ليبيا.. تدفق لاجئين من السودان يثير خشية الاتجار بالبشر
تستعد ليبيا لاستقبال موجات مرتقبة من اللاجئين السودانيين الفارين من أتون الصراع المشتعل منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط مخاوف من دخول مهربين وعودة أنشطة الاتجار بالبشر.
ومما يغذي تلك المخاوف؛ ضعف الإجراءات الأمنية لمواجهة تدفق اللاجئين على نقاط العبور بين البلدين، في ظل اتهامات لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة بالتوقف عن صرف الأموال المخصصة لقوات الأمن.
اتهامات بالتقاعس
واتهم مسؤول أمني في ربيانة وهي منطقة نائية في أقصى جنوب شرق ليبيا، حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، بالتقاعس عن توفير الدعم المالي اللازم لوقف تدفقات اللاجئين.
ونقلت وكالة “نوفا” الإيطالية عن مدير أمن ربيانة جابر عبد الرحمن قوله، إنه أبلغ السلطات في طرابلس بضرورة توفير الدعم المالي والبشري، إلا أنه لم يحصل على الأموال وقوات إضافية.
وأضاف عبد الرحمن، أن عدم توفير الدعم أجبرهم على التوقف عن اعتراض موجات اللاجئين التي ازدادت في الآوانة الأخيرة بشكل كبير في البلاد، مشيرا إلى السلطات في ربيانة لا تمتلك أي وسيلة لوقف تدفقات اللاجئين.
وأوضح المسؤول الأمني في ربيانة، أن الأسابيع الماضية شهدت وصول عائلات نازحة من السودان بشكل متقطع غادر بعضها إلى وسط أجدابيا وإلى سبها جنوب ليبيا، فيما تقييم عائلات أخرى بمنطقة مؤقتة بمحافظة الكفرة جنوب شرق البلاد.
مسارات اللاجئين
وقال عبد الرحمن، إن اللاجئين يسلكون مسارين للوصول إلى الشواطئ الليبية لتبدأ بعدها رحلاتهم غير الشرعية عبر سماسرة الاتجار بالبشر نحو أوروبا طلبا للجوء.
وأوضح عبد الرحمن، أن “المسار الأول هو باتجاه أغدابيا ثم باتجاه سواحل سرت، في شمال وسط ليبيا، أما المسار الثاني فيتجه نحو الجنوب الغربي باتجاه مدينة سبها عاصمة منطقة فزان جنوب غرب ليبيا ، ثم من هناك باتجاه طرابلس وزوارة حيث ينظم تجار البشر المعابر البحرية إلى إيطاليا”.
وتشكل الصحراء الليبية مترامية الأطراف ملاذا آمنا لمهربي البشر والعناصر الخارجة بعيدا عن أعين السلطات الأمنية.
مخاوف من عودة الاتجار بالبشر
وتوقعت حكومة الوحدة الوطنية زيادة تدفقات اللاجئين بشكل كبير بعد وصول أكثر من 130 عائلة لاجئة من السودان، وسط مخاوف من عودة قوية لأنشطة شبكات الاتجار بالبشر جنوب وغرب البلاد.
نقلت الوكالة الإيطالية، عن مصادر ليبية، أن وزارة الدخلية التابعة لحكومة الدبيبة سيرت دوريات في منطقة القريات جنوب ليبيا في اتجاه مدينة سبها لرصد ووقف تدفقات المهاجرين غير الشرعيين.
وكان الوزارة قد أعلنت الجمعة، عن إقامة نقاط أمنية على طول الطريق الرابط بين منطقتي القريات والشويرف، الذي يعتبر أحد المسالك الاستراتيجية لتهريب المهاجرين من جنوب ليبيا.