الدخول المدرسي أو العام الدراسي الجديد، كلها مصطلحات و إن اختلفت خلفياتها، فهي بالطبع لها معنى واحد لدى الأطفال – خصوصا حديثي العهد بالمدرسة – و الأسر؛ معنى مرتبط أساسا بالتوتر و القلق و التخوف .. و بقية المصطلحات التي تنتمي إلى نفس العائلة الغنية عن التعريف، كون هذه المحطة الهامة تأتي مباشرة بعد العطلة الصيفية حيث المتعة و الاستجمام و اختلال نظام الأكل و النوم لدى غالبية الأسر، مع ما يسببه ذلك من صعوبة للطفل و الأسرة كليهما في التأقلم مع نظام الدراسة بكل ما تحمله كلمة نظام من معاني الدقة و التكرار و احترام الوقت، إضافة إلى ما تعنيه هذه المناسبة للأطفال الذين يخطون أولى خطواتهم نحو هذا العالم الغامض و الواسع المسمى مدرسة، و الذي يختلف كثيرا عن مؤسستي الأسرة و العائلة اللتان لم يعرف سواهما حتى هذه اللحظة.
بداية العام الدراسي الجديد هي إذن مرحلة انتقالية هامة ينبغي التعامل معها بحكمة بالغة و استعداد نفسي و بدني، للانتقال بطفلك من عالم اللعب و المتعة إلى عالم المدرسة التي تتسم بالكثير من الصرامة -للأسف- في عالمنا العربي.
في هذا المقال، سنرافقك خطوة بخطوة عبر مجموعة من النصائح العملية لاستقبال العام الدراسي الجديد، بما تفرضه هذه المحطة الهامة من استعداد على جميع الأصعدة لك و لطفلك.
7 نصائح للأسر لاستقبال العام الدراسي الجديد
1- الاستعداد النفسي لليوم الأول
غالبا ما يشكل الدخول المدرسي هاجسا لدى الأطفال خصوصا حديثي العهد منهم بالدراسة؛ لذلك يجب على الآباء مرافقة الطفل إلى مدرسته قبل يوم الدخول الرسمي، و محاولة التخفيف من توتره عبر زيارة الفصل الدراسي الذي سيدرس فيه، كما يمكن أيضا دعوة أصدقائه إلى البيت و تنظيم حفلة صغيرة لهم بمناسبة العام الدراسي الجديد، حتى ترتبط هذه اللحظة بمشاعر الاحتفال و السعادة في ذهن الطفل.
2- الحوار الهادف
قد يكون لدى طفلك تخوف من الذهاب إلى المدرسة لسبب من الأسباب، فإذا لاحظت أي علامة تدل على هذه الحالة لدى طفلك، فعليك استدراجه عبر آلية الحوار، ليفضفض لك عما يثير مخاوفه، و هكذا يمكن معالجة أسباب التخوف قبل أن تتحول إلى عقد نفسية يصعب علاجها فيما بعد.
3- تدريب الطفل على المواجهة
غالبا ما يجد الطالب نفسه في اليوم الأول مجبرا على الإدلاء بمعلوماته الشخصية أمام زملائه خلال حصة التعارف، و هو الأمر الذي قد يسبب بعض الإحراج للطفل، خصوصا لمن لم يتعودوا على التحدث أمام الغرباء و مواجهتهم. لتجنيب طفلك هذا الموقف الصعب و المحرج، درب(ي) طفلك على كيفية التعريف بنفسه عندما يطلب منه ذلك، و اطلب(ي) منه أن يقوم و يردد ما تعلمه أمامك حتى يتعود على هذا النوع من المواقف.
4- إشراك الطفل في تحضير مستلزماته الدراسية
غالبا ما ينفرد الآباء بإعداد المستلزمات الدراسية لأطفالهم، فتجدهم منهمكين في تغليف الكتب و الدفاتر و كتابة الأسماء على الأدوات المدرسية لأبنائهم، في الوقت الذي يلعب فيه هؤلاء غير مكترثين بهذا الأمر الذين كان من المفترض إشراكهم فيه لتحسيسهم بالمسؤولية تجاه مستلزماتهم الدراسية، و من تم دفعهم للحفاظ عليها لاحقا. و هذا الأمر إن تحقق سينعكس لا محالة على المستوى الدراسي للطالب، فكثيرا ما نجد المتفوقين أكثر الطلاب حفاظا على أدواتهم و كتبهم المدرسية.
5- تنظيم الوقت
كما سبق و أشرت في بداية المقال، يعتبر الدخول المدرسي مرحلة انتقالية من فترة العطلة الصيفية -حيث لا يهتم أغلبنا بتنظيم الوقت ما دمنا غير مجبرين على ذلك- إلى مرحلة الدراسة التي تتميز بالتنظيم الدقيق على جميع المستويات. لذلك و حتى لا يجد طفلك صعوبة في التأقلم مع الواقع الجديد، حاول(ي) أن تعيد الأمور إلى نصابها أسبوعا على الأقل قبل بداية العام الدراسي الجديد، و ذلك عن طريق تحديد موعد محدد للنوم و الاستيقاظ و تنظيم الوجبات الغذائية بما يتناسب مع نظام أيام الدراسة.
6- المراجعة مع طفلك
غالبا ما يفتتح المدرسون السنة الدراسية الجديدة بتقويم تشخيصي للتعرف على مستوى طلابهم و تحديد ما يتوفر عليه كل واحد منهم من مكتسبات، و ما يلزم تداركه من نقائص حتى يتمكن من مواكبة المقرر الجديد. لذلك و حتى لا يتعرض طفلك للإحراج أمام زملائه، يستحسن القيام بمراجعة التعلمات الأساس التي اكتسبها خلال السنة الماضية، و لا بأس في تعزيز ذلك ببعض التمارين لإنعاش ذاكرته و جعله واثقا من نفسه، مقبلا على تعلم ما سيجود به العام الدراسي الجديد من معارف و مهارات جديدة.
7- الاهتمام بالنظافة و الهندام
في بداية كل عام دراسي، تتحول الفصول الدراسية إلى ما يشبه لجان تحكيم مهمتها الأساسية تقييم الطلاب. و بما أن أول شيء يطلع عليه الإنسان حين مواجهته للآخر هو المظهر، و نظرا لكون مكانة الطالب في مجتمع الفصل الدراسي غالبا تحدد منذ الساعات الأولى لانطلاق الدراسة لتصاحبه طيلة العام الدراسي، كان لزاما علينا الاهتمام بنظافة أبنائنا بما يظهرهم بأحسن مظهر و في حدود الاستطاعة، و دون المبالغة و التكلف في هذا الأمر، رفقا بزملاء أطفالنا من الفقراء الذين لا يجدون إلى ذلك سبيلا.