون واسطةٍ بين الله -تعالى- ونبيه محمداً صلّى الله عليه وسلّم، وليس ذلك إلّا لبيان أهمّيتها، وفضلها، وعظمة مكانتها في ميزان الله تعالى، حيث فُرضت الصلاة أولاً خمسين صلاةً، ثم خفّفها الله -تعالى- على الأمة حتى بلغت خمس صلواتٍ في اليوم والليلة،

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button