حذرت منظمة الصحة العالمية في بيان أصدرته صباح اليوم الاثنين 17 يوليو، من تفشي انفلونزا الطيور بين الحيوانات مرة أخرى، مؤكدة أنها تسببت في حدوث دمار بين الطيور والدواجن وبعض الثدييات وهو ما أضر بالمزارعين وتجارة الأغذية، ولافتة إلى أنه من المتوقع أن تصل المخاطر إلى البشر وهو ما يهدد بخطر كبير يلوح في الأفق.
انقاذ الحيوانات
حثت منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ” الفاو”، جميع البلاد على إنقاذ أكبر عدد من ممكن من الحيوانات وحماية البشر قدر المستطاع، وأوضحت المنظمات في بيانها المشترك أن فيروس أنفلونزا الطيور ينتشر عادة بين الطيور لكن نوع ” h5n1″ ينتشر بين الثدييات، وهي أقرب من الناحية البيولوجية إلى البشر أكثر من الطيور، وهو ما يثير المخاوف من قدرة الفيروس على التكيف بإصابة البشر بالعدوى، إلى جانب أن الثدييات تعمل كوعاء لمزج فيروسات الأنفلونزا وهو ما قد يتسبب في ظهور فيروسات جديدة قد تلحق الضرر بالبشر والحيوانات.
سلالة الأوز ” جوانج دونج”
ظهرت سلالة الأوز” جوانج دونج” من فيروسات أنفلونزا الطيور ” h5n1″، لأول مرة عام 1996، وهي منذ ذلك الحين تسبب انتشار الأمراض بين الطيور وبداية من عام 2020 تسبب نسخة متحورة من هذه الفيروسات وتنتمي إلى الفرع الحيزي أحادي السلف 4b.2.3.4 لفيروس الأنفلونزا h5 في وقوع عدد غير مسبوق من الوفيات بين الدواجن والطيور البرية، في بعض بلدن آسيا وأروبا وأفريقيا، وانتشر الفيروس في 2021 في أمريكا الشمالية ثم انتشر في 2022 في أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى، كما أبلغت 67 بلد في الـ 5 قارات منظمة الصحة العالمية بفاشيات جديدة من الفيروس بالدواجن والطيور البرية إلى جانب 131 مليون من الدواجن المنزلية نتيجة للوفاة أو الذبح بالمزارع والقرى التي تضررت، أما في عام 2023 فقد أبلغت 14 بلد جديد بتفشي الفيروس خاصة في الأميركتين، وتم الإبلاغ عن وفاة جماعية في الطيور البرية، ومن المحتمل أن يكون هناك بلاد أخرى لم تبلغ بعد انتشار الفيروس.
أضرار جسيمة
حسب التقارير فقد تضررت الثدييات البحرية والبرية على حد سواء، وشمل ذلك مزارع ثعالب الماء في اسبانيا وبعض قطعان الفقمة في الولايات المتحدة، وأسود البحر في بيرو وشيلي، حيث تضرر ما لا يقل عن 26 نوع من الفيروس، كما انتشر في الحيوانات الأليفة ومنها الكلاب والقطط في بعض البلدان، حسب تصريحات رئيس شعبة العلوم في المنظمة العالمية لصحة الحيوان، الدكتور جريجوريو توريس، محذرا نت انتشار الفيروس في مناطق جغرافية جديدة وزيادة نسبة الوفيات بصورة غير متوقعة في الطيور البرية وزيادة الإصابة بين الثدييات.
الإصابات بين البشر
تم الإبلاغ أيضا عن إصابة حالات متفرقة بين البشر بالفرع الحيوي الأحادي السلف، لكنها حالات نادرة لم تتجاوز الـ 8 حالات منذ ديسمبر 2021، وحذرت المنظمات من أن تفشي الفيروس قد يتسبب في زيادة العدوى وارتفاع معدل الوفيات، وأوضح التقرير ان الإصابات نتيجة للمخالطة بين الطيور والبشر، وهو ما أوضحته مديرة إدارة التأهب للأوبئة والجوائح والوقاية منها في منظمة الصحة العالمية، الدكتورة سيلفي بريان، مؤكدة أن الفيروس لا ينتقل من شخص لآخر بسهولة ومع ذلك بجب الاحتياط من ذلك، ومضيفة أن المنظمة تعمل مع منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة صحة الحيوان وشبكات المختبرات لمتابعة أي تطور لهذه الفيروسات، وتشجيع البلاد على تحسين قدرتها على رصد الفيروسات.
مقاومة انتشار الفيروس فى الحيوانات والطيور
أصدرت منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان بيان فيه بعض النصائح الهامة لمنع تفشي الفيروس في الحيوانات والطيور، ومن أهمها:
- الوقاية من أنفلونزا الطيور من مصادرها من خلال تطبيق ممارسات النظافة العامة وتطعيم الدواجن
- الكشف السريع عن الفاشيات بين الحيوانات والتبليغ عن الإصابات
- تعزيز ترصد الأنفلونزا بين الحيوانات والبشر ليتم الاستجابة في وقت مبكر
- إجراء استقصاء وبائي وفيروسي حول الفاشيات بين الحيوانات وحالات العدوى
- نشر بيانات المتواليات الجينية للفيروسات المأخوذة من البشر أو الحيوانات
- تشجيع التعاون بين قطاعي صحة الانسان وصحة الحيوان
- التواصل بشأن المخاطر ومن ذلك تنبيه العاملين في مجال الزراعة الصحية والأشخاص المعرضين للخطر مهنيا وتدريبهم على حماية أنفسهم
- التأهب لجائحة الأنفلونزا على جميع الأصعدة
مقاومة انتشار الفيروس بين البشر
أوضحت منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان بعض النصائح الهامة التي يجب إتباعها لمنع تفشي الفيروس بين البشر، ومن أهمها:
- رصد أي عدوى تنفسية حادة وخيمة وأي اعتلال شبيه بالأنفلونزا
- الاستعراض الدقيق لأي نمط وبائي غير عادي
- الإبلاغ عن حالات العدوى بين البشر
- تبادل فيروسات الأنفلونزا مع المراكز المتعاونة مع الشبكة العالمية لترص الأنفلونزا وتتصدى لها
