أفضل الأعمال في العشر الأواخر من رمضان
يبحث عدد كبير من الناس عن أفضل الأعمال في العشر الأواخر من رمضان استعدادًا لإحياء ليلة القدر، وتقربًا إلى الله -جل وعلا- في العشر الأواخر من رمضان. تأتي ليلة القدر، وتأتي معها نسائم السكينة، والخشوع، حيث يقول الله تعالى في سورة القدر:
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ. سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.
أفضل الأعمال في العشر الأواخر من رمضان
كيفية إحياء الليالي العشر وخاصة الوترية منها
تعد ليالي العشر الأواخر من رمضان من رحمات الله تعالى وبركاته على الأمة الإسلامية، وتمثل زادا روحيا خاصا، يحتفي بها غالب المسلمين، و هي نهاية الدورة التدريبية على تلك المعاني الإيمانية، والعبادات القلبية والجسدية، وعلى المسلم أن يستفيد من تلك العشر الأواخر بأقصى فائدة من زيادة الإيمان وعمل الصالحات والطاعات.
وأول تلك الأعمال:
1- الإكثار من الصلاة: على المسلم أن يحافظ على الصلوات المكتوبة، من صلاة الصبح، وصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء، فيحرص على أن يستعد للصلاة قبل الوقت، وأن يردد الأذان مع المؤذن، ثم يصلي السنة الراتبة القبلية، ثم يشغل نفسه بالدعاء ما بين الأذان والإقامة؛ فإنه من أوقات استجابة الدعاء، كما ورد في الحديث النبوي:” الدعاء ما بين الأذان والإقامة مستجاب”، ثم حين تقام الصلاة، يردد الأذان، ويستحب أن يكون أحد الأبناء هو المسئول عن إقامة الصلاة؛ تشجيعا للأولاد على حب الصلاة، ثم تصلى الصلاة جماعة، فإن كان بعدها سنة راتبة بعدية؛ فليحرص المسلم عليها، ويحث أسرته عليها.
2- صلاة التراويح: يستحب الاجتهاد في ليالي العشر الأواخر من رمضان في صلاة التراويح، فليطل القراءة والركوع والسجود فيها، فليكن أقل ما يقرؤه فيها جزءا من القرآن الكريم، وإن استطاع أن يزيد فليفعل، فإن أفضل عبادة في ليل تلك العشر الأواخر هي الصلاة وطول القيام بين يدي الله تعالى.
3 صلاة التهجد: ثم ليجعل لليله نصيبا من التهجد، ويزيد من الصلاة فيه ضعف ما يصليه في التراويح، فإن كان يقرأ في صلاة التراويح جزءا من القرآن، ليقرأ في التهجد جزأين،حتى يختم القرآن كاملا في العشر الأواخر من رمضان.
4 – الاجتهاد في الدعاء: ومن أهم الأعمال التي يقيم بها المسلم في ليالي العشر الأواخر من رمضان أن يكثر من الدعاء لله تعالى، ويكون الدعاء في هذه الأيام والليالي . وليجتهد المسلم في الدعاء خاصة تلك الأيام المباركات، فهو أحرى أن يستجاب له، كما ورد عن النعمان بن بشير – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} [غافر: 60] أخرجه الترمذي.
وليتحر الأوقات الشريفة، والأحوال الشريفة التي تكون أقرب لاستجابة الدعاء، ومن ذاك: الدعاء ما بين الأذان والإقامة: فقد أخرج أبو داود والترمذي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه -: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد» .
5- قراءة القرآن: وعلى المسلم أن يجتهد في تلك العشر في علاقته مع القرآن الكريم، وأن ينوع عبادات القرآن، من التلاوة والاستماع والتدبر، مع إطالة الصلاة بالقراءة فيها.وليكثر المسلم من قراءة القرآن في ليالي العشر الأواخر – قدر استطاعته- خاصة في تلك العشر، وليجتهد، ولينهل من معين كتاب الله تعالى.
6– الصدقة: ومن الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد من ربه خاصة في أيام و ليالي العشر الأواخر كثرة الصدقة، وقد وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3]، وأخرج حارثة بن وهب – رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: «تصدقوا، فيوشك الرجل يمشي بصدقته، فيقول الذي أعطيها: لو جئتنا بها بالأمس قبلتها، فأما الآن، فلا حاجة لي فيها، فلا يجد من يقبلها منه» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي
7– الأذكار: وعلى المسلم أن يكثر من ذكر الله تعالى خاصة في مثل ليالي العشر الأواخر ، وأن ينهل من الذكر قدر استطاعته، وقد كان الذكر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته وللأمة، كما ورد عن عبد الله بن بسر – رضي الله عنه -: «أن رجلا قال: يا رسول الله، إن أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكلها، فأخبرني بشيء أتشبث به، ولا تكثر علي فأنسى – وفي رواية: إن شرائع الإسلام قد كثرت، وأنا قد كبرت، فأخبرني بشيء أتشبث به، ولا تكثر علي فأنسى – قال: لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى» . أخرجه الترمذي.
