يأتي هذا فيما أعلنت قوات الدعم السريع إحكامها الحصار على مقر سلاح المهندسين في أم درمان والذي يعتبر أحد أهم المقرات الاستراتيجية للجيش؛ وذلك بعد ساعات من إعلان الدعم السريع السيطرة الكاملة لولاية وسط دارفور ذات الأهمية الجغرافية والاستراتيجية في إقليم دارفور.

وإضافة إلى أم درمان جرت معارك في وسط وشرق وجنوب الخرطوم حيث يوجد سلاح المدرعات المهم الذي يعتبر واحدا من المقرات العسكرية القليلة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش حتى الآن.

من جانب آخر، يتفاقم التدهور المستمر في الأوضاع الصحية والإنسانية؛ حيث أعلنت وزارة الصحة عن وصول عدد المستشفيات التي خرجت عن الخدمة في العاصمة إلى 100 من أصل 130 مستشفى في وقت تعاني فيه بقية المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات والأدوية والمعدات والكوادر الطبية والتيار الكهربائي.

وقالت مصادر طبية لموقع سكاي نيوز عربية إن أكثر من 200 ألف من المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري والسرطان والفشل الكلوي يواجهون مخاطر كبيرة بسبب نقص الأدوية والمحاليل.

وبسبب القصف الجوي والأرضي المتزايد؛ يعيش سكان العاصمة الخرطوم أوضاعا إنسانية معقدة للغاية في ظل تدهور المخزون الغذائي وارتفاع الأسعار ونقص السيولة الناجم عن توقف أنشطة 60 في المئة من سكان العاصمة التي يعتمد 80 في المئة منهم على الأنشطة اليومية التي أصبح من الصعب ممارستها في ظل الأوضاع الأمنية الحالية.

وخارج الخرطوم تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير خصوصا في دارفور التي يتزايد فيها أعداد الفارين من القتال الذين يعبرون الحدود والمقدر عددهم بأكثر من 5 آلاف شخص يوميا مما أدى إلى تكدس عشرات الآلاف في المناطق المحيطة بمدينة “ادري” التشادية القريبة من الحدود السودانية؛ في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد حيث يعيشون في العراء ويعانون من شح كبير في المواد الغذائية والمعينات الطبية.

ووفقا للناشط حمزة محمد الحسن الذي يقدم العون للفارين من القتال فإن الأوضاع تتزايد سوءا بسبب هطول الأمطار وشح المواد الغذائية.

ويوضح الحسن لموقع سكاي نيوز عربية “يعاني الآلاف من الذين لم يتم تسجيلهم أو إدخالهم إلى معسكرات اللاجئين من ظروف صعبة للغاية خصوصا الأطفال وكبار السن حيث تهطل الأمطار بغزارة في وقت يصعب فيه الحصول على المواد الغذائية ومواد الإيواء من خيام وغيرها”.

ويضيف “الأعداد تتزايد بشكل مضطرد وتفوق قدرات المنظمات الإنسانية العاملة على الأرض”.

وتفاقمت خلال الاسابيع الثلاثة الأخيرة المأساة الأمنية والإنسانية بشكل خطير في عدد من مدن إقليم دارفور وسط تضارب في عدد ضحايا الأحداث الأخيرة التي تفاقمت بسبب تداعيات القتال المستمر.

وتشير تقارير غير رسمية إلى سقوط أكثر من 8 آلاف بين قتيل وجريح في مختلف مناطق دارفور خلال الأشهر الثلاثة الماضية.