ما حكم التشاؤم من شهر صفر؟
وقالت الإفتاء، على صفحتها الرسمية عل موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، نصا: “ممَّا يدخل في التَّطيُّر المنهيّ عنه شرعًا: التشاؤم من بعض الشهور، كأن يعتقد المرء بأن يومًا معينًا أو شهرًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة”.
وأضافت الإفتاء: “ورد النهي الشرعي عن التشاؤم والتطيّر عمومًا باعتباره عادة جاهلية؛ فقد ورد النّهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة؛ وذلك كما في “الصحيحين” عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ”، وفي رواية أخرى لإمام البخاري: “لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر”.
وفي هذا الصدد، يقول الإمام ابن عبد البر القرطبي في “الاستذكار”: “وأما قوله: “ولا صَفَرَ” فقال ابن وهب: هو من الصفار يكون بالإنسان حتى يقتله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقتل الصفار أحدًا. وقال آخرون: هو شهرُ صَفَرَ كانوا يُحلِّونه عامًا ويُحَرِّمونه عامًا، وذكر ابن القاسم عن مالك مثل ذلك”.
وتابعت الإفتاء: “جاء في “شرح سنن ابن ماجه” لإمام السيوطي؛ قوله: “ولا صَفَر” حيث كانت العرب تزعم أنه حية في البطن واللدغ الذي يجده الإنسان عند الجوع من عضه. وقيل: هو الشهر المعروف كانوا يتشاءمون بدخوله ويزعمون أن فيه يكثر الدواهي والفتن. وقيل: أراد به النسيء؛ فإنَّ أهل الجاهلية يحلّونه عامًا ويحرمونه عامًا، ويجعلون المحرّم صفرًا ويجعلون صفرًا من أشهر الحرم.
اقرأ الفتوى من هنا
واختتمت دار الإفتاء فتواها ردا على التشاؤم من شهر صفر، قائلة: “التشاؤم من شهر صَفَر، والذي هو أحد أشهر السنة الهجرية لزعم أنه شهر يكثر فيه الدواهي والفتن، هو من الأمور التي نهى عنها النص النبوي الشريف وحرمها الشرع الشريف تحريما قاطعا”.