تمكّن مسلسل “الرهان” الجزائري لمخرج مصري من تخطي حاجز اللهجة المحلية والوصول إلى المشاهد العربي بعدما دُبلج إلى اللهجة السورية، فيما يعرض على قنوات خليجية، ومصرية، وعراقية.
وحاز المسلسل للمخرج المصري محمود كمال لدى عرض حلقاته الأربع الأولى على نسبة تفاعل كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنه يستحضر أحداثًا من الواقع السياسي الجزائري القريب.
ويدور العمل حول رجل أعمال نافذ وفاسد يستخدم نفوذه بشكل تعسفي قبل أن يحاول الفرار إلى الخارج. وهي قصة مستوحاة من حياة رجل الأعمال الجزائري المسجون بتهم فساد “علي حداد” المقرب من دوائر صنع القرار خلال حقبة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة. وحداد هو الآخر حاول الهروب إلى الخارج عبر تونس بعد اندلاع الحراك الشعبي في البلاد، في فبراير 2019، قبل إيقافه، إذ يتعرّض المسلسل إلى فترة خروج الشباب للتظاهر قبل 5 سنوات طلبًا للتغيير، ويؤدي فيه الممثل عبد القادر جريو دور البطل عيسى، الذي يدخل السجن بعد تلفيق قضية مخدرات ضده، وتنخرط العدالة بقسوة في الحكم عليه.
لكن عيسى الذي يسعي إلى الانتقام من أعدائه، تكتشف الشرطة ما يخطط له فتقرر مراقبته من خلال ضابطة الشرطة “منال” التي تتسلل إلى حياة بطل العمل، وتتعقد الأمور بسبب علاقة الحب التي تنشأ بينهما.
ودخلت هذه الدراما الجزائرية إلى البيوت العربية عبر عرضها في 3 قنوات تلفزيونية، حيث تمكّن العراقيون والمصريون والسوريون من مشاهدة العمل باللهجة السورية أو المصرية أو الجزائرية، فيما يعرض على منصة “شاهد”.
وقال المخرج المصري محمود كامل، خلال مؤتمر صحفي أنّ فكرة اشتغاله على مسلسل درامي جزائري كان من المفروض أن يكون، في العام 2019، لكن لم تسمح الظروف حينها، مشيرًا إلى أنّ الظروف اليوم أحسن.
وأوضح أنّ قضية اللهجة يمكن التغلّب عليها بالتعوّد، وتكثيف بثّ أعمال جزائرية في أكبر عدد من القنوات العربية.
واعتبر متابعون قبول عرض المسلسل عبر المنصة التابعة لقنوات “إم بي سي”، دليلاً على جودة المسلسل من حيث الكتابة وتقنيات الإخراج في التصوير والصوت والمونتاج، وفق شروط العرض العالمية التي تفرضها المنصة في اختيار أعمالها.
ويتألف المسلسل الجزائري من 20 حلقة، مدّة كل واحدة 45 دقيقة، من بطولة: عبد القادر جريو، والعمري كعوان، جميلة عراس، وعباس زحماني.
