«الضعيف والقوى».. وزير الأوقاف يعلن عن موضوع خطبة الجمعة
وقال “جمعة”، إن العلاقة بين الضعيف والقوى، بين الصغير والكبير، بين الولد والوالد، والأخ وأخيه، والمعلم وطلابه، والأستاذ الأكاديمى وأبنائه الباحثين، وبين الموظفين فى درجاتهم الوظيفية، بين من هو فى موضع الحاجة أو الضعف، ومن هو فى موضع القوة أو يملك من أمر الضعيف أو الصغير شيئًا، قلَّ أو كثُر، يجب أن تكون علاقة حقوق وواجبات، علاقة مودة وتراحم.
وأضاف وزير الأوقاف، أنه: فى الوقت الذى يأمرنا فيه ديننا الحنيف باحترام الكبير والدًا كان، أم مربيًا، أم معلمًا، أيًّا كان نوع هذا التعليم دينيًّا، أو حرفيًّا، أو مهنيًّا، أو أكاديميًّا، فإن للصغير والضعيف حقًّا، وللمعلم والكبير حقًّا، ولتحقيق هذا التوازن العظيم يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “ليس منَّا مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا، ويَعْرِفْ لعالِمِنا حقَّهُ”، غير أنه يوصى أكثر بالضعفاء، فيقول (صلى الله عليه وسلم): “وَهَل تُرزَقونَ وتُنصَرونَ إلَّا بضعفائِكُم”.
وتابع بأنه: علينا أن نضع نصب أعيننا دائمًا قول الله تعالى: “كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ” (النساء: 94)، فعلى الأستاذ ألا ينسى يوم أن كان طالبًا، وما كان ينتظر من معلمه، وعلى كل موظف فى درجة أعلى أن يتذكر يوم أن كان موظفًا فى بداية سلمه الوظيفى وما كان ينتظر من رؤسائه فى العمل، وعلى الأستاذ الأكاديمى أن يتذكر يوم أن كان طالبًا أو باحثًا وما كان ينتظر من مشرفه، وهكذا فى سائر الأمور والمهن، ومن كان حظه غير حسن معلمًا أو أستاذًا أو غيره فلقى مشقة أو تعنتًا ألا يكرر تلك التجارب المُرة، بل عليه أن يضرب المثل فى الحق والعدل والخير والمروءة، وأن يصحح المسار الذى رآه خاطئًا، ولا ننسى أن صغير اليوم سيكون كبير الغد، وأن ضعيف اليوم قد يكون قوى الغد.
وأردف: علينا ألا ننسى لأصحاب الفضل فضلهم، حيث يقول الحق سبحانه: “وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ” (البقرة: 237)، كما أن علينا أن نحفظ الجميل لكل من أحسن إلينا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ أتى إليكُمْ معروفًا فَكَافِئُوهُ، فإنْ لمْ تَجِدُوا، فَادْعُوا لهُ حتى تعلمُوا أنْ قد كَافَأْتُمُوهُ”، وحفظ العشرة وصيانة الجميل دليل وفاء الإنسان، وكرم أصله ومعدنه، وحسن تديُّنِه.
وأوضح أن: نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم) كان وفيًّا لأهله ولأصحابه، فبعد أن فقد النبى الكريم (صلى الله عليه وسلم) أمه اعتنت به حاضنته أم أيمن بركة الحبشية، فكانت له نعم الأم بعد أمه، حتى إذا بلغ (صلى الله عليه وسلم) أشده أعتقها، ويعبر عن وفائه لها فيقول (صلى الله عليه وسلم): “إنها بقية أهل بيتى”.
وأشار إلى أنه (صًلى الله عليه وسلم) قد تربى فى بيت عمه أبى طالب، فلما ماتت زوجة عمه (فاطمةُ بنتُ أسَدِ بنِ هاشمٍ) أمُّ عليٍّ (رضِيَ اللهُ عنه) دخَل عليها رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) فجلَس عندَ رأسِها، فقال: “رحِمَكِ اللهُ يا أمِّى كنْتِ أمِّى بعدَ أمِّى”، وتأتيه (صلى الله عليه وسلم) عَجُوزٌ، فيحسن إليها أعظم الإحسان، ويكرمها أشد الإكرام، وعندما تسأله السيدة عائشة (رضى الله عنها) عن ذلك، يقول (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ”.
واختتم بأنه: فى يوم بدر يتذكر (صلى الله عليه وسلم) المُطْعِمَ بن عَدِيٍّ، ذلك الرجل الذى دخل النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) مكةَ فى جواره بعد عودته من رحلة الطائف، فيقول (صلى الله عليه وسلم): “لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِى فِى هَؤُلاَءِ – يقصد أسرى يوم بَدر – لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ”.