وتسببت الأمطار الغزيرة والسيول في دمار كلي وجزئي هائل طال أكثر من 15 ألف شخص وأودت بحياة قرابة 77 شخصا، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية عن هيئة الدفاع المدني.

ورسم الناشط الاجتماعي شوقي فتح الرحمن موسى، الذي تحدث من إحدى القرى المتأثرة في منطقة المناقل بوسط البلاد، صورة مأساوية لأوضاع السكان في أكثر من 20 قرية في تلك المنطقة.

السيول دمرت عشرات القرى في شمال ووسط وشرق السودان

وقال موسى، لموقع سكاي نيوز عربية، إن السيول والأمطار تسببت في دمار هائل في ظل ظروف صحية بالغة الخطورة، مشيرا إلى أن الأوضاع تتفاقم بشكل مخيف حيث بدأت تنتشر أمراض الإسهال والملاريا والتيفوئيد في أوساط الأطفال وكبار السن.

وأضاف “المياه غمرت قرى بأكملها وأغلقت الطرق المؤدية إلى المستشفيات والمراكز الصحية واوقفت الإمدادات الغذائية التي تأتي من المدن الكبيرة”.

أما في ولاية نهر النيل، المتاخمة للعاصمة الخرطوم، فتبدو الصورة أكثر سوءا؛ وفقا لأبوبكر سليمان، أحد سكان القرى الأكثر تأثرا.

 وقال سليمان لموقع سكاي نيوز عربية إن معظم بيوت القرى المتأثرة، والبالغ عددها أكثر من 25 قرية، إما تهدمت بالكامل أو أصبحت آيلة للسقوط.

وبرزت مخاوف حقيقية من كوارث بيئية وصحية كبيرة بعد تقارير تحدثت عن اختلاط مخلفات التعدين بمياه السيول التي غمرت المنطقة المكتظة بمواقع استخراج الذهب.

وعلى الرغم من ضخامة حجم المأساة الإنسانية، إلا أن خبراء أشاروا لموقع سكاي نيوز عربية أن الخطر الناجم عن اختلاط مياه السيول بمخلفات ومواد تعدين الذهب الضارة سيؤدي إلى كوارث صحية وبيئية يصعب السيطرة عليها.

ويؤكد رئيس لجنة الطوارئ للمتضررين بالقرى المتضررة بولاية نهر النيل، الطيب الصادق، أن المشكلة الأكبر تكمن في إمدادات الإيواء والمياه الصالحة للشرب والأدوية المنقذة للحياة، خصوصا في ظل انتشار الحشرات السامة.

ويقول الصادق لموقع سكاي نيوز عربية إن حجم المأساة كبير حيث يفتقد الآلاف من الناس للمأوى في ظل صعوبات بالغة تواجه المنظمات والهيئات الإغاثية.