معجزات حدثت في الهجرة النبوية
يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بذكري هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم تلك الهجرة التي كانت فتحا ونصرا مبينا للإسلام والمسلمين بعد أن أمر الله نبيه صلي الله عليه وسلم بالهجرة من مكة إلي المدينة،بعد الأذي الذي لاقاه من أهلها والمصاعب الجمة التي حدثت له، وأثناء تذكرنا لهذا الحدث المهم في تاريخ الإسلام ينبغي لنا تذكر معجزات ونبوءات تنبأ بهالرسول الكريم وحدثت فإلي التفاصيل
بعد ورود الإذن الإلهيّ بهجرة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بواسطة الوحي، ذهب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى بيت أبي بكرٍ رضي الله عنه، وقال له: (فإنِّي قدْ أُذِنَ لي في الخُرُوجِ؛ فقالَ أبو بَكْرٍ: الصَّحابَةُ بأَبِي أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ، قالَ أبو بَكْرٍ: فَخُذْ -بأَبِي أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ- إحْدَى راحِلَتَيَّ هاتَيْنِ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بالثَّمَنِ)، فأجابه النبيّ بالقبول، فكان أبو بكرٍ رفيقه في طريق الهجرة.
فأغشيناهم فهم لا يبصرون
في الليلة التي أذن الله بها لنبيه كانت قريش في اجتماع دار الندوة، وقد اتخذوا قرارهم بقتل النبي، واتفقوا أن يأخذ شاب من كلّ قبيلة من قريش سيفًا يضرب به النبي ليتفرّق دمه بين القبائل، فحاصروا بيته، لكنّ الله أعمى أبصارهم، فلم يروه وهو يخرج ويحثوا على وجوههم التراب تاليًا قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} فلما استفاقوا دخلوا، فوجدوا علي بن أبي طالب في فراشه فتركوه.
وحين همّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالخروج من مكّة المكرّمة، تحرّكت عاطفة المحبّة لوطنه، واستحضر مكانتها العظيمة في وجدانه؛ لوجود البيت الحرام فيها، فقال مودّعاً إيّاها: (ما أطيبَكِ مِن بلدةٍ وأحَبَّك إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرَجوني منكِ ما سكَنْتُ غيرَكِ)،ثمّ انطلق رسول الله مع صاحبه أبي بكر مُستَخْفيين عن أعين قريش، وغادرا مكّة المكرّمة، وفي طريق السّير كان أبو بكرٍ الصديق يمشي ساعةً أمام النبي وساعةً خلفه؛ من فرط خوفه عليه ومحبّته له، وليحميه، وعند وصولهما إلى غار ثورٍ لم يقبل أبو بكر إلّا أن يدخل قبل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ويتحسّس المكان؛ ليتفقّده ويتأكّد من أمنه، ثمّ دخل رسول الله ومكث مع أبي بكرٍ في الغار.
ما ظنك باثنين الله ثالثهما
بالرغم من أخذ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأسباب الحيطة والحذر قبل وأثناء هجرته، إلّا أنّه لم يركن إلى تلك الأسباب أو يتّكل عليها، بل كان كلّ اتكاله على الله تعالى، وكان ملازماً للدعاء الوارد في قوله تعالى: (وَقُل رَبِّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدقٍ وَاجعَل لي مِن لَدُنكَ سُلطانًا نَصيرًا)،وقد سخّر الله -تعالى- لرسوله وصاحبه أبي بكر جنداً من مخلوقاته؛ لتضليل كفّار قريش الذين لحقوا بالنبيّ بعد أن عرفوا بخروجه من مكّة المكرّمة، إلى أن وصلوا إلى باب غار ثور الذي يأوي النبيّ وأبا بكرٍ، وكانوا على مقربةٍ منهما، فوَجِل أبو بكرٍ، وطمأنه النبيّ وقال له: (ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا) وتحققت معجزاة الله في حفظ رسوله وإكمال دينه ونصرته وتولي أبو بكر الصديق ثاني اتنين في الغار خلافة المسلمين بعد رسول اللله صلي الله عليه وسلم
سواري كسري لسراقة بن مالك
جيّشت قريش الناس؛ فأعلنت في نواديها عن مكافأةٍ ممثّلةٍ بمئةٍ من الإبل لمن يأتي بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيّاً أو ميّتاً، فسمع بذلك سراقة بن مالك، وخرج يتتبّع أثر النّبي؛ طمعاً في المكافأة، فلمّا اقترب من النبيّ وأبي بكر، وكاد أن يصل إليهما، غاصت قدما فرسه في الرمل، ولم يستطع التقدّم بها، فأخبر سراقةُ النبيَّ بمؤامرة قريش، وسأل النبيُّ سراقةَ أن يخفي عن قريش أمره وأمر أبي بكر، ووعده مقابل ذلك بسواري كسرى، فرجع سُراقةُ وأخفى خبر النبيّ عن قريش، وفي خلافة عمر أوفي الفاروق بوعد الرسول الكريم وألبس سواري كسرى لسراقة بن مالك .