توصلت دراسة إلى أن اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط يمكن أن يقلل من فرصة وفاة المرأة المبكرة بنحو الربع، وفي الدراسة التي أجريت على أكثر من 700 ألف امرأة، أن حمية البحر الأبيض المتوسط تقلل من فرص وفاة المرأة لأي سبب بنسبة 23%، كما سلط باحثون أستراليون الضوء على انخفاضات مماثلة في الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والسكتة الدماغية.
حمية البحر الأبيض المتوسط
ويعد حمية البحر المتوسط من الانظمة الغنية بالحبوب الكاملة والخضروات والفواكه والبقوليات والمكسرات والأسماك وزيت الزيتون، وقد تم الإشادة بالنظام الغذائي في السنوات الأخيرة لما له من آثار في تقوية الدماغ وتقوية القلب.
وجدت دراسة أجريت الأسبوع الماضي فقط أنها يمكن أن تقلل من خطر إصابة الشخص بالخرف، ووصف الخبراء حمية البحر الأبيض المتوسط بأنها “المعيار الذهبي”، حتى أن البعض أعلن أنه شكل من أشكال الطب الوقائي، كما أن هناك دراسات ظهرت على رادار الأطباء الأمريكيين في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما بدأت تظهر تقارير عن انخفاض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض الزهايمر ومرض السمع.
آثار النظام الغذائي على صحة القلب
واكتشف المزيد من الأبحاث أن النظم الغذائية النموذجية للناس في المنطقة كانت تلعب دورًا في صحتهم الجيدة، في ذلك الوقت استمرت مجموعة متزايدة من الأبحاث في تأكيد فوائد النظام الغذائي الغني بالخضروات والدهون الصحية.
أما بالنسبة لأبحاثهم المنشورة في مجلة القلب، قام فريق من جامعة سيدني بدمج بيانات من 16 دراسة نُشرت بين عامي 2003 و 2021، وتضمنت الدراسات، التي أجريت بشكل رئيسي من الولايات المتحدة وأوروبا، بيانات من مئات الآلاف من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 عامًا وما فوق.
تمت مراقبة صحة القلب والأوعية الدموية لديهم لمدة 12.5 سنة في المتوسط، وجد الباحثون أن الالتزام بحمية البحر الأبيض المتوسط يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 24%، كما خفضت احتمالية الوفاة لأي سبب بنسبة 23 في المائة، وكان خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية أقل بنسبة 25 في المائة وكانوا أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية.
ومع ذلك فإن سبب فائدة هذا النظام الغذائي بشكل خاص للنساء غير معروف، وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة سارة زمان، من مؤلفي الدراسة: “لا تزال الآليات التي تشرح التأثير النوعي لحمية البحر الأبيض المتوسط على أمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة غير واضحة”.
كما أنه يمكن لعوامل الخطر القلبية الوعائية الخاصة بالنساء، بما في ذلك انقطاع الطمث المبكر وتسمم الحمل وسكري الحمل، أو عوامل الخطر الغالبة على الإناث، مثل الذئبة الجهازية، أن تزيد بشكل مستقل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
في حين تتسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في أكثر من ثلث وفيات النساء حول العالم، ومع ذلك فإن العديد من التجارب والبحوث السريرية تشمل عددًا قليلاً نسبيًا من النساء ولا يتم الإبلاغ عن النتائج حسب الجنس في كثير من الأحيان، كما أن هذه الدراسة الأخيرة تدعو إلى مزيد من البحث الخاص بالنوع للمساعدة في توجيه الممارسة السريرية في صحة القلب.