الشعلة

التجديد النصفي الأمريكي.. الناخبون يضبطون مستقبل الكونغرس

معارك على أجندتها قضايا محورية تشكل محاور اهتمام الناخبين، يعول الديمقراطيون والجمهوريون أن تكون وقودهم في الطريق نحو الكونغرس.

فالحزبان الأمريكيان يتفقان على أن انتخابات التجديد النصفي للكونغرس ستدور حول بضع قضايا رئيسية، لكنهم يختلفون بشأن ماهية تلك القضايا.

ويعتقد الديمقراطيون أنه بإمكانهم الفوز ببعض المعارك على الأقل في المرحلة الأخيرة حول حقوق الإجهاض والرئيس السابق دونالد ترامب.

أما الجمهوريون فيفضلون التنافس على التضخم والجريمة، ويريد كلا الحزبين تحقيق النصر في الجدل حول الهجرة.

التضخم

يعتقد الجمهوريون أن التضخم سيكون أهم قضية تشغل الناخبين عند توجههم إلى صناديق الاقتراع، ويعتبرون أن ما يسمونه اقتصاد الرئيس جو بايدن سيعطيهم الأفضلية.

أما أرقام بايدن الضعيفة في استطلاعات الرأي والأسعار المرتفعة، فيرون فيها مؤشرا على إمكانية فوزهم إذا أقنعوا الناخبين بمنحهم الثقة لتحسين أوضاعهم المالية.

وفي حين تحسنت أرقام بايدن مؤخرًا، إلا أن العديد من الأمريكيين لا يزالون يتصارعون مع التكاليف المرتفعة للاحتياجات اليومية الأساسية، وهي حقيقة أقلقت الديمقراطيين ممن يرون معارضهم يحرز تقدما.

ويتصدر التضخم باستمرار استطلاعات الرأي باعتباره قضية رئيسية للأمريكيين. ووجد استطلاع أجرته رويترز-إيبسوس، الأربعاء، أن 30 % اعتبروه شاغلهم الأول، وأن الحزب الحاكم دائما ما يلقى اللوم تقريبا على المحن الاقتصادية.

وتعتقد غالبية الناخبين أن أمريكا تسير بالاتجاه الخطأ – مما يؤشر على تحول محتمل إلى سيطرة الحزب الجمهوري ببعض الأماكن بالغة الأهمية.

وبخطاب ألقاه في أغسطس/ آب الماضي، قال بايدن إن خطته واسعة النطاق لإنعاش الاقتصاد “تؤتي ثمارها”، وهي عبارة بسيطة استغلها الجمهوريون في المواد الخاصة بالحملات.

وبحسب مركز “بيو” للأبحاث، لطالما كان الاقتصاد القضية الرئيسية للناخبين هذا العام. وفي استطلاع أجراه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال 79 % من المشاركين إن الاقتصاد مهم للغاية في قرارهم بشأن من سيصوتون له في انتخابات الكونغرس لعام 2022.

الإجهاض

يعتبر الديمقراطيون قرار المحكمة العليا بإلغاء حق الإجهاض أمرًا مروعا وغير إنساني، ولذلك يعملون على تحويل ذاك الغضب إلى أصوات انتخابية.

وبين مارس/آذار وأغسطس/آب الماضيين، ارتفعت نسبة الناخبين المسجلين الذين صنفوا الإجهاض على أنه قضية انتخابية مهمة للغاية من 43% إلى 56%.

وظلت تلك النسبة ثابتة خلال الخريف أي حتى أكتوبر/ تشرين الأول المنقض، حيث رأى 56 % من المصوتين أن الإجهاض سيكون مهما للغاية في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن القضية تتمتع بقوة فاجأت الكثيرين، وقد فاز الديمقراطيون بكل انتخابات خاصة بمجلس النواب منذ قرار المحكمة.

وركز المرشحون لمجلس النواب والشيوخ ومناصب حكام الولايات بشتى أنحاء البلد حملاتهم على إقناع الناخبين بأن الجمهوريين يعملون على انتزاع الحقوق الإنجابية.

وفي الوقت نفسه، أظهرت بعض الاستطلاعات أن القضية تتراجع من حيث الأهمية بالسبة للناخبين عند مقارنتها بالقضايا الاقتصادية.

