بعيدًا عن ساحات المعارك.. “الحرب الإلكترونية” تشتت حركة الطيران المدني
تسببت حربا أوكرانيا وغزة في اضطرابات بأنظمة الطيران المدني التي تعرضت لاختراقات، وتزويد أبراج المراقبة بتقارير مزورة عن مواقع الطيارين.
ووفق صحيفة “نيويورك تايمز”، كشف منظمو السلامة التابعون للاتحاد الأوروبي أن الطائرات تفقد إشارات أبراج المراقبة، وأن الطيارين يتلقون تقارير مزورة عن المواقع أو تحذيرات غير دقيقة بشأن الطيران بالقرب من المنطقة المنشود الوصول إليها.
وحذرت إدارة الطيران الاتحادية الطيارين من أن نظام تحديد المواقع العالمي في منطقة الشرق الأوسط وأوكرانيا يتعرض للتشويش والتضليل والتدخل بالتردد الراديوي، الذي يهدف إلى تعطيل الإشارات الساتلية التي تستخدمها الصواريخ والطائرات المسيّرة وغيرها من الأسلحة.
وأصبحت الإشارات الساتلية عرضة بشكل متزايد للابتزاز والتضليل، ما يشكل مخاطر اقتصادية وأمنية كبيرة، وفق التقرير.
وأشار إلى أن الطائرات التجارية الكبيرة، بما في ذلك الطائرات النفاثة التجارية مثل “صقور داسو”، و”خليج سترايم”، و”بومبارديرز”، أكثر عرضة لتحريف الإشارات التي تستقبلها.
وقالت الصحيفة إنه يمكن أن يشير استهداف قطاع الطيران إلى انتشار أسلحة الحرب الإلكترونية التي تستخدمها الأسواق المالية وشركات الاتصالات السلكية واللاسلكية ومقدمو الكهرباء والمذيعون في جميع أنحاء العالم.
وأضافت: “رغم أن الخبراء معروفون بأنهم معرضون للتشويش والاحتيال، فقد رفضوا في البداية أن تكون هذه الهجمات معقدة ومكلفة أكثر مما ينبغي”.
وأردفت: “لكن مع انخفاض أسعار البرمجيات المستخدمة للتشويش والتضليل، أصبح من السهل أن يمارسها الهواة إلى جانب بعض الحكومات”.
وتزامنًا مع الحرب الإسرائيلية على غزة، قامت إسرائيل بفرض قيود على نظام تحديد المواقع في المنطقة، وحذرت طياريها من الاعتماد على نظم الملاحة الساتلية في الهبوط.
وأشار تقرير، نُشر عام 2019، إلى استخدام روسيا للوسيلة المذكورة من أجل تحقيق سيطرة واسعة النطاق في سوريا، كذلك قامت روسيا بتعطيل إشارات نظام المواقع العالمي لتضليل الطائرات الأوكرانية بدون طيار ورمي قذائف دقيقة التوجيه من أهدافها.
وتضلل أوكرانيا أيضاً أجهزة الاستقبال الروسية، ولكنها تفتقر إلى نفس المستوى من التطور.
وفي خضم زحف واسع النطاق في الشرق الأوسط، تم اكتشاف إشارات مضللة، ما جعل الطيارين يعتقدون أن طائراتهم فوق المطارات مباشرة في تل أبيب.
وقد كشف ذلك عن عيب في التصميم الإلكتروني للطائرات الذي يعتمد على الاعتقاد بأن إشارات نظام تحديد المواقع يمكن الوثوق به، ولا حاجة إلى التحقق منه.
وأصبحت إشارات النظام العالمي لتحديد المواقع “فائدة خفية”، كما أسمتها الولايات المتحدة، في صناعات الهواتف الذكية والسيارات وأسواق الأوراق المالية ومراكز البيانات.
وبحسب “نيويورك تايمز”، فقد لوحظ خطر التشويش لأول مرة في عام 2012 عندما تعطل معزِّز إشارة أرضي في مطار نيوارك الدولي في نيوجيرسي؟
ولفتت إلى أنه “منذ ذلك الحين، يستخدم سائقو الشاحنات، ولاعبو بوكيمون غو، وسارقو السيارات، أجهزة تشويش صغيرة ورخيصة الثمن لتعطيل نظم الملاحة”.
وأوجد النظام الأوروبي لسواتل الملاحة، غاليليو، نظام توثيق للحماية من التشويش، وهو النظام الوحيد الموثوق الذي يقوم بتسجيل إشارات السواتل وإعادة بثها.