بالصور.. تعرف علي تفاصيل مأساة أطباء السودان في ظل الحرب
مأساة حقيقية يعيشها أطباء السودان في عدد من مستشفيات العاصمة الخرطوم، بعد أن تقطَّعت بهم السبل، وأعاقت المحاذير الأمنية حركتهم، وأجبروا على البقاء داخل المراكز الصحية وهم يؤدون واجبهم المهني حاملين أرواحهم على أكفّهم.
فمنذ بدء العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف نيسان/أبريل الماضي، ظلت مجموعة من الأطباء تقبع في المستشفيات يعالجون المرضى وجرحى الحرب ليلَ نهار دون أي مناوبة من زملائهم، في ظل ظروف شديدة التعقيد جعلت حتى من أمر تبديل ثيابهم أمرًا مستحيلًا لأيام عدة.
وظروف الحرب ووجود معظم المستشفيات بمسارح العمليات بالخرطوم حال دون ذلك، فضلًا عن مواجهتهم لشبح الجوع أيامًا متتالية، قبل أن يتحرك عدد من الجهات داخل العاصمة لمد يد العون في توفير الطعام ومياه الشرب النظيفة لهم.
ولِما يزيد على 14 يومًا لم تلتقِ اختصاصية الأطفال صفاء عبوش بعائلتها، وظلت تتنقل بين المستشفى الدولي و”حاج الصافي” في الخرطوم، وتعمل في ظروف استثنائية وتحت نيران القصف.
وبدت على ملامحها علامات الإرهاق جراء معاينة المرضى وتطبيب الجرحى، فضلًا عن أداء واجبات (ليست من مهامها) كأعمال التنظيف والتحضير للعمليات الصغيرة، بسبب نقص الكوادر الطبية.
تقول صفاء لـ”إرم نيوز”: “في ساعة اندلاع الحرب كنت في المستشفى الدولي، حيث موقع عملي، قبل أن يتم فضه من قبل الجيش السوداني بعد 4 أيام من الاشتباكات، لأنتقل بعدها لمستشفى حاج الصافي، ومنذ ذلك الوقت وحتى تاريخ اليوم، لم أذهب إلى المنزل وظللت بالمشفى أعمل وزملائي ليل نهار، لأن الحركة خارج المستشفى غير آمنة حتى الآن، والمستشفى محاط بقوة عسكرية من كل جانب، ما جعله تحت خط النار”.
وأكدت صفاء أن “أعضاء الكادر الطبي يعملون في ظروف صحية قاسية وسط عدة تحديات توقفت معها العمليات الطبية الكبيرة، بسبب نقص الكوادر والإمدادات الطبية وانقطاع التيار الكهربائي وخدمة المياه”.
وأوضحت صفاء: “كل ما نقوم به تجاه المرضى هو تقديم الإسعافات الأولية، حيث وصلت مؤخرا إلى المستشفى حالات مزمنة كالفشل الكلوي والجلطات، ولم نستطع تقديم المساعدة في تقديم العلاج”.
عملياً، تواجه المستشفيات في الخرطوم أزمة في الكوادر الطبية، حيث شكلت الظروف الأمنية عائقًا رئيسًا أمام وصول الأطباء للمستشفيات التي أصبح بعضها قاعدة عسكرية لأحد أطراف النزاع”.
وأعلنت نقابة “الأطباء السودانيين” خروج 70% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات عن الخدمة، وأكدت مقتل 9 من الأطباء وطلاب كليات الطب خلال العمليات العسكرية.
وأشارت النقابة لتعرض 16 من المؤسسات العلاجية للقصف جراء الاشتباكات بجانب إخلاء 19 منها قسريًّا، فضلاً عن الاعتداء على سيارات الإسعاف وإعاقة بعضها في الوصول إلى المرضى من قبل أحد طرفي النزاع.
ودفعت صعوبة الوصول إلى المستشفيات عددًا من الأطباء لنشر نصائح طبية بمواقع التواصل الاجتماعي للتخفيف عن المرضى في ظل صعوبة الوصول لمراكز العلاج جراء المعارك، كما نشرت قائمة بأسماء أطباء وأخصائيين مرفقة بأرقام هواتفهم لتقديم الاستشارات الطبية.