علي محمد الشرفاء يكتب:المؤامرة.. والأهداف
ألم تكن دعوة “الفوضى” التي شجعتها، وخططت لها الولايات المتحدة بتسويق نظرية “الفوضى الخلاقة” بالتعاون مع إخوان الشياطين لإسقاط الانظمة في العالم العربي بهدف إقامة سلطة الشيطان “الإخوان” تفيذاً لمآرب دُعاة الشيطان (إسرائيل)…..؟!
نعم، هي كذلك، والهدف من هذه المؤامرة هو إقامة دولة المحتل “من النيل الى الفرات” برعاية أمريكية، ليتحقق فيما بعد لأمريكان الاستيلاء على منابع البترول في العالم العربي، ويكون لهم السيطرة على احتكار الطاقة، ومن ثم يتحكمون في مقدرات العالم، وليس هذا فحسب، بل ويسيطرون على مقدرات الشعوب أيضاً، إنها الصفقة الشيطانية التي عُقدت بالغدر بين أمريكا وإسرائيل.
ومن أجل أن تتحقق تلك الاهداف، كان الأمر يتطلب تحطيم العراق وتدميره، واسقاط سوريا، وتهجير شعبها، والاستيلاء على ليبيا بواسطة حليفهم العثماني، والسيطرة على ثرواته البترولية، وفي طريقهم لكل ذلك، بقيت أمامهم عقبة صلبة، قد تهدد مخططاتهم، وتعيق تحقيق أهدافهم، لذا فكروا في ضرورة البحث عن خطط تزعزع استقرار ها وأمنها…..!!
إنها جمهورية مصر العربية، ولو رجعنا للخلف قليلاً، سنجد أن تنفيذ مخطط الشياطين ضد مصر بدأ يدخل في حيز التنفيذ من خلال الخطة الامريكية تحت رعاية رئيسها الأسبق باراك أوباما، والذي بدأها بخطابه المشئوم في جامعة القاهرة بتاريخ 4 يونيو 2009.
ولم يكتف “أوباما” بذلك، بل وصل به الحال عام ٢٠١١م أن يطلب من الرئيس المصري حسني مبارك تسليم السلطة لـ “الإرهابية”…..!!
ولو نلاحظ كثافة الحشد الشعبي الذي أحاط بـ”أوباما” في أثناء خطابه بجامعة القاهرة، لوجدنا أكثرهم من عناصر الإرهابية، الأمر الذي يثبت يوم بعد يوم أن الخطة الأمريكية – الإخوانية كانت مُعدة سلفاً لتنفيذ هذا السيناريو بشكل لا يقبل التراجع أو الفشل، والهدف – كما أشرنا عاليه – إزاحة العقبة (مصر) التي تقف في طريق تحقيق حلمهم المزعوم بعد إسقاط نظام “مبارك”.
وبالفعل، أثمر هذا التعاون الشيطاني عن نجاح الأمريكان في تسليم عملائهم “الإخوان” السلطة في مصر بعد سقوط النظام، ودون الدخول في تفاصيل حالات الكذب والخداع التي مارستها “الإرهابية” على الشعب المصري مثل: الشعارات الدينية الخبيثة لدغدغة مشاعر الشعب، والتشكيك في نزاهة بعض القيادات العسكرية الوطنية، فمنذ اليوم الأول لوجود إخوان الشياطين في السلطة، أدرك الشعب المصري حجم المؤامرة التي وقع فيها.
فكانت الانتفاضة والصرخة الشعبية المدوية ضد نظام “الإرهابية” بعد عام أسود من حكمهم للبلاد، وجاءت لحظة الحسم في ٣٠/ يونيه / ٢٠١٣م وأسقط الشعب، ومن خلفه قواته المسلحة حكم “الإرهابية”، وكانت ضربة قاضية للتخطيط الشيطاني “الأمرو – صهيوني”، ومن ثم بدأت مصر تبني وتتقدم، والله سبحانه يفجر لها كل عام مخزونات الطاقة، من بترول وغاز ، فتم تحديث الجيش بكل قطاعاته، كما تم تطوير البنية التحتية، ومساكن الإسكان الاجتماعي لمحدودي الدخل وسكان العشوائيات، إضافة إلى التحولات القياسية في كافة المجالات الاقتصادية، ليكون لها دوراً مؤثراً وعظيماً في مستقبل الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي قد يُعطل الأهداف الملعونة التي رسمتها الشياطين الكِبار وعملائهم من إخوان الشياطين.
ولذلك استخدموا عميلين من عملائهم لتحقيق هذا الهدف، العميل الأول، وهو “أردوغان”، ليقوم باحتلال ليبيا ويسيطر على مقدرات شعبها، ليشكل فيما بعد تهديداً مباشراً لمصر من الجبهة الغربية، ليعيق تنفيذ خططها الطموحة لمصلحة شعبها وأمتها العربية.
والعميل الثاني، هو رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد” الذي منحوه عربون مبدئي على عمالته، عبارة عن “جائزة نوبل للسلام” ليشكل بعد ذلك تهديداً خطيراً لمجرى مياه النيل بهدف تعطيش مصر حتى تتوقف تنميتها الزراعية، ويتأثر اقتصادها، وما يمكن أن يشكل ذلك تهديداً لوجود الأمة المصرية حتى يتم تحجيم دورها، وهكذا نرى المؤامرة مستمرة في محاولة إسقاط الدولة المصرية، ليتحقق للكيان المحتل قيام دولته “من النيل إلى الفرات”، ومن ثم تصبح إسرائيل فيما بعد حارساً للثروات البترولية لصالح الأهداف الامريكية……!!
والغريب – العجيب في هذا الأمر، أن العرب يشاهدون ويتابعون تنفيذ فصول هذه المسرحية الهزلية التي قد تؤدي إلى زوالهم من الوجود ونهب ثرواتهم، ورغم ذلك نشاهدهم وهم يشاركون في اعداد المسرح لتقديم القرابين العربية على مذبح الصدقات والتضحيات الشيطانية دون مبالااااااة……!!
والسؤال الأخير: هل سلم العرب أمرهم لقوى الشر، واستسلموا لتقديم شعوبهم قرابين لمصلحة اعدائهم؟؟!!.. ختاماً.. السلام على أمة العرب التي تاهت، وضاعت بين إهمال أبنائها واستسلام قيادتها للوهم والمجهول.