ما حكم المداومة على صيام الإثنين فرحًا بمولد النبي الكريم؟..الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد لها عبر موقعها الرسمي نصه: سائل يسأل عن حكم المداومة على صيام يوم الإثنين بنية الفرح والاحتفال بميلاد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – باعتبار موافقة مولده الشريف لهذا اليوم، فهل هذا جائز شرعًا؟
وقالت دار الإفتاء، في فتوى سابقة، إن أول من صام يوم الإثنين فرحًا بميلاد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – هو النبي نفسه؛ فقد سُئِل عن صوم يوم الإثنين، فقال: «ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فِيهِ» رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، وهذا إيذانٌ بمشروعية الاحتفال به صلى الله عليه وآله وسلم بصوم يوم مولده.
استحباب الصيام فرحًا بأيام الخير
وأضافت دار الإفتاء، أنه قد تواردت الأخبار والآثار التي تدلّ على استحباب الصيام فرحًا بأيام الخير، فمنها ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة، فوجد اليهود صيامًا يومَ عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فقالوا: هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومَه، وغرَّق فرعونَ وقومَه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ» فصامه صلى الله عليه وآله وسلم، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. متفق عليه.
وتابعت: وقد عبَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن فرحه بنجاة موسى عليه السلام بصومه هذا اليوم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مَرَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأُناس من اليهود قد صاموا يوم عاشوراء، فقال: «مَا هَذَا مِنَ الصَّوْمِ؟» قالوا: هذا اليوم الذي نجى الله موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي، فصام نوحٌ وموسى شكرًا لله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى، وَأَحَقُّ بِصَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ»، فأمر أصحابه بالصوم، أخرجه الإمام أحمد في “المسند”، وأبو الشيخ، وابن مردويه.
وأردفت دار الإفتاء: وإذا كان الاحتفال بيوم نجاة سيدنا نوح عليه السلام ويوم نصر سيدنا موسى عليه السلام بالصيام والطاعة مشروعًا، فإنَّ مشروعية الاحتفال بمولد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بصيام يوم مولده متحققة من باب أَوْلى، وممَّا ذُكر يُعلم الجواب عن السؤال.