تُكفى همك ويُغفر ذنبك.. فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
الصلاة على النبي
ومع نسمات شهر ربيع الأول الذي نعيش بين جنباته الآن، فإننا اليوم، أيضًا، نعيش أجواء خير يوم طلعت فيه الشمس، وخير أيام الأسبوع؛ وهو يوم الجمعة المبارك، والذي تكون فيه الصلاة على النبي الكريم أرجي وأفضل من أي يوم آخر.
هذه العبادة الكريمة حث عليها المولى تبارك وتعالى بذاته العلية في كتابه الكريم؛ فقال تعالى: “إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”.. ولا شك في أن الصلاة على النبى الكريم لابد وأن تكون ديدن كل مسلم كل يوم، بل كل ساعة؛ بل وأن استطاع كل لحظة؛ وذلك لما لها من فضل كبير على مدار الأيام وتحديدا في هذا اليوم العظيم.
فضل الصلاة على النبي
الأحاديث في فضل الصلاة على النبي الكريم لا تتسع لذكرها الكتب، وإنما إذا أخذنا غيضا من فيض هذه الأحاديث؛ فسنجد أن الرسول الكريم حثنا على الصلاة عليه؛ حيث روى سيدنا أُبَى بن كعب، رضي الله عنه، أنه قال للنبى صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إنى أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتى؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثان؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتى كلها؟ قال: إذًا تكفى همك ويغفر لك ذنبك”. رواه الترمذى وقال: حسن صحيح.
وروى سيدنا أُبى ابن كعب، رضى الله عنه، أيضا، أنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا على فإنه من صلّى على مرة واحدة صلى الله عليه عشرًا ثم سلوا لى الوسيلة فإنها منزلة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لى الوسيلة حلت عليه الشفاعة”.. رواه الإمام مسلم.
ليس هذا فحسب؛ بل قال صلوات الله وسلامه عليه، عن فضل الصلاة على النبي، فيما رواه الإمام الطبرانى فى معجمه: “من صلّى علىَّ حين يصبح عشرًا وحين يمسى عشرًا أدركته شفاعتى”، وروى الإمام مسلم أن النبى الكريم قال: “من صلّى على واحدة صلى الله عليه بها عشرًا”.
فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
بينما في هذا اليوم الفضيل؛ يوم الجمعة، تكون الصلاة على النبي الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، أفضل من أي يوم آخر، وفي هذا الصدد، قال النبي الكريم حديثه الشهير: “أكثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ يومِ الجمعةِ وليلةِ الجمعةِ فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ”.
وفي هذا الصدد، روى الإمام أبي داود عن سيدنا أوس بن أوس، قال صلوات الله وسلامه عليه، في فضل الصلاة عليه يوم الجمعة: “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، قال: فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت، قال: يقولون: بليت، قال: إن الله تبارك وتعالى حرم على الأرض أجساد الأنبياء”.
وقَالَ النَّبِى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا عظيما في فضل الصلاة عليه يوم الجمعة، وهو: “ِإنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِى كُلِّ مَوْطِنٍ أَكْثَرُكُمْ عَلَىَّ صَلاةً فِى الدُّنْيَا، مَنْ صَلَّى عَلَى مِائَةَ مَرَّةٍ فِى يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةِ الْجُمُعَةِ قَضَى اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ، سَبْعِينَ مِنْ حَوَائِجِ الآخِرَةِ وَثَلاثِينَ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يُوَكِّلُ اللَّهُ بِذَلِكَ مَلَكًا يُدْخِلُهُ فِى قَبْرِهِ كَمَا يُدْخِلُ عَلَيْكُمُ الْهَدَايَا، يُخْبِرُنِى مَنْ صَلَّى عَلَى بِاسْمِهِ وَنَسَبِهِ إِلَى عَشِيرَتِهِ، فَأُثْبِتُهُ عِنْدِى فِى صَحِيفَةٍ بَيْضَاء”.. رواه الإمام البيهقي عن سيدنا أنس بن مالك