في الذكرى الثالثة لوفاته.. قصة رفض التلفزيون تجسيد مذكرات سمير الإسكندراني رغم موافقة وزير الإعلام
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان سمير الإسكندراني، تاركًا خلفه إرثًا على المستوى الفني والشخصي، يستحق تداوله بين الأجيال، جيل تلو الآخر، فبخلاف أعماله التي لا زالت عالقة في الوجدان، لكن هناك مرحلة لا تُنسى في حياته وهي فترة تعاونه لصالح المخابرات المصرية ضد الموساد الإسرائيلي، ورفض تقديم مذكراته في عمل درامي.
قصة رفض مذكرات سمير الإسكندراني
وفي حوار صحفي أجراه سمير الإسكندراني عام 1999، أشار إلى أنه جمع كل المواد الصحفية التي نشرت عنه بين عامي 1961 و1962 كي يضمها إلى كتابه الذي دون به رحلته إلى إيطاليا ودراسته للفنون هناك ومحاولة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي تجنيده وتواصله مع جهاز المخابرات المصري وإطلاعه على جميع التفاصيل حتى سقوط أكبر شبكة من الأجانب التي تعمل داخل القاهرة لصالح الموساد، موضحًا أن جميع الوثائق المهمة بينه وبين الموساد وبينه وبين المخابرات محتفظًا بها في مكتبته الخاصة بمنزله.
وسرد سمير الإسكندراني قصة رفض تقديم مذكراته في عمل درامي، وقال إنه تقدم عام 1990 لوزير الإعلام حينها صفوت الشريف بفكرة عمل درامي بعنوان الثعلب، عن فكرة عمله كجاسوس مزدوج وبالفعل لاقت الفكرة قبوله، ورشح المخرج سعيد مرزوق لإسناد مهمة إخراج المسلسل له، وسافر بالفعل إلى إيطاليا لمعاينة الأماكن الحقيقية التي تواصل خلالها سمير مع الموساد ولكن توقف المشروع.
وأكد سمير على أن المشروع توقف بسبب أسلوب التطفيش، موضحًا أن ممدوح الليثي رئيس التلفزيون حينها تحجج بعدم توافر الميزانية الكافية للعمل، وعرض على السيناريست أجر 300 جنيه بدلًا من 1500 جنيه، وعرض على المخرج أجر 3 آلاف جنيه بدلًا من 20 ألف جنيه.
وأردف سمير الإسكندراني: وكان هناك منتج خارجي أراد تصوير الفيلم على مدار 40 يومًا فقط ولم يرد إنفاق ما يزيد عن 80 ألف جنيه.
وعن رأيه في تقديم أعمال مأخوذة من ملفات المخابرات المصرية، تابع سمير الإسكندراني: تجربتي أقوى لأنني عشتها بكل حلوها ومرها، وتعاملت عن قرب مع يهود مجندين من قِبَل الموساد، وأعتقد أن هذه التجربة عندما تتحول إلى دراما ستكون أكثر صدقًا ووقعًا في النفس.