حذرت منظمة الصحة العالمية مجددًا من خطورة التدخين بما في ذلك المنتجات الجديدة للتبغ كالسجائر الإلكترونية والتبغ المسخن، في خضم جائحة كورونا المستجدة
وأشارت هيبي جودة، مسؤول بوحدة مكافحة التدخين بمنظمة الصحة العالمية، إلى أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة والمعاناة من مرض كوفيد-19 بنسبة تصل إلى 50%، وهذا يعني أن المدخنين هم أكثر عرضة لأعراض أسوأ، وأنهم أكثر عرضة لتدهور الحالات بما يستدعي دخولهم إلى المستشفى، بل وإلى وحدات العناية المركزة حيث يحتاجون إلى المساعدة بأجهزة التنفس الاصطناعي.
حملات ضارة
ولجأت شركات التبغ العالمية إلى حيلة جديدة للترويج لمنتجاتها الجديدة، من خلال استقطاب أطباء متخصصين ومشاهير وشخصيات عامة، ودعوتهم لزيارة مقر أكبر شركة عالمية لمنتجات التبغ، والاطلاع على آلية تصنيع المنتجات الجديدة مثل التبغ المسخن والسجائر الإلكترونية، والإدعاء بانها آمنة تماما ولا تسبب أية مخاطر صحية مثل غيرها من منتجات التدخين التقليدية.
وفي هذا الإطار، قالت مسؤول وحدة مكافحة التدخين بمنظمة الصحة العالمية، إن صناعة التبغ والصناعات الأخرى، التي تشارك في تصنيع وتسويق السجائر الإلكترونية، على سبيل المثال، كانت نشطة للغاية خلال جائحة كورونا ولا تزال كذلك.
ولفتت إلى أنه في أوقات الإغلاق، على سبيل المثال، قامت شركات تسويق وبيع منتجات التبغ بالعمل على ضمان حصول المستهلكين بشكل مستمر على هذه المنتجات الضارة من خلال التسليم بدون تلامس، على سبيل المثال، أو عمليات التوصيل حتى عتبات أبواب المنازل، مشيرة إلى أن ما يثير القلق بشكل خاص بشأن هذه الأشكال من التسليم والتوصيل هو أن أولئك الذين هم دون السن القانونية، والذين لا يستطيعون عادةً شراء هذه المنتجات بسهولة، أصبح من اليسير لهم الحصول عليها من خلال نظام التوصيل بدون تلامس.
واستطردت قائلة: نعلم أيضًا أنهم كانوا يقدمون خصومات ترويجية، وخصصوا هاشتاج (البقاء في المنزل) على وسائل التواصل الاجتماعي لأغراضهم التسويقية، ووصل الأمر إلى الزعم بأن منتجات النيكوتين والتبغ الإلكترونية كانت رفيقة جيدة للعمل من المنزل، وما إلى ذلك.
وعلى مستوى أكثر استراتيجيًة عالميًا، حاولت شركات صناعة التبغ أن تبدو وكأنها جزء من الحل أو المساعدة للتصدي للوباء من خلال تبرعات بأجهزة التنفس الصناعي لعدد من البلدان، بالإضافة إلى توزيع معدات الحماية الشخصية والكمامات الواقية التي تحمل شعاراتها الخاصة، وفق المنظمة.
وفي الوقت نفسه، التزمت شركات صناعة التبغ الصمت التام بشأن مسؤوليتها عن أكثر من 8 ملايين حالة وفاة بسبب التبغ كل عام.
زيارات لسويسرا
كشف الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة، عن تلقيه دعوة من إحدى شركات التبغ للسفر إلى سويسرا؛ لزيادة المصنع والإطلاع على آلية تصنيع المنتجات الجديدة مثل التبغ المسخن، لكنه رفض تلك الزياردة رفضًا قاطعًا.
وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية: “جاءوا لي لدعوتي للسفر، وادعوا أن المادة المسببة للسرطان هي القطران الموجود في ورق السيجارة الذي يشتغل مع التدخين”، مؤكدا أن هذا الأمر غير صحيح بل بالعكس يوجد قرابة 3400 مادة كيميائية مختلفة تتفاعل بشكل أو بأخر في منتجات التبغ المسخن وتؤدي للعديد من المخاطر الصحية.
وتابع: “لا فارق بين سيجارة عادية وسيجارة إلكترونية وتبغ مسخن، كله متساوي في الضرر، والتدخين هو المٌسبب الأساسي للسرطان والسدة الشعبية وتليف الرئتين، وجميع المنتجات متساوية في الآثار الجانبية”، مشددا على أنه لا يوجد تدخين آمن وغير آمن، ولا يوجد دولة أو لجنة علمية أو طبية يمكنها أن تُقر أو توافق على أي نوع وسيلة للتدخين.