حكمها وطريقة أدائها وموعدها.. ما لا تعرفه عن صلاة التسابيح وعلاقتها بليلة القدر
يكثر التساؤل عن صلاة التسابيح؛ مع اقتراب موعد ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان 2023 المتوقع أن تكون في أثناء ساعات مساء يوم الغد الاثنين، فما هو حكمها وكيفية أدائها؟، وما صحة الحديث الوارد فيها؟ وما هو فضلها وثوابها؟ ولما تصلى في أثناء ساعات ليلة القدر؟.
ما هي صلاة التسابيح؟
وقد اعتاد المسلمون داخل مصر أن يؤدوا في جماعة صلاة التسابيح، وذلك بعد أن تنتهي صلاة عشاء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، كما أنها مستحبة وثوابها عظيم، وفق ما ورد عن دار الإفتاء المصرية.
صحة حديث صلاة التسابيح
حيث نوهت دار الإفتاء إلى أن صلاة التسابيح ثوابها معلوم وعظيم لكل من يفعلها، في أيام شهر رمضان المبارك، وأما من تركها فلا حرج عليه، لكن ليس عليه أن ينكر على من فعلها، وعن مدى صحة حديث صلاة التسابيح، فإن حديثها أخرجه أئمةُ الإسلام وحفاظُه، فقد ورد عن عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما إنه قال، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما: «يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّاهُ، أَلَا أُعْطِيكَ، أَلَا أَمْنَحُكَ، أَلَا أَحْبُوكَ، أَلَا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ، إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرَ خِصَالٍ: أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ، قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ، فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا، فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا”.
وتابع : “ثمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ، فَفِي عُمُرِكَ مَرَّة». رواه البخاري وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة، وصحَّحه جماعة من الحفاظ.
وقال الإمام مسلم في (النقد الصحيح لما اعترض من أحاديث المصابيح) فيما نقله الحافظ العلائي: «لا يُروَى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا»، وقال الترمذي في (سننه): «وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسابيح وذكروا الفضل فيه»، في حين أن أبو داود قال في (سننه): «ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا»، وقال البيهقي في (شعب الإيمان): «كان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم من بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع»، وقال الديلمي: «صلاة التسابيح أشهر الصلوات وأصحها إسنادًا»، في (مسند الفردوس)، وقال عبد العزيز بن أبي رواد: «من أراد بحبوحة الجنة فعليه بهذه الصلاة».
حكم صلاة التسابيح
ونوهت الدار إلى أنها مستحبة ومشروعة وفق مذهب الحنفية والشافعية، وأكد الحنابلة على أنه يجوز فعلها، على ألا يُنكَر المختلف عليه، لذا أنها تعتبر خير وسُنَّةٍ، لمن يواظب عليها، أي أنه لا حرج على من لا يفعلها.
كيفية أداء صلاة التسابيح
كما أوضحت دار الإفتاء، كيفية تأدية صلاة التسابيح، وهي مثل (صلاة الظهر أو العصر أو العشاء) أي أنها أربع ركعات، لكنها لا يتم عمل التشهد الأوسط، فقط يحدث بعد آخر ركعة، وتؤدى كالتالي:
- الركعة الأولى: يتم قراءة سورة الفاتحة، ثم بعد ذلك يتم قراءة سورة أخرى ثم تقول سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله، (قبل أن تركع لمدة خمسة عشرة مرة).
- ثم تركع وتقول عشرة مرات: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله.
- ثم ترفع رأسك من الركوع وتردد عشرة مرات: سبحان الله، والله أكبر، ولا إله إلا الله، والحمد لله.
- وبعد ذلك تسجد وتردد عشرة مرات: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله.
- ثم ترفع رأسك من السجدة الأولى، وتقول عشرة مرات: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله.
- وفي السجدة الثانية، وتسجد وبعد تسبيح السجود تقول عشرة مرات: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله.
- ثم ترفع رأسك وتجلس في وضع القرفصاء من السجدة الثانية وتقول عشرة مرات: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله.
- تم تؤدي الركعة الثانية وتؤدي نفس الذي تفعله في الركعة الأولى، وتكرره في الركعات الأربع.