كل ما تريد معرفته عن مسجد فاطمة الشقراء بالقاهرة
لو قدر لك أن تسير في شوارع مدينة القاهرة الفاطمية، فأعلم أنه بعد لحظات قليلة ستنسي أنك تعيش في العام 2024، لانك ستركب عجلة الزمن للخلف وسترجع لنحو ألف عام .
سنأخذك في شارع “تحت الربع” بمنطقة الدرب الأحمر ، ولتكن بداية الرحلة من شارع بورسعيد، فبعد مائتي متر
من ناحية اليمن أو الجنوب، ستجد تحفة معمارية عمرها الآن بالتحديد 555 سنة بالتمام و الكمال هو مسجد المرأة ” فاطمة الشقراء”
هذا المسجد التحفة المعمارية التي تبهر من يمر بجانبها كان قبل مئات السنين يسمي جامع “المقشات ” وهي كلمة جمع، و احدها ” مقشة” وهي عبارة أن حزمة آلياف مربوط عصا تستخدم في التنظيف، لكن تحول الي إسم جامع
(فاطمة شقراء)، أو (جامع المرأة) هو جامع أثري مسجل برقم 195 ويقع بشارع أحمد ماهر (تحت الربع سابقًا) بقسم الدرب الأحمر، بالقاهرة.
لكن ما قصة هذه السيدة التي أطلق اسمها علي هذا المسجد؟.
وما قصة هذا المسجد ؟
هذا الجامع شُيد عام 873 هـ/ 1468م فى فترة حكم السلطان المملوكي (قايتباي)، حيث أسسه شخص يُدعى (رشيد الدين البهائي)، وتم تجديده على يد (فاطمة شقراء) التي سُمي المسجد باسمها
حكاية فاطمة الشقراء.
هناك روايتان تترددان حول أصل هذه السيدة
الرواية الأولي
تقول إنها زوجة السلطان قايتباي، وهي من أصول نبيلة، وسميت باسم فاطمة الشقراء نسبة إلى جدتها إلى أمها، الأميرة شقراء بنت الملك الناصر فرج بن برقوق المتوفاة عام 1482 ميلادية، وهي أبنة الأمير خير بك أمير طبلخانة” أمير مكة” الأشرفي المتوفى بمكة في ذات العام، وأمها هي السيدة خديجة بنت الأتابك جرباش الناصري سبطة الملك الناصر.
الرواية الثانية تقول
أنها هي إحدى الجاريات الروسيات المُعتقات في عهد العصر العثماني، وهي شركسية الأصل، تم أسرها فى إحدى الحروب، واتخذها السلطان (قايتباى) زوجة له، فأنجبت له ولى العهد السلطان (محمد بن قايتباى)، فأصبحت الزوجة الرسمية ووالدة ولى العهد، وكانت تحظى بمكانة اجتماعية عالية، حيث اشتهرت بدورها الإجتماعي مثل بناء الأسبلة والمساجد والكتاتيب.
١وقد كُتب على جانبي باب الجامع العمومي (في الواجهة الغربية)، ما نصه: “بسم الله الرحمن الرحيم ، الست المصونة فاطمة شقرا، بتاريخ شهر جمادى الآخر من سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة”.
وصف المسجد
وذكر على مبارك الجامع فى موسوعته “الخطط التوفيقية الجديدة”، فقال: إن الجامع عرف (فى النصف الثاني من القرن 19) باسم جامع المرأة، كما عرف بأسماء: “المقشات”
يضم مقصورة من الخشب بها قبران مكتوب على أحدهما، “هذا قبر الست فاطمة” أما الجامع فكان يُسمى في البداية بـ (مسجد المقشات) وفي منتصف القرن التاسع عشر، أطلق عليه (جامع المرأة)، بسبب أن من قامت برعايته سيدة هي (فاطمة شقراء) .
وقد قامت إدارة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع وترميمه عام 1907، وللجامع محراب قديم يُعد من أجمل المحاريب الحجرية، فقد اشتملت طاقيته على مقرنصات وتلبيس بالرخام الأسود، ويعلوه مستطيلان كتب فيهما: ” وما النصر إلا من عند الله. إن ينصركم الله فلا غالب لكم”.
و مئذنة الجامع الذى يعود إنشاؤها إلى عام 1036هـ/ 1627 م، وقد تضررت حيث كان بها ميل شديد الخطورة، كما تضرر المسجد بالكامل نتيجة الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد في عام 1992، وقررت الآثار وقتذاك وقف الزيارات إلى المبنى الأثري، قبل عودة الحياة إليه بعد عام 2011 لكن سرعان ما تم الإعلان عن إغلاقه وترميمه، ثم أعيد افتتاحه في مايو 2019