يحتفل العالم في الثامن من أيار/مايو من كلّ عام، باليوم العالمي للحمار، وخصوصا المنظمات والجمعيات المهتمة بحماية حقوق الحيوان والرفق به.
ويحتفل بهذا اليوم في بعض الدول، بإقامة مسابقات حول أجمل حمار، ويتم جمع جميع حمير القرى للمشاركة في مسابقة اختيار الحمار الأجمل الذي يفوز بجائزة، ومن أشهر الدول التي تقيم هذه المسابقة المكسيك.
من جهة أخرى يحاول المهتمون بحقوق الحيوان في هذا اليوم، إقامة حملات توعوية حول هذا الحيوان الأليف، ومحاولة تغيير النظرة الدونية للإنسان تجاه الحمار والتي غالبا ما يتم توظيف اسمه في سب الناس وانتقادهم، معتقدين أن هذا الحيوان هو مرادف لكل الصفات السلبية.
في حين تعرف “الحمير” عبر التاريخ، بأنها حيوانات تخدم الإنسان وتعمل بشكل مفرط من دون أن تبدي استياءً أو تذمرا، حيث يقول الخبراء: “إن الحمار يعتبر من أذكى الحيوانات، إذ يكفي أن يمشي على الطريق مرة واحدة ليحفظها طول حياته”.
كما يصفه البعض بـ”العنيد”، حيث إذا وضع الفلاح على ظهر حماره حملا أكثر من اللازم، لا يتحرك به الحمار مهما أشبعه صاحبه ضربا، وهو ما يؤكد أن الحمار “صاحب تقدير جيد”.
ويعد الحمار محورًا في اقتصاد بعض الدول، ففي كينيا مثلا يبلغ عدد الحمير أكثر من 1.8 مليون (إحصائيات 2020)، وتؤدي دوراً في النقل والزّراعة وتسهم بالتالي في اقتصاديات البلاد، لهذا فإن الشعب الكيني يولي عناية خاصة بالحمير ويحتفلون بهذا اليوم العالمي وعلى مدار ما يصل أسبوعين من شهر مايو.
ومرّ ت عبر التّاريخ قصص لأشهر الحمير، نذكر منها:
حمار سيدنا عيسى عليه السلام: جاء في كتب التاريخ المسيحي، أن نبي الله عيسى عليه السلام لم يشأ لتواضعه أن يركب جوادًا على عادة الملوك إذ كانوا يركبون الجياد، بل يركب أتانًا (أنثى الحمار) في تنقلاته عليه السّلام.
حمار عُزير: يقول تعالى في كتابه الكريم: “فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للنّاس” الآية 259 من سورة البقرة، في طريقه مرّ عبد الله الصالح عزير على قرية يقال القدس بعد ما خربها ملك العراق “بختنصر”، فوجدها خاوية على عروشها (خالية من البشر)، فأبدى اندهاشه من وضعها بعدما كان يعيش فيها الناس، فأحب الله أن يجعله عبرة وأن يعلمه عظمته وقدرته فقبض روحه، وأعاده للحياة بعد مائة عام، ولما أفاق من موته قال له الملك انظر الى طعامك وشرابك لم يتغير ولم يفسد، ثم قاله له انظر إلى حمارك، نظر عزير إلى حماره فإذا بعظامه قد بليت، فنادى الله عظام الحمار و أحياه، وبعدها عاد عزير إلى قومه كاشفا معجزة ربه و أن الله على كل شيء قدير.
الحمار المصري القديم: يعتبر الحمار في تاريخ مصر القديم رمز للإله “ست”، الذي كان يمثل روح الشّر خلال العصر المتأخر، وكانت التضحية تتم خلال بعض المراسم الدينية بواسطة الخنزير والحمار.
حمار الحاكم بالله الخليفة الفاطمي: جاء في كتب التاريخ أن الخليفة الفاطمي كان يركب على حمار رمادي ويطوف في شوارع و أسواق القاهرة متنكرا بين العامة يستمع لشكاوى الناس ويراقب المكاييل.
حمار جحا: اشتهرت شخصية حجا الرجل “الأحمق” المضحك، وحماره الذي كان شريكا له في جميع حكاياته، ومن بين تلك الحكايات “كان جحا راكباً حماره حينما مر ببعض القوم وأراد أحدهم أن يمزح معه فقال له: يا جحا لقد عرفت حمارك ولم أعرفك، فقال جحا: هذا طبيعي لأن الحمير تعرف بعضها.
مروان الحمار: أطلق لقب الحمار على الخليفة الأموي مروان بن محمد، وهو آخر خلفاء بنى أمية في دمشق، وضرب فيه المثل فيقال “أصبر في الحرب من حمار”، وقيل أن الخليفة كان معجبا بالحمار وبصبره وذكائه وبقدرته على التحمل والتجلد، فاتخذه شعارا وانتسب إليه بالاسم.
الحمار الديمقراطي: اختار أندرو جاكسون المرشح الديمقراطي سنة 1828 في الولايات المتحدة الأمريكية، رمزا لحملته الانتخابية “حمارا رمادي اللّون” جميل المظهر وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه من أجل الدعاية لبرنامجه الانتخابي “الشعبوي” ضد منافسه الذى كان يظهر على أنه نخبوي وليس قريبا من هموم الناس.
وبعد ذلك تحول الحمار إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطي بشكل واسع النطاق، لكنه لم يستخدم كشعار رسمي للحزب سوى سنة 1870.
حمار الحكيم: هي رواية شهيرة ألفها توفيق الحكيم سنة 1940، وهي من أشهر روايات الكاتب والأديب مصري توفيق الحكيم المولود سنة 1898 و المتوفى سنة 1987.