وقال ماكينزي خلال جلسة في الكونغرس الثلاثاء: “أعتقد أن لدينا أخبارا جيدة، تتمثل في أننا سنزودهم بطائرات إف-15، وهو عمل طويل وشاق”، لكنه يقدم تفاصيلًا عن التوقيت أو عدد هذه الطائرات التي تصنعها شركة بوينغ.

اللافت في الأمر أن ماكينزي سبق أن أكد الشهر الماضي على دعم عسكري “قوي جدا” لمصر، أثناء زيارته للقاهرة في أعقاب قرار إدارة الرئيس جو بايدن خفض 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لها.

ووصف مراقبون وخبراء عسكريون الإعلان الأميركي بتزويد القاهرة بتلك المقاتلات بأنه حدث استثنائي ومؤشر قوي على مدي تنامي الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة لمراحل لم تكن موجودة من قبل.

ويقول الخبير العسكري المصري سمير راغب، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”: “بلا شك التوجه الأميركي يعد تغيرًا جذرياً في ملف التسليح والشراكة العسكرية مع واشنطن، لأن مصر تريد التعاقد على هذه المقاتلات منذ الثمانينات في حين كان يماطل الجانب الأميركي في ذلك طبقا لعناصر التوازن في المنطقة؛ لأنها تمثل تغيرا في قواعد اللعبة”.

وبحسب الموقع الرسمي لشركة بوينغ، فإن واشنطن سمحت بعقد صفقات بيع هذه الطائرات إلى عدة دول منها السعودية وإسرائيل وقطر واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة.

وأوضح راغب أن هذه المقاتلات من أفضل طائرات الجيل “4.5”، رغم أن هناك أجيالًا قتالية أحدث منها مثل الرافال الفرنسية، لكن “إف 15” لا تزال مقاتلة متعددة المهام متصدرة في المفاهيم العسكرية، كما أن كثيرين يفضلونها عن طائرات “إف 35” الشبحية، لقدراتها على مستوى الاعتراض والهجوم والاستطلاع وتنفيذ كل المهام بإجادة منقطعة النظير.

وأشار إلى أن هذه الطائرات أثبتت نجاحها في الكثير من العمليات العسكرية، وطالما تعتمد عليها القوات الأميركية في عملياتها وتوصف بأنها “لم تخسر قتالًا”، وبالتالي فهذا تحول ودليل على التعاون الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن، وتأكيد على ثقة الولايات المتحدة في مصر باعتبارها شريكا يُعتمد عليه وحليف من خارج حلف الأطلسي، خاصة مع ما تقوم به مصر من مكافحة الإرهاب وتأمين الملاحة بشكل يخدم الأمن القومي المصري والأمن القومي العالمي على حد سواء.

وشدد الخبير العسكري على أن هناك تحديات كثيرة تواجه الأمن القومي المصري، لأننا نحافظ على كفاءة قتالية وتوازن استراتيجي بغض النظر عن حالة السلام أو الحرب، وهذا التوازن هو الذي يحفظ السلام، باعتباره رسالة ردع، ومن ثم فإن تلك المقاتلات ستنضم للقوة الضاربة للقوات الجوية المصرية.

 

مواصفات خاصة.. وسيادة جوية

من جانبه، يرى الباحث في السياسات الدفاعية محمد حسن أن إعلان ماكينزي عن اعتزام واشنطن تزويد القاهرة بهذه المقاتلة يُشكل تطورا نوعياً ايجابيا في مسار العلاقات المصرية الامريكية سياسياً وعسكرياً.

وقال حسن، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، إنه حينما نتحدث عن مقاتلات إف15، فنحن أمام واحدة من أنجح مقاتلات التفوق الجوي على مستوى العالم، لأنها ليست مصممة لمهام الاعتراض والهجوم فقط، ولكنها مصممة لتحقيق مبدأ فرض السيادة الجوية على ميدان المعركة لما لها من قدرات ديناميكية والكترونية وتسليحية بالغة البراعة والدقة وهذه المزايا تشمل كافة طرازات واصدارات المقاتلة.

وأوضح أن تلك المقاتلات لم تخسر أي اشتباك جوي تلاحمي حتى الآن، وسجلها الناجح في القصف الأرضي وضعها كالعمود الفقري لمهام القصف الجراحي الدقيق لسلاح الجو الأميركي في الشرق الأوسط منذ أكثر من عقد.

وأشار إلى أن تلك المقاتلات ثنائية المحرك، وتوفر هذه المحركات سرعة تصل إلي 2.5 ماخ، ويبلغ مداها العملياتي حوالي 5 آلاف كم بخزانات وقود إضافية، ولديها حمولة تسليحية متكاملة من صواريخ جو جو، للقتال المباشر وخلف مدى الرؤية، فضلاً عن مختلف طرازات القنابل الذكية الموجهة بالليزر والأقمار الصناعية، والقادرة على اختراق الحصون وتدمير مختلف الأهداف الارضية.

كما تمتلك المقاتلة قدرات حرب إلكترونية وقدرات تهديف تجعلها قادرة على المناورة والتحليق بارتفاعات منخفضة بفضل أنظمة رادار “أيه بي جي-70″، ما يجعلها قادرة على اختراق الدفاعات الجوية والتماهي مع الأوضاع الطبوغرافية الصعبة لأرض المعركة أثناء الاختراق والقصف، كما تصل حمولة التسليح إلى أكثر من 7 أطنان تشمل حتى صواريخ هاربون المضادة للسفن.

إضافة للجيش المصري

وشدد الباحث في السياسات الدفاعية، إلى أنه بالنظر إلى هذه الإمكانيات الكبيرة للمقاتلة “إف 15′ نجد أنها ستحقق إضافة نوعية للجيش المصري في الإقليم وعلى صعيد فرض السيادة الجوية، ولكن لا ينبغي النظر لهذه المقاتلة الرائعة بمفردها، بل يجب ربطها مع أسطول الجيش المصري من مقاتلات الرافال والميراج وإف 16، والميغ 29، لنجد لدينا تشكيلا قتاليا متكاملا من المقاتلات الاعتراضية ومتعددة المهام ومقاتلات السيادة الجوية، بما يعزز القدرات العسكرية المصرية في الحرب الحديثة.