8– تحري ليلة القدر: ومن أجل الأعمال في ليالي العشر الأواخر من رمضان ومقصدها الأعظم تحري ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فعن مالك بن أنس – رحمه الله – أنه سمع من يثق به من أهل العلم: «أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أري أعمار الناس قبله – أو ما شاء الله من ذلك – فكأنه تقاصر أعمار أمته: أن لا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر، خير من ألف شهر» . أخرجه «الموطأ»
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على طلب العفو فيها، كما ورد عن عائشة – رضي الله عنها -: قالت: «قلت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، ما أدعو به؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني» أخرجه الترمذي.
9– العبادات الاجتماعية: ولا يتوقف إحياء تلك الليالي وعبادات الأيام على العبادات بمعناها الخاص من التعبد، بل تشمل العبادات الاجتماعية أيضا، ومن المعلوم أن النفع المتعدي ثوابه أعظم عند الله من النفع القاصر الذي يقتصر على نفسه، ومن ذلك:
10– تفطير الصائمين: وعلى المسلم أن يحيي هذه الأيام بالعطف على الفقراء والمساكين، وأن يطعم الفقراء وغيرهم بتفطير الصائمين، حتى ينال ما لهذا الفعل من ثواب، كما أخرج زيد بن خالد الجهني – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: «من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا» . أخرجه الترمذي.
11– صلة الرحم: وعلى المسلم أن يصل رحمه تلك الأيام المباركات، ولو من خلال الاتصال بالهاتف أو من خلال وسائل التواصل، فقد روى أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: قال: «اشتكى أبو الرداد الليثي، فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال: خيرهم وأوصلهم – ما علمت – أبو محمد ، فقال عبد الرحمن: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله عز وجل: أنا الله، وأنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها – قطعته- أو قال: بتته» . أخرجه الترمذي، وأبو داود
12– خدمة المسلمين: ومن العبادات الاجتماعية التي يتقرب به العبد إلى ربه خدمة إخوانه المسلمين، بأن يمد لهم يد العون والمساعدة، وقد أخرج أبو هريرة – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
13 – التواصل الاجتماعي: ومن العبادات الاجتماعية التي تعتبر من عبادة الوقت التواصل الاجتماعي بين المسلمين، تواصلا بالسؤال عن أحوالهم، وتواصلا بالدعاء لهم عند الإفطار، فإن الناس اليوم لا غنى لهم عن تلك الوسائل الحديثة، فلتكن فيما فيه نفع وطاعة لله تعالى.
الليالي الوترية رمضان 2023
متى ليلة القدر؟ هل توافق ليلة القدر 27 رمضان؟ مع اقتراب العشر الأواخر من شهر رمضان، يبحث الناس عن الليالي الوترية أملا في أن تكون إحداها ليلة القدر التي لم يتم تحديدها بشكل قاطع في صحيح السنة النبوية. بل كل ما جاء عنها من أحاديث عن رسول الله -صل الله عليه وسلم- من صحيح سنته.
روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان
الليلة الوترية الأولى
تبدأ ليلة 21 رمضان 1444، أولى الليالي الوتر، من مغرب الثلاثاء، الموافق 11 أبريل 2023.
تنتهي ليلة 21 رمضان في فجر الأربعاء، الموافق 12 أبريل 2023.
ثاني الليالي الوتر
في حين توافق ليلة 23 رمضان 1444، من مغرب الخميس، الموافق 13 أبريل 2023.
تنتهي فجر الجمعة، الموافق 14 أبريل 2023.
الليلة الوترية الثالثة
وعن ثالث ليلة وترية، فتبدأ ليلة 25 رمضان 1444، من مغرب السبت، الموافق 15 أبريل 2023.
تنتهي فجر الأحد، الموافق 14 أبريل 2023.
رابع الليالي الوتر
أما عن الليلة الوترية الرابعة، فتبدأ ليلة 27 رمضان 1444، من مغرب الإثنين، الموافق 17 أبريل 2023.
تنتهي فجر الثلاثاء، الموافق 18 أبريل 2023.
آخر ليلة وترية في رمضان
وأخيرًا، تبدأ الليلة الوترية الأخيرة، ليلة 29 رمضان 1444، من مغرب الأربعاء، الموافق 19 أبريل 2023.
تنتهي ليلة 29 رمضان 1444، فجر الخميس، الموافق 20 أبريل 2023.