ماذا تشعر ببرودة يديك وقدميك بشكل دائم؟

يكثر شكوى البعض بسبب الشعور الدائم ببرودة الأطراف سواء كانت اليدين أو القدمين خصوصا في فصل الشتاء، وقد يكون هذا الشعور غير مريح ويؤدي إلى قلق الشخص بشأن صحته. 

برودة الأطراف باستمرار

وعلى الرغم من أن برودة الأطراف قد تكون نتيجة للتعرض للطقس البارد، إلا أنها قد تكون أيضاً عرضاً لمجموعة من الحالات الصحية التي تستدعي الانتباه.

وهناك مجموعة من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى برودة الأطراف بشكل مستمر، منها:

أسباب برودة الأطراف:

-التعرض للطقس البارد:

أبسط سبب لبرودة الأطراف هو التعرض للطقس البارد لفترات طويلة، وعندما تنخفض درجات الحرارة، يقوم الجسم بتركيز تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب والرئتين للحفاظ على درجة حرارة الجسم الداخلية، وهذا يقلل من تدفق الدم إلى الأطراف (اليدين والقدمين)، مما يجعلها تشعر بالبرودة، وفي هذه الحالة يعود الشعور بالدفء بعد دخول الشخص إلى مكان دافئ أو تغطيته جيداً.

-ضعف الدورة الدموية:

ضعف تدفق الدم إلى الأطراف يعد من الأسباب الشائعة لشعور الشخص ببرودة يديه أو قدميه، ويحدث هذا عندما لا يستطيع القلب ضخ الدم بشكل كافٍ إلى الأوعية الدموية الصغيرة في الأطراف، مما يسبب برودتها، ويمكن أن يكون ضعف الدورة الدموية ناتجاً عن عدة عوامل مثل:

ارتفاع ضغط الدم: الذي يمكن أن يؤثر على الأوعية الدموية ويقلل من تدفق الدم.

تصلب الشرايين: حيث تصبح الشرايين أكثر صلابة وأقل قدرة على التوسع، مما يقلل من تدفق الدم إلى الأطراف.

مرض الشرايين المحيطية: وهو مرض يسبب تضيق الأوعية الدموية ويقلل من تدفق الدم إلى الأطراف.

-فقر الدم (الأنيميا):

فقر الدم هو حالة يحدث فيها نقص في عدد خلايا الدم الحمراء أو الهيموجلوبين في الدم، الهيموجلوبين هو البروتين الذي يحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، وعندما يكون مستوى الهيموجلوبين منخفضاً، قد لا يحصل الجسم على كمية كافية من الأكسجين، مما يؤدي إلى برودة الأطراف بشكل مستمر، ويعد فقر الدم الناتج عن نقص الحديد من أكثر أنواع فقر الدم شيوعاً، ويمكن أن يتسبب في أعراض مثل التعب وبرودة الأطراف.

-مشاكل الغدة الدرقية (قصور الدرقية):

الغدة الدرقية هي غدة صغيرة تقع في العنق وتنتج هرمونات تنظم عملية التمثيل الغذائي في الجسم، وعندما تكون الغدة الدرقية غير نشطة بشكل كافٍ (ما يعرف بقصور الدرقية)، لا ينتج الجسم كميات كافية من هذه الهرمونات، مما يؤدي إلى تباطؤ العمليات الحيوية في الجسم، مثل الدورة الدموية، وفي هذه الحالة، قد يعاني الشخص من برودة الأطراف بشكل مستمر، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل التعب، وزيادة الوزن، وجفاف الجلد.

-التدخين:

التدخين هو أحد العوامل التي تؤثر سلباً على الدورة الدموية، والمواد الكيميائية في السجائر تؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الأطراف ويجعلها تشعر بالبرودة بشكل مستمر، كما أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، مما يفاقم مشكلة برودة الأطراف.

-الإجهاد والتوتر:

التوتر النفسي والإجهاد المستمر يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في استجابة الجسم، مثل انقباض الأوعية الدموية، وفي هذه الحالة يوجه الجسم الدم إلى الأعضاء الحيوية، مما يسبب تقليص تدفق الدم إلى الأطراف، ويمكن أن يشعر الشخص بالبرودة في يديه أو قدميه عندما يكون تحت ضغط أو توتر مستمر.

-التغذية غير السليمة:

النظام الغذائي غير المتوازن يمكن أن يؤثر على صحة الأوعية الدموية والدورة الدموية، مما يؤدي إلى برودة الأطراف، نقص العناصر الغذائية مثل الحديد، الفيتامين B12، والفولات قد يؤدي إلى مشاكل في الدم والدورة الدموية، فالتغذية السليمة تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على حرارة الجسم وصحة الأوعية الدموية.

-الأمراض المزمنة:

بعض الأمراض المزمنة قد تؤثر على الدورة الدموية وتجعل الأطراف أكثر عرضة للبرودة، مثل:

مرض السكري: يؤثر السكري على الأوعية الدموية والأعصاب، مما يؤدي إلى نقص في تدفق الدم إلى الأطراف.

الفشل الكلوي: يؤثر على الدورة الدموية وقد يسبب برودة الأطراف بسبب تراكم السموم في الدم.

-القلق والاكتئاب:

الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب قد يلاحظون أن أطرافهم تصبح باردة بشكل مستمر، ويمكن أن يرتبط ذلك بتغيرات في مستويات الهرمونات أو تأثيرات التوتر النفسي على الدورة الدموية.

كيفية التعامل مع برودة الأطراف

إذا كانت برودة الأطراف ناتجة عن عوامل بيئية مثل الطقس البارد، فإن الحل يكون في ارتداء ملابس دافئة، واستخدام القفازات والجوارب.

أما إذا كانت برودة الأطراف ناتجة عن مشاكل صحية، فيجب استشارة الطبيب لتشخيص الحالة بشكل دقيق، وقد يتطلب العلاج تعديلات في نمط الحياة مثل تحسين النظام الغذائي، تناول الأدوية المناسبة، أو إجراء تغييرات في العادات اليومية.