الشيخ فرحات المنجي يكشف أسباب احتفالنا بمولد النبي
يحتفل المسلمون اليوم بذكرى ميلاد الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وقد كتب الشيخ فرحات السعيد المنجى الداعية الاسلامى والعالم الأزهري مقالا نشره في مجلة الأزهر عام 1998 قال فيه:
رغم تبليغ الرسول الكريم للرسالة والأعباء التي تحملها في سبيل تبليغها حتى انتشر الإسلام داخل الجزيرة العربية وخارجها.
وكان من أهم أسباب دخول الدين الاسلامى شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه وما اتصف به من طاعة لله وتسامح وعفو وشجاعة وحب للغير.
والرسول الكريم مع كل ما حققه من انتصارات لم يدخر ذهبا ولا فضة ولم يكن في بيته يوم مرضه سوى سبعة دنانير أمر بأن يتصدق بها حتى يخرج من الدنيا وهو لا يملك شيئا من متاعها وهو القائل عليه السلام ( نحن معشر الأنبياء لا نورث).
وقال جابر بن عبد الله فيما رواه الامام البخارى: جاءت ملائكة الى النبى صلى الله عليه وسلم وهو نائم، قال بعضهم إنه نائم، وقال بعضهم ان العين نائمة والقلب يقظ، فقالوا: ان لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا، فمن أجاب الداعى دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعى له لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فقالوا: أولوها يفقهها، قالوا: فالدار الجنة، والداعى محمد، فمن أطاع محمد فقد أطاع الله ومن عصى فقد عصى الله عز وجل ومحمد فرق بين الحق والباطل.
كما شهد الله تعالى للرسول بقوله في سورة آل عمران:“فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ”.
وقد اعجبتنى كلمات قرأتها في كتاب ” انسانيات محمد ” للكاتب الكبير خالد محمد خالد وهو يتحدث عن قبس من إنسانيات الرسول، فيقول عن أعظم رسل السماء: يا من جئت الحياة فأعطيت ولم تأخذ، يامن قدست الوجود كله ورعيت قضية الإنسان.
وأخيرا.. يا من هيأك لتكون سيدا فوق الجميع فعشت واحدا بين الجميع، يامن أعطيت القوة وضربت المثل وعبدت الطريق يا أيها الرسول والأب والاخ والصديق. اليك اهدى هذه الكلمات في حياء من يعلم انه يجاوز قدره بهذا الاهداء لو لم يكن محمدا رسولا لكان انسانا في مستوى الرسول ولو لم يتلق الأمر من ربه.