كشفت وسائل إعلامٍ أجنبية بينها صحيفة “التايمز” البريطانية عن استمرار تركيا بالسماح لليخوت الروسية بالوصول إلى سواحلها رغم العقوبات الغربية المفروضة على أصحاب اليخوت الفارهة المملوكة لأوليغارشية روس، ما قد يعرض أنقرة لاحقاً لعقوباتٍ مشابهة إذا ما استمرت باستقبال تلك اليخوت، التي بلغ عددها على الأقل 9 في كلٍ من بحرَي إيجة والمتوسط حتى الآن.
وأكّد أكاديمي وخبير روسي متخصص في الشؤون التركية أن “اليخوت الروسية ترسو في المواني التركية لأن تركيا لا تعد بلداً خطيراً بالنسبة للأوليغارشية الروس خاصة أنها لا تفرض عليهم أي عقوبات اقتصادية”.
وقال الأستاذ الجامعي الروسي إكبال درة لـ “العربية.نت” إن “تركيا توفر لأصحاب تلك اليخوت فرصة للتغلب على العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليهم، ولهذا باتت السواحل التركية مكاناً آمناً بالنسبة إليهم”.
وأضاف أن “تركيا في هذه الفترة المضطربة تريد من الأثرياء الروس تعزيز صورتها كبلد يمكن الوثوق به وبوجود ممتلكاتهم لديه، وفي المقابل تولي أهمية كبيرة للأموال الساخنة القادمة من روسيا خاصة مع استمرار الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا منذ سنوات”.
كما حذر الأكاديمي الروسي من أن استمرار تركيا بالسماح لأوليغارشية روس بالوصول إلى سواحلها مع يخوتهم قد يعرضها لعقوباتٍ أميركية وأوروبية لاحقاً.
وقال درة في هذا الصدد إن “خطر العقوبات قائم، ولذلك تتوخى البنوك التركية الحذر الشديد في تعاملاتها مع روسيا، حيث تتم الموافقة فقط على المعاملات المتعلقة بالاتفاقيات مع شركاتٍ روسية لا تخضع لعقوباتٍ أميركية”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة تبدو وكأنها سمحت لتركيا بلعب دور الوسيط في التجارة الخارجية لروسيا لاسيما وأن الشركات الغربية تستفيد أيضاً من استخدام تركيا كمعبرٍ روسي”، لافتاً إلى أن “بقاء تركيا في لعب دور الوسيط سيجعلها عرضة لعقوباتٍ غربية تبعاً للتصعيد بين الجانبين الروسي والأميركي”.
وكانت ثلاثة يخوت روسية تعود مليكتها لأوليغارشية روس قد اقتربت من المواني التركية خلال هذا الأسبوع رغم فرض عقوباتٍ غربية على أصحابها.
وبحسب صحيفة “التايمز” البريطانية، فقد دخلت اليخوت الثلاثة إلى المياه الإقليمية التركية وباتت قريبة من سواحل مدينة بودروم الواقعة جنوب غربي تركيا، لكن لم يقدم الجانب التركي أي معلوماتٍ حول وجود الأوليغارشية الروس على متنها.
ووفق الصحيفة البريطانية، فإن يختاً من بين اليخوت الثلاثة التي اقتربت من السواحل التركية، تعود ملكيته لرجل الأعمال الروسي المقرّب من الكرملين ليونيد ميخلسون وكان قد توجه من جزر الكاريبي إلى تركيا بعدما تم إغلاق نظام الملاحة الخاصة به خلال الرحلة.
وتبلغ إجمالي قيمة اليخوت المملوكة لأوليغارشية روس والمتمركّزة في المواني التركية، حوالي 2.5 مليار دولارٍ أميركي.
وكانت اليخوت الروسية التي تتمركز اليوم في المواني التركية، قد رست في مثل هذا الوقت من العام الماضي في مواني فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان.