كلنا بقرا ويسمع دائما في القرآن الكريم قصص تكليم الله سبحانه وتعالى لسيدنا موسي وكلنا ربما يعرف أنَّ سيدنا موسى عليه الصَّلاة والسَّلام سمِّيَ كليمًا؛ لأنَّ الله كلَّمهُ أكثر من مرَّة ولكن ما هو عدد المرات التي كلم الله فيها نبيه موسي وفي أي الأماكن.
الثابت في القرآن الكريم أن الله تعالى كلم سيدنا موسي حيث قال اللهُ سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً }(مريم51). [ وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً النساء]164. [ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}(القصص30).
والثابت أيضا أنه لم يرد تحديدا في الأدلة والآيات القرآنية عدد المرات التي كلم فيها الله موسى عليه السلام لكنه تعالي كلم سيدنا موسي مراتٍ مُحدده وفي أُمورٍ هامه ،
من أهمها اختياره لهُ ، وفي أوقات حددها الله “ميقات” ، وكان الله يُرسل كلامه فقط وبمشيئة الله وقُدرته كان سيدنا موسى عليه السلام يسمع الكلام فقط ، في المكان الذي يُحدده الله لهُ ، وكان يسمعه من جميع الاتجاهات ، وكان يُعطيه الله إشارات لذلك وأمكنة يُحددها لهُ لسماع الكلام .
أما ما ورد من إتيانه أو نزوله للأرض ، فذلك تم بمشيئته وعلى نفس الكيفية التي كلم بها نبيه ورسوله موسى عليه السلام. { مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج74.
وكانت أول مرة يُكلم فيها الله سُبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام ، بالواد المقدس طوى ، على الطور ” طور سيناء “{وَالطُّورِ } ، وبه أقسم الله سُبحانه وتعالى لمكانته وقداسته ، وهو المكان الوحيد على الأرض الذي كلم الله عليه بشراً ، أو بالمعنى الأصح أرسل كلامه لبشر ، وبقدرة الله ومشيئته . {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى } {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَافَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }طه 8-11.
أما المرة الثَّانية لكلام الله تعالي لموسي فكانت بعد خروجه ببني إسرائيل من مصر؛ قال تعالى: (وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
وقد طلب موسى بأن يرى الله ، وأخبره الله بأنك يا موسى لا قُدرة لك على رؤيتي ، وليريه ذلك طلب منهُ أن ينظر للجبل ، والذي بمجرد تجلي الله له انهار الجبل وأصبح دكاً واحترق ، وخر هو صعقاً من هول ما رأى مما حدث للجبل. وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَاوَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }الأعراف143.