توب ستوريشئون عربية ودولية

مسؤولون إسرائيليون: تزايد احتمالية التوصل لاتفاق نووي بين أمريكا وإيران

أشار مسؤولون إسرائيليون كبار إلى ازدياد احتمالية التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، بشأن الملف النووي.

وعلى خلفية هذا القلق، سيجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، يوم الخميس المقبل، في دولة أوروبية، لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منع وزراءه من عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية في الولايات المتحدة، حتى يتلقى دعوة إلى البيت الأبيض، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، في تقرير لها اليوم الأحد.

ويجري الأمريكيون محادثات غير مباشرة مع الإيرانيين بوساطة دولتين عربيتين، هما سلطنة عُمان وقطر.

واستبدل الأمريكيون المسؤول عن الاتصالات مع إيران، روب مالي، ببريت ماكغورك، والذي يعتبر مقربًا من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.

ويعرض الأمريكيون باستمرار على الإيرانيين قناة دبلوماسية، ويعتقدون أنه بقدر ما يتحدثون، فإن لدى طهران الدافع أو الأمل في حدوث شيء ما، ونتيجة لذلك، لن تتسرع إيران في عبور خط تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، وبالتالي لن يكون هناك صراع عسكري، والأمريكيون سيفعلون ذلك، ولن ينجروا إلى تحركات عسكرية لا يريدونها.

يريد الأمريكيون التوصل إلى اتفاق جديد أطول وأقوى، لكن التقدير في إسرائيل هو أن الإيرانيين لن يوافقوا على ذلك؛ لأن الاتفاقية الحالية من المفترض أن تنتهي في أجزائها الرئيسية بحلول عام 2025.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية

تبادل الأسرى

ووفقاً للتقرير، لا تتعلق الاتصالات بين الولايات المتحدة وإيران بالملف النووي فحسب، بل تتعامل مع قضايا أخرى مثل تبادل الأسرى ومحاولات التوصل إلى تفاهمات هادئة في جميع المجالات.

وجاء في التقرير أيضاً، أن “طهران ليست متحمسة للتوصل إلى اتفاق مؤقت، فهم يريدون العودة إلى الاتفاق الأصلي (خطة العمل الشاملة المشتركة)، فالأمريكيون من جانبهم يعارضون العودة إلى الاتفاقية الأصلية على أساس أنها لن تتطرق إلى الرأي العام الأمريكي، وبالتأكيد في ضوء انكشاف تورط إيران في هجوم روسي في أوكرانيا”.

وقال التقرير: “يريد الأمريكيون التوصل إلى اتفاق جديد أطول وأقوى، لكن التقدير في إسرائيل هو أن الإيرانيين لن يوافقوا على ذلك؛ لأن الاتفاقية الحالية من المفترض أن تنتهي في أجزائها الرئيسية بحلول عام 2025”.

وأضاف أن “التقدير في إسرائيل هو أنه لن تكون هناك عودة لاتفاق “JCPOA” (خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي جزء من قرار مجلس الأمن رقم 2231)، ولكن من المحتمل أن يتم التوصل إلى اتفاقات بشأن إطلاق سراح السجناء، والإفراج عن الأموال الإيرانية التي تأخرت بسبب العقوبات، وخاصة في العراق وكوريا الجنوبية. ومقابل ذلك، سيكون على إيران أن تفعل عدة أشياء، مثل الالتزام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لاستعادة الرقابة على المنشآت النووية ووقف تخصيب اليورانيوم”.

تدفيع الثمن

بدورها، أوضحت إسرائيل للأمريكيين والأطراف الأخرى في المجتمع الدولي، أن الطريقة الأساسية والفعّالة لمنع إيران من المضي قدمًا في برنامجها النووي، ليست بالضرورة المسار الدبلوماسي؛ لأن طهران تستخدمه فقط لصالحها، بل جيشًا موثوقًا به يوضح لها الثمن إذا اجتازت حدودها.

وعلى خلفية الخوف من الاتفاق أو التفاهمات الناشئة بين الولايات المتحدة وإيران، تعمل إسرائيل على شحذ نغماتها. وعلى خلفية هذه الخطوة، قال نتنياهو في حديثه مع وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، إن “العودة إلى الاتفاق النووي مع ايران، لن يوقف البرنامج النووي الايراني، ولن يتطلب أي تسوية مع إيران، ولن يلزم إسرائيل التي ستبذل قصارى جهدها للدفاع عن نفسها”.

وهذا أيضًا هو الموقف الذي سيعبر عنه غالانت في اجتماعه مع أوستن في أوروبا.

ويأتي الاجتماع بعد اللقاء الذي جرى في واشنطن بين مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر مع سوليفان. وربما يكون لقاء غالانت مع أوستن آخر محاولة إسرائيلية للتأثير على الاتفاقية الناشئة.

تخريب الاتفاق

وتقول مصادر سياسية في إسرائيل، إن أحد أسباب عدم دعوة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، هو أن لا يخرب وصوله التوصل إلى اتفاق، بسبب الذاكرة المريرة التي تمتلكها الإدارة الديمقراطية لخطاب نتنياهو أمام الكونغرس خلال عهد أوباما.

وقال مسؤول سياسي كبير، إنه استعدادًا لإمكانية التوصل إلى اتفاق، سيحاول الأمريكيون طمأنة إسرائيل وإعطاءها ضمانات حتى لا تتضرر منها، لكنهم على أي حال مقتنعون بأن هذا هو السبيل. إلا أن الأوروبيين بالتحديد هم من يتخذون خُطاً أكثر حزماً تجاه طهران، مقارنة بالولايات المتحدة، خاصة بعد المساعدات الإيرانية المكثفة للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا.

واختتم التقرير بالقول إن “كبار المسؤولين الأمريكيين يقولون إن إسرائيل يجب ألا تقلق.. وهناك شفافية كاملة مع إسرائيل.. وهي تعرف بالضبط ما نفعله وما لا نفعله.. نحن لا نفعل أي شيء هنا من وراء ظهر إسرائيل.. والوزير رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي كانا في واشنطن وتم إطلاعهما بشكل كامل على كل شيء.. وهناك تعاون كامل بين إسرائيل والولايات المتحدة في الملف الإيراني.. وشفافية كاملة”.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button