بالتفاصيل.. تعرف إلى المرشحين الثلاثة لرئاسة تركيا
بعد انسحاب محرم إنجه الذي يمثل حزباً صغيراً، من سباق الانتخابات الرئاسية في تركيا، لم يبق في مواجهة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان سوى اسمين.
إذ يواجه أردوغان مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو يوم الأحد المقبل في انتخابات محورية قد تضع وجوده في السلطة على مدى عقدين على المحك.
كما يواجه سنان أوغان، إلا أن فرصه بالفوز تكاد لا تذكر.
تقدم المعارضة
لكن اسم كليتشدار أوغلو سيشكل تحديا كبيراً أمام الرئيس الذي قضى 20 سنة في الحكم. فقد توقعت عدة استطلاعات للرأي تقدم مرشح المعارضة أو ما يعرف بالطاولة السداسية، ورئيس حزب الشعب الجمهوري العلماني على أردوغان في الجولة الأولى من التصويت.
أما في حال لم يحصد أي من المرشحين نصف الأصوات في الجولة الأولى، فستجري جولة إعادة يوم 28 مايو
وفيما من المرتقب أن يحصل حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية بزعامة أردوغان على دعم حزب الحركة القومية اليميني، حليفه الرئيسي.
يتوقع أن يحصل تحالف المعارضة الذي يضم حزب الشعب الجمهوري العلماني وخمسة أحزاب أخرى على دعم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، وهو دعم جعله يتفوق في بعض استطلاعات الرأي.
فيما يلي عرض للشخصيات البارزة في هذه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي وصفت بالمصيرية:
حكم 20 سنة
صعد أردوغان (69 عاما) إلى السلطة قبل 20 عاما بينما كانت تركيا تخرج من فترة خيم عليها التضخم الجامح.
فوعد حينها بحكومة رشيدة تحل مكان الائتلاف المتهم بسوء الإدارة في ذلك الوقت.
وفي أوج نجاح أردوغان تمتعت البلاد بازدهار اقتصادي طال مداه، وارتفعت خلاله مستويات معيشة سكانها البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
ففاز في أكثر من عشر انتخابات، ونجا من محاولة انقلاب في عام 2016.
فيما رسم مسارا للبلاد في إطار رؤيته لمجتمع متدين ومحافظ له كلمة على المستوى الإقليمي، حتى إن المنتقدين يقولون إنه استغل القضاء لقمع المعارضة.
إلا أن السنوات الأخيرة الماضية، شهدت تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وسط ارتفاع للتضخم، وتنامي موجة الانتقادات لسياسة الحكومة الاقتصادية.
لكن الرجل الأكثر بقاء في الحكم بتركيا، سعى خلال الحملة الانتخابية إلى استقطاب الناخبين بالترويج لمشروعات ضخمة في البنية التحتية والبناء واستعراض الإنجازات الصناعية في البلاد.
فيما حذر من الفوضى في الإدارة الحكومية في حال فوز المعارضة.
هل يغلب البصل أردوغان؟
أما زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو فركز خلال حملته على “الرغيف والبصل والبطاطا” بمعنى آخر على هموم الناس وأوضاعها المعيشية. حتى إن مناصريه روجوا لفكرة مفادها أن “البصل قد يغلب أردوغان” هذه المرة.
اختار تحالف المعارضة الذي يضم ستة أحزاب الرجل الهادئ الذي يلقب بغاندي تركيا(74 عاما) في مارس الماضي ليكون مرشحه الرئاسي.
علما أنه بقي لفترة طويلة في الظل بسبب حضور أردوغان الطاغي على الساحة، لم يتمكن من مجاراة نجاحات حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية السابقة منذ أن تزعم حزب الشعب الجمهوري المنتمي ليسار الوسط في عام 2010.
وحصل الموظف الحكومي السابق على مقعد في البرلمان عام 2002 ضمن نواب حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك وكافح للوصول إلى قاعدة أكبر من قاعدة الحزب من العلمانيين، وهم المحافظون على وجه التحديد.
فلجأ إلى لهجة لا تقصي أحدا سعيا إلى جذب الناخبين الذين خاب أملهم من تصريحات أردوغان وسوء إدارته الاقتصادية.
كما قدم وعودا بالازدهار الاقتصادي وباحترام أكبر لحقوق الإنسان وسيادة القانون.
سنان.. بلا فرص تذكر
أخيرا ً يأتي سنان أوغلو كمرشح ثالث إلا أنه لا يتمتع بفرصة تذكر في الفوز.
دخل الأكاديمي السابق، ومؤسس مركز توركسام للأبحاث البالغ من العمر 55 عاما البرلمان عام 2011 نائبا عن حزب الحركة القومية اليميني.
ثم حاول الوصول إلى زعامة الحزب في 2015 لكنه لم ينجح في ذلك، وتم فصله لاحقاً.
إذا ينحصر سباق الأحد بين أردوغان وكليتشدار أوغلو وسط حظوظ لا بأس بها للأخير بالفوز وإنهاء عقدين من حكم “الرجل الواحد” كما تصفه المعارضة.