لأول مرة.. عربي يعلن ترشحه لمنصب رئيس بلدية القدس
أعلن المحامي الفلسطيني وليد أبو تايه، ترشحه لمنصب رئيس بلدية القدس، وذلك لأول مرة في تاريخ المدينة، حيث سيخوض الانتخابات المقبلة من خلال قائمة مستقلة.
وبحسب تقرير لموقع “واللا” العبري، بدأ وليد (62 عامًا) الذي يسكن في “بيت صفافا” الواقعة جنوب القدس، جولته لانتخابات البلدية بحشد التأييد من الخارج، وتحديدًا من الولايات المتحدة.
يذكر أنه وبعد الانتخابات الأخيرة لانتخابات بلدية القدس، انخفضت نسبة التصويت بين الجمهور العربي في القدس الشرقية إلى 1% من إجمالي 350 ألفًا من السكان العرب الذين يعيشون هناك، مقابل 570 ألف يهودي، لكن هذه المرة ينوون المضي قدمًا في الانتخابات المقبلة.
وقال أبو تايه، الذي كان مسؤولًا في وزارة المالية ومحاميًا: “لقد فكرت في الأمر منذ أبريل/ نيسان من العام الماضي.. وفي السنوات الأخيرة، مثلت العديد من السكان المقدسيين من القدس الشرقية في مسائل التخطيط والبناء، ورأيت كم هو مخزٍ ظلم السكان، حيث يدفع الناس ضرائب باهظة ولا يحصلون على ما يستحقونه”.
وأضاف: “فكرت في الأمر، كيف يعيش الناس هنا ولا أحد يراهم ويتواصل معهم. حتى عندما يكون هناك ضرر، لا أحد يقف بجانبهم”.
وعرّف وليد أبو تايه سكان القدس الشرقية، بأنهم “أناس بلا أب ولا أم”.. وبالنظر إلى الماضي، هذا أحد الأسباب التي دفعته لأن يقرر معالجة قائمته الخاصة به، حسب قوله.
وعلى عكس الطموحات السياسية للأحزاب العربية في الانتخابات المحلية، يقول أبو تايه: “هم يريدون العيش فقط، لكن المعاناة فظيعة. ليس عليك أن تكون قوميًا لتقول إن شرق المدينة يحتاج أيضًا إلى التعليم الجيد والتوظيف والسكن اللائق”.
وبحسب التقرير، فإنه “على مدى سنوات، كانت هناك محاولات مختلفة من قبل ممثلين عرب لدخول مجلس بلدية مدينة القدس، لكن هذه المحاولات استقبلت ببرود مع تقدم السباق، بسبب ضغوط وتهديدات الجماعات القومية التي تعارض الحكم الإسرائيلي على القدس الشرقية، وكذلك من الجماعات في الشرق الأوسط. وقيام عناصر في الضفة الغربية بشن حملات تطالبهم بالامتناع عن التصويت، بدعوى أنه إقرار بالمحتل الصهيوني”.
كما أوضح أبو تايه في خطابه للسكان، أن “المشاركة ليست مسألة اعتراف.. 50% من السكان لا يعترفون بالاحتلال الإسرائيلي. وهناك معاهدة دولية وقعت عليها إسرائيل، تنص على أن التصويت في الانتخابات لا ينتهك حق تقرير المصير، وكما قال السادات: أنا أكسر الإجماع العربي- أريد مصلحتي”.
وتتنوع أهداف أبو تايه بين التعايش والعمل الإيجابي، وتصحيح الظلم الطويل الأمد لسكان القدس الشرقية وتكافؤ الفرص. وعندما سُئل عن “العيش معًا” في الأحياء المختلطة، قال: “أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نعرف كيف نعيش معًا. لسنا بحاجة إلى إقامة جدران بين الأحياء اليهودية والعربية، وبشكل عام حان الوقت لهدم بعضها. ومع ذلك، لمدة 50 عامًا، لم يتم الاهتمام بالعرب هنا في المدينة”.
وفيما يتعلق بنظام التعليم في القدس الشرقية، المقسم إلى منهج إسرائيلي وفلسطيني، أعلن أبو تايه أنه “يؤيد البرامج المتقدمة والدراسات الأساسية، لكنه غير مستعد للتخلي عن الهوية الوطنية التي يحتفظ بها سكان القدس”.
وذكر التقرير، أن المرشح أبو تايه يعتزم الانتهاء من تجميع قائمته النهائية لانتخابات البلدية، بعد إتمام جولة التحشيد التي يقوم بها في الولايات المتحدة، والتي لا يستبعد دخول اليهود فيها، بشرط اهتمامهم بحقوق السكان في الجزء الشرقي من القدس، حسب قوله.
يذكر أن الفلسطينيين سكان القدس الشرقية، الذين حصلوا بعد حرب عام 1967 على الإقامة وليس الجنسية، لا يمكنهم التصويت للكنيست الإسرائيلي، لكن يُسمح لهم بالتصويت للبلدية.
وتضغط السلطة الفلسطينية على سكان القدس الشرقية؛ من أجل عدم المشاركة في الانتخابات وعدم الاعتراف بسيادة إسرائيل.
وعلى مر السنين، انخفض معدل التصويت في أوساطهم، حيث صوّت في الانتخابات الأخيرة، أقل من 1% من سكان الجزء الشرقي من المدينة.