توقع مسؤولون في الإدارة الأميركية أن تتضمن جولة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في آسيا والتي بدأت الأحد، زيارة تايوان، على الرغم من التحذيرات الشديدة التي وجهتها الصين في الأيام الأخيرة وتهديدها بـ”رد عسكري محتمل”، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وفيما توقع المسؤولون الأميركيون ألا يحاول الجيش الصيني عرقلة هبوط بيلوسي في تايبيه، إلا أنهم رجحوا مرافقة مقاتلات صينية لطائرة بيلوسي في “إظهار للسيطرة الجوية”، فيما تخوف مسؤولون من أن رد الفعل الأقوى قد يبدأ بعد ختام زيارتها، وأن تحاول بكين “خنق الجزيرة”.
من جانبها، جددت وارة الخارجية الصينية، الاثنين، تحذيرها من أن جيشها “لن يقف مكتوف الأيدي” إذا زارت بيلوسي تايوان، حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.
وقال المتحدث باسم الوزارة تشاو ليجيان في إيجاز صحافي الاثنين: “نظراً لأن بيلوسي هي ثالث أرفع مسؤول في الحكومة الأميركية، فإن زيارة إلى تايوان قد تقود إلى تأثير سياسي رهيب”.
وكان الجيش الصيني أعلن أنه سيجري تدريات عسكرية بالذخيرة الحية قبالة سواحل تايوان، وأن مقاتلاته ستحلق حول الجزيرة، ما أثار إمكانية تزامن التدريبات مع سفر بيلوسي للجزيرة.
ويأتي ذلك، وسط اعتراف مسؤولين أميركيين بقلة المعلومات الاستخباراتية بشأن “مدى حدة رد فعل الصين المتوقع”.
وبدأت بيلوسي جولتها الآسيوية، الأحد، ومن المقرر أن تصل إلى سنغافورة الاثنين، بعد زيارة هاواي الأحد “للتشاور مع القادة الأميركيين المسؤولين عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
وكانت بيلوسي قالت في بيان عن الزيارة، إنها كانت تخطط للسفر مع وفد من الكونجرس لحضور اجتماعات رفيعة المستوى في ماليزيا، وكوريا الجنوبية، واليابان، ولكنها لم تذكر تايوان ولم تؤكد قيامها بالزيارة.
ورغم ذلك، توقع مساعدون للرئيس الأميركي جو بايدن، أن تمضي بيلوسي قدماً في أرفع زيارة يقوم بها مسؤول أميركي إلى تايوان منذ 25 عاماً. وقال مسؤولون في الإدارة إن بيلوسي لا يزال بإمكانها تغيير رأيها بشأن زيارة تايوان، ولكن ذلك “غير مُرجح”.
وقال مساعدو بايدن إنه قرر عدم مطالبة بيلوسي بإلغاء زيارتها بشكل مباشر؛ وذلك –إلى حد كبير- بسبب “احترامه لاستقلال الكونجرس، وأن هذا الاحترام تشكل على مدى 36 عاماً قضاها الرئيس الأميركي في مجلس الشيوخ”.
لا تراجع أمام تهديدات الصين
مساعدو بايدن أرجعوا عدم تدخله أيضاً، إلى عدم رغبته في التراجع في مواجهة التهديدات الصينية، بما فيها تحذير بكين لواشنطن من “اللعب بالنار”، والذي جاء بعد محادثة هاتفية أُجريت بين الرئيس الأميركي ونظيره الصيني، شي جين بينج، الخميس الماضي، واستمرت لمدة ساعتين ونصف الساعة.
وقال مسؤولون إن الإدارة خلصت بعد المحادثة إلى أن المخاطر المحلية والجيواستراتيجية المحتملة لمحاولة وقف الزيارة – بما في ذلك السماح للصين بتحديد المسؤولين الأميركيين الذين يمكنهم زيارة الدولة الديمقراطية التي تتمتع بالحكم الذاتي وتطالب الصين بالسيادة عليها – أكبر من المخاطر الناجمة عن السماح لبيلوسي بالمضي قدماً في الزيارة.
وحضّ المسؤولون الأميركيون، الحكومة الصينية بشكل خاص على تجاهل الزيارة، وذكروا بزيارة رئيس مجلس النواب نيوت جينجريتش إلى تايوان في عام 1997، مشددين على أن الوفود البرلمانية تزور الجزيرة باستمرار لإظهار الدعم الأميركي.
ولكن “نيويورك تايمز” أشارت إلى أن الأوضاع الاستراتيجية التي أحاطت بزيارة جينجريتش كانت مختلفة تماماً. وفي السنوات الأخيرة، أوضح شي أنه يعتبر إعادة التوحيد مع تايوان أولوية.
تدريبات عسكرية صينية
وأعلن الجيش الصيني، السبت الماضي، أنه سيجري تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية قبالة مقاطعة فوجيان، والتي تقع على بعد 80 ميلاً تقريباً من تايوان.
وقال متحدث باسم القوات الجوية الصينية إن المقاتلات ستُحلق حول تايوان لإثبات قدرتها على الدفاع عن أراضيها، من دون تحديد تواريخ.
ويخشى مسؤولون أميركيون من إمكان وقوع حادث مشابه لما حدث منذ عقدين، عندما اصطدمت طائرة تابعة للقوات الجوية الصينية بطائرة تجسس أميركية وأسقطتها، ما أثار أزمة كبيرة في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش.
وقال مسؤولون إنه ليس لديهم معلومات استخباراتية موثوقة حول ما قد تخطط له الحكومة الصينية، ولكنهم يتوقعون أن رد الفعل الأكبر قد يحدث بعد مغادرة بيلوسي. ومن الممكن أن يشمل ذلك إجراء مناورات عسكرية في مضيق تايوان، أو تنفيذ هجمات إلكترونية، أو قطع للاتصالات لإثبات قدرة بكين على خنق الجزيرة، والتي تعد أكبر مورد لأشباه الموصلات الأكثر تقدماً في العالم.