واتخذ بعض المرشحين الجمهوريين، بينهم السيناتور رون جونسون، مواقف متشددة ضد الإجهاض، في حين خفف آخرون من حدة مواقفهم مع اتخاذهم وضعية الاستعداد للانتخابات العامة.

انعدام الأمن

أحرز الجمهوريون تقدما خلال الأسابيع الأخيرة في ولايتين حاسمتين بتصوير المرشحين الديمقراطيين على أنهم مناهضون لانعدام الأمن وتفشي الجريمة.

وعمل عملاء الحزب الجمهوري والخبراء الاستراتيجيين المحليين على زيادة هجومهم على مانديلا بارنز، مرشح مجلس الشيوخ الديمقراطي في ويسكونسن، وجون فيترمان مرشح مجلس الشيوخ الديمقراطي أيضا في بنلسفانيا.

وفي ويسكونسون، عرض الجمهوريون إعلانات تسعى لربط بارنز بإصلاحات العدالة الجنائية التي يصفونها بـ”الناعمة” مع الجريمة. وفي بنسلفانيا، سلط الحزب الجمهوري الضوء على الجرائم التي تحدث حول فيلادلفيا.

الهجرة

إذا كانت هناك قضية واحدة من الانتخابات النصفية يرجح أن تمثل جزءا مهما من السباق الرئاسي 2024، فهي الهجرة.

ومع عبور عدد قياسي من المهاجرين وطالبي اللجوء للحدود الجنوبية هذا العام، يحول الجمهوريون المعارضة لسياسات بايدن المتعلقة بالهجرة إلى صرخة حشد سياسي قبل الانتخابات.

ويلقي الجمهوريون باللوم على بايدن – الذي عكس بعض من سياسات سلفه دونالد ترامب المناهضة للهجرة، لكنه فشل بإلغاء أخرى – في تدفقات اللاجئين، قائلين إن إدارته فشلت في تأمين الحدود.

ومؤخرًا، احتل الحكام الجمهوريون في تكساس وأريزونا وفلوريدا عناوين الصحف الوطنية من خلال الدفع مقابل نقل المهاجرين إلى المدن الشمالية ذات الميول الليبرالية فيما يقولون إنها جهود لتقاسم العبء.

ونددت جماعات حقوق المهاجرين والمشرعون الديمقراطيون والبيت الأبيض، بتلك الجهود معتبرين أنها “مسرح سياسي قاس” يرمي إلى كسب الأصوات على حساب طالبي اللجوء.

لكن يتمسك الحكام الجمهوريون بها، في حين تعهد آخرون بمواصلة بعض من استراتيجيات ترامب الأكثر تشددا حال انتخابهم.

قضايا أخرى

 

وبحسب مركز “بيو” للأبحاث، يعتبر مستقبل الديمقراطية قضية انتخابية بالنسبة للكثيرين، حيث قال 70 % من الناخبين المسجلين إنها مسألة مهمة للغاية في تصويتهم بالانتخابات النصفية.

ويقول كل 6 من بين 10 أشخاص أو أكثر نفس الشيء عن التعليم (64 %)، والرعاية الصحية (63 %)، وسياسة الطاقة (61 %). فيما يرى أكثر من نصف الناخبين نفس الشيء عن سياسة السلاح (57 %).

وتحتل جائحة فيروس كورونا أقل مرتبة تقريبا ضمن أولويات الناخبين، حيث قال 23 % إنه مهم للغاية في تصويتهم، بتراجع عن الثلث عن رأيهم في مارس/آذار الماضي.

ويحتل تغير المناخ أهمية مرتفعة لأنصار الديمقراطيين، حيث قال حوالي الثلثين (68 %) إنها مسألة مهمة جدا في تصويتهم، بينما يعتبر 9 % فقط من الناخبين الجمهوريين نفس الشيء.

مقالات ذات صلة

استغلال الأطفال فى أعمال التسول.. حبس المتسول البلطجي في الجيزة

admin

الهلال الأحمر الفلسطيني: المستشفيات ستتحول لمقابر جماعية إذا لم يصلها الوقود

admin

اتحاد الكرة يرسل لـ”كاف” أسماء الأندية المشاركة في بطولتي أفريقيا

admin