طرق تدفق الأموال إلى الحركات المسلحة المصنفة إرهابية
هناك نمطان لتدفق الأموال إلى الحركات المسلحة المصنفة إرهابية؛ الأول تمويل من جهات دولية أو أفراد مؤمنين بأهداف هذه التنظيمات، والثاني تمويل ذاتي يتخذ أشكالاً متعددة، تكاد تتطابق مع أنشطة الجريمة المنظمة في العالم، ومنها؛ تهريب السلع، الاتجار بالبشر، الخطف وطلب الفدية، القرصنة، فرض الضرائب المحلية، التعدين غير المشروع، بيع الآثار، تجارة النفط، وتهريب المخدرات.
دراسة أعدها مركز الإنذار المبكر للدراسات الاستراتيجية أكدت أن هناك جملة معطيات وراء اشتراك التنظيمات الإرهابية دولياً في تجارة المخدرات، التي تتخذ أشكال عدّة، تبدأ بانخراط محدود يقف عند تحصيل ضرائب وإتاوات نظير حماية قوافل التهريب التي تمرّ في مناطق سيطرة هذه التنظيمات، ويمتد إلى الاشتراك في خطوط التهريب الدولية، وصولاً إلى الإنتاج للمواد المخدرة، ومن المعطيات؛ مدى انتشار إنتاج واستهلاك المخدرات في المناطق الجغرافية لهذه الجماعات، وطبيعة التموّيل الذاتي، والعلاقة مع شبكات الجريمة المنظمة الدولية.
وتابعت الدراسة أنه تسيطر التنظيمات الإرهابية في العالم على أجزاء واسعة من طرق دولية لتهريب المخدرات، منها؛ وسط آسيا – أوروبا الشرقية، وغرب أفريقيا – مروراً بدول الساحل حتى ساحل المتوسط الغربي، وشرق أفريقيا – اليمن – الخليج، وشرق أفريقيا – الملاحة البحرية – أوروبا، وسوريا ولبنان – موانئ وسيطة – ليبيا وأوروبا، سوريا ولبنان – تركيا – شرق أوروبا، وغير ذلك.
ولفتت الدراسة أنه لا تلعب التنظيمات الإرهابية دوراً مباشراً في عمليات التهريب الدولية للمخدرات، باستثناء حزب الله، الذي يتمتع بنفوذ سياسي واسع، وغير مصنف إرهابياً بشكل كامل في بلدان عدّة، ويقتصر دور الجماعات السابقة على توفير الأمن والحماية للتهريب نظير الإتاوات والضرائب، وهو ما تفعله حركة طالبان في أفغانستان، بينما يمتلك حزب الله شبكات دولية تعمل بشكل مباشر في تهريب الكوكاكين والحشيش والحبوب المخدرة بالتعاون مع الجريمة المنظمة في أمريكا اللاتينية وغرب أفريقيا، مستغلاً الحواضن الاجتماعية من الجاليات اللبنانية المنتشرة في العالم، وهناك جزء كبير من الحبوب المخدرة؛ الكبتاجون والترامادول تشتريه التنظيمات الإرهابية الأشد توحشاً مثل داعش في العراق وسوريا، وبوكو حرام، من أجل الاستهلاك، كمسكن ومنشط للمقاتلين، وبات الكبتاجون يُعرف باسم “مخدر الجهاديين”.
وأوضحت الدراسة أنه يرتبط بما سبق، عمليات غسيل الأموال وتجارة السلاح، والتي ينشط فيها حزب الله مستغلاً هيمنته على مؤسسات رسمية في لبنان، حتى أنّه يغسل الأموال لصالح كارتيلات المخدرات في أمريكا اللاتينية.