جاء ذلك خلال جلسة المحادثات التي عقدها ولي عهد أبوظبي ورئيس دولة إسرائيل في قصر الوطن في أبوظبي.

ورحب ولي عهد أبوظبي في بداية اللقاء بالرئيس الضيف وأعرب عن تطلعه إلى أن تسهم هذه الزيارة في دفع علاقات البلدين إلى مزيد من الخطوات لمصلحة شعبيهما وشعوب المنطقة.

واستعرضا معا الفرص المتوفرة لتنمية التعاون على جميع المستويات خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية إضافة إلى التكنولوجيا والصحة وغيرها بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين وتطلعاتهما إلى آفاق أوسع من التعاون المثمر.

كما تناول اللقاء عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خاصة جهود تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط لما فيه الخير والازدهار لشعوبها.

وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن شكره للرئيس الإسرائيلي لموقفه وموقف بلاده تجاه الاعتداءات الإرهابية الأخيرة على منشآت مدنية في دولة الإمارات، وقال إنه موقف يجسد رؤيتنا المشتركة تجاه مصادر التهديد للاستقرار والسلام الإقليميين، وفي مقدمتها الميليشيا والقوى الإرهابية، وضرورة التصدي لها وأهمية اتخاذ موقف دولي حازم ضدها.

وأشار الشيخ محمد بن زايد إلى أن توالي زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى دولة الإمارات يؤكد أن علاقات البلدين تسير إلى الأمام باستمرار وأن هناك إرادة مشتركة وقوية لتعزيزها لمصلحة بلدينا وشعبينا.

وقال إن “اتفاق إبراهيم للسلام بمثابة تحول تاريخي كبير، فقد جسَّد نهجَ السلام الذي تؤمن به الإمارات وفتح المجال لتعزيز شراكاتنا التنموية، خاصة في مجالات التكنولوجيا والابتكار والصحة والطاقة وغيرها”.

وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن ثقته بأنه يمكن للبلدين أن يقدما إلى المنطقة كلها نموذجاً عملياً لثمار السلام، وكيف يمكن توجيه الموارد والإمكانات والعقول لصنع مستقبل أفضل للجميع.

وأوضح أن “مشاركة بلدكم في معرض “إكسبو 2020 دبي” هي إحدى ثمار هذا السلام، وستساعد على تعميق التعاون والشراكة والتعرف على الفرص المتبادلة بين إسرائيل والإمارات”.

وأكد “منطقتنا هي من أكثر المناطق التي عانت من الحروب والصراعات، ومن خلال السلام يمكننا في الإمارات وإسرائيل والمنطقة كلها أن نوجه الموارد والطاقات إلى خدمة شعوبنا وتمهيد الطريق نحو غد أفضل لها”.

كما شدد على أن التوصل إلى تسوية دائمة لقضية فلسطين سيمثل دفعة قوية للسلام في المنطقة كلها ويعزز التعاون في مواجهة التحديات المشتركة ويقطع الطريق أمام المتطرفين ودعاة الصراع الأبدي، داعيا الله تعلى أن يعم السلام منطقة الشرق الأوسط.

 

من جانبه، أعرب رئيس إسرائيل عن سعادته بزيارته الأولى إلى دولة الإمارات ولقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشيداً بتطور مستوى التعاون بين البلدين والخطوات المتقدمة التي يتخذانها للبناء على الاتفاق الإبراهيمي الذي وقعاه.

كما قدم شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال الذي حظي به، وقال إن هذه الزيارة تعني الكثير بالنسبة له وشعب إسرائيل الذي يتطلع إلى مواصلة تعزيز التعايش السلمي واتفاقية السلام بين البلدين.

وأضاف أن زيارته إلى الدولة تعبير عن رؤية السلام التي يحملها إلى المنطقة بأسرها “نحن دولتان ناجحتان فقد طورنا بلدينا فأصبحتا نموذجاً عالمياً للنجاح في العديد من المجالات على رأسها كيفية قيادة دولة وتطويرها برؤية طموحة نحو المستقبل”.

وأشار إلى أن “المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وضع الأساس لمستقبل باهر لدولة الإمارات وأنتم الآن تواصلون إرثه.. وهذا يبعث برسالة إلى المنطقة كلها مفادها أن هناك بديلا هو السلام والعيش المشترك والتعاون من أجل خير البشرية جمعاء”.

وقال الرئيس إسحاق هرتسوغ: “إنني أتفق معكم تماماً على أن رسالة السلام هي حجر الزاوية في علاقتنا.. وأننا يجب أن نسعى جاهدين من أجل السلام لتحقيق حياة أفضل وأمل ومستقبل يسوده السلام لصالح الجميع في المنطقة”.

وأشار إلى زيارته غدا معرض “إكسبو 2020 دبي” لحضور احتفال بلاده بيومها الوطني في جناح إسرائيل المشارك، وقال “هي التجربة الأروع والتي يتحدث عنها الجميع”.

وأوضح أن إسرائيل حريصة على تنمية التعاون الثنائي مع دولة الإمارات في جميع المجالات بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة جمعاء.

وحضر اللقاء الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي والدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي ومحمد محمود آل خاجة سفير الدولة لدى إسرائيل.