الشعلة

احتجاجات وقطع طرق وبنزين “فوق المليون” لأول مرة.. لبنان على “صفيح ساخن”

على طريق الأزمات المتتالية التي زاد من وطأتها الشغور الرئاسي، كان مواطنو لبنان على موعد مع تطورات جديدة، قد تزيد من تعقيد المشهد الحالي.

فمن ارتفاع “جنوني” في أسعار الدولار مقابل الليرة اللبانينة، مرورًا بتخطي سعر صفيحة البنزين بنوعيه حاجز المليون ليرة لأول مرة في تاريخ البلاد، إلى قطع للطرق في عدد من المناطق بعد احتجاجات للمتظاهرين، ملامح أزمات جديدة ألقت بثقلها على البلد المأزوم اقتصاديًا.

تلك الأزمات والتي جاءت كنتيجة لحالة الشغور الرئاسي في لبنان، كان المحرك الرئيس لها، انهيار العملة المحلية أمام الدولار، مسجلة مستويات مسبوقة.

انهيار الليرة

وتخطى سعر الدولار الأمريكي حاجز الـ56 ألف ليرة للدولار الواحد، في انهيار جاء بوتيرة وصفت بـ”الأسرع” منذ شهور، بالتوازي مع فشل لبنان في عبور فترة الشغور الرئاسي بعد 11 جلسة برلمانية لانتخاب رئيس خلفًا لميشال عون الذي رحل عن منصبه بنهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، إن سعر البنزين وصل 95 أوكتان 1005000 ليرة لبنانية بزيادة قدرها 47 ألف ليرة، كما بلغ سعر البنزين 98 أوكتان 1030000 ليرة لبنانية بزيادة 48 ألف ليرة.

وأوضحت أن سعر المازوت ارتفع بقيمة 48 ألف ليرة مسجلا 1055000 ليرة، فيما قفز سعر قارورة الغاز إلى 643000 ليرة بزيادة قدرها 30 ألف ليرة، وفقا لبيان بجدول التسعير رصدته وزارة الطاقة اليوم.

ارتفاع أسعار المحروقات اليوم، جاء بعد أن سجل سعر صرف الدولار في السوق غير الرسمية زيادة عير مسبوقة، ليصل إلى 56700 ليرة لبنانية للدولار الواحد في زيادة تصل إلى 2000 ليرة عن متوسط سعر أمس، