الخطاب الإلهيتوب ستوريفن ومنوعات

هل يقبل الله صيام من لا يصلي وهل صيامه صحيح

مع قدوم رمضان كل عام يتجدد السؤال حول هل يقيل الله صيام من لا يصلي وهل صيامه صحيح.. حول الموضوع دار خلاف فقهي نورد تفاصيله في السطور التالية

 

قالت الأمانة العامة للفتوى بدار الإفتاء، فى فتوى لها أن من صام ولا يصلى فصيامه صحيح وغير فاسد، لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة، ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى.

 

دار الإفتاء :من صام بدون صلاة صيامه صحيح

وقالت الأمانة العامة للفتوى، فى فتوى نشرت على موقع دار الإفتاء، ردا على سؤال ما الحكم فيمن صام رمضان ولكنه لا يصلى؛ هل ذلك يُفسِد صيامه ولا ينال عليه أجرًا؟ أنه لا يجوز لمسلمٍ تركُ الصلاة، وقد اشتد وعيد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن تركها وفرط فى شأنها، حتى قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «الْعَهْدُ الَّذِى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» أخرجه الإمام أحمد والترمذى والنسائى وابن ماجة، وصححه الترمذى وابن حبان والحاكم.

ومعنى «فقد كفر» فى هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث التى فى معناه: أى أتى فعلًا كبيرًا وشابه الكفار فى عدم صلاتهم، فإن الكبائر من شُعَب الكُفر، كما أن الطاعات من شُعَب الإيمان، لا أنه قد خرج بذلك عن ملة الإسلام -عياذا بالله تعالى- فإن تارك الصلاة لا يكفر حتى يجحدها ويكذب بها، ولكنه مع ذلك مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.

وأضافت دار الإفتاء أن المسلم مأمورٌ بأداء كل عبادة شرعها الله تعالى- من الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها مما افترض الله عليه- إن كان من أهل وجوبه، وعليه أن يلتزم بها جميعًا، كما قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً”، وجاء في تفسيرها: أى التزموا بكل شرائع الإسلام وعباداته، ولا يجوز له أن يتخير بينها ويُؤدِّيَ بعضًا ويترك بعضًا فيقع بذلك في قوله تعالى: “أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ”..

وقالت “كل عبادة من هذه العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها الخاصة بها، ولا تَعَلُّق لهذه الأركان والشروط بأداء العبادات الأخرى، فإن أدَّاها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمتُه من جهتها، ولكنه يأثم لتركه أداء العبـادات الأخرى، فمن صـام وهو لا يصلي فصومه صحيح غير فاسد؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة، ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، أما مسألة الأجر فموكولة إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّى أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلى”.

رئيس الفتوى: الصلاة عبادة مستقلة وكذلك الصيام

إلى ذلك قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، “الصلاة ركن من أركان الإسلام، وكذلك الصيام والزكاة والحج ومن قبلها الشهادتان”، موضحا أن الصلاة عبادة مستقلة، وكذلك الصيام، مشددا على أن تارك الصلاة سيحاسب فمن أنكر فرضيتها يستتاب ثلاثة أيام ومع غروب شمس يوم الثالث يقتل كفرا لا حدا ولا يدفن فى مقابر المسلمين ولا يصلى عليه.

وأضاف لليوم السابع أن من تركها تكاسلا فهؤلاء الذين ترضخ رؤوسهم بالحجارة حتى يؤدوا ما عليهم.

 

بن عثيمين: لاتقبل منه صلاة لأنه كافر ومرتد

على الجانب الآخر فإن الفتاوى السلفية تشدد على أن تارك الصلاة لا يقبل منه عمل، لا زكاة ولا صيام ولا حج ولا شىء، مستدلين بما رواه البخارى (520) عن بُرَيْدَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ”.

ويفسرون “حبط عمله” أى: بَطَلَ ولم ينتفع به.. فهذا الحديث يدل على أن تارك الصلاة لا يقبل اللهُ منه عملاً ، فلا ينتفعُ تاركُ الصلاةِ من عمله بشىء، ولا يَصْعَدُ له إلى الله عملٌ، حيث قال ابن القيم رحمه الله تعالى فى معنى هذا الحديث فى كتابه الصلاة: والذى يظهر فى الحديث؛ أن الترك نوعان: تركٌ كليٌّ لا يصليها أبداً، فهذا يحبط العملُ جميعُـه، وتركٌ معينٌ فى يومٍ معينٍ، فهذا يحبط عملُ ذلك اليومِ، فالحبوطُ العامُّ في مقابلةِ التركِ العامِّ، والحبوطُ المعينُ فى مقابلةِ التركِ المعينِ”.

وسئل الشيخ بن عثيمين فى فتاوى الصيام (ص87) عن حكم صيام تارك الصلاة؟

فأجاب :تارك الصلاة صومه ليس بصحيح ولا مقبول منه؛ لأن تارك الصلاة كافر مرتد، لقوله تعالى: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) التوبة/11. ولقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ ) رواه مسلم (82).. ولقوله صلى الله عليه وسلم : (الْعَهْدُ الَّذِى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ) رواه الترمذى (2621).. صححه الألبانى فى صحيح الترمذى.

وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إذا كان الإنسان حريصًا على صيام رمضان والصلاة فى رمضان فقط، ولكن يتخلى عن الصلاة بمجرد انتهاء رمضان فهل له صيام؟

فأجابت: الصلاة ركن من أركان الإسلام، وهى أهم الأركان بعد الشهادتين وهى من فروض الأعيان، ومن تركها جاحدا لوجوبها أو تركها تهاونا وكسلا فقد كفر، وأما الذين يصومون رمضان ويصلون فى رمضان فقط فهذا مخادعة لله، فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا فى رمضان، فلا يصح لهم صيام مع تركهم الصلاة فى غير رمضان، بل هم كفار بذلك كفرا أكبر وإن لم يجحدوا وجوب

الصلاح.

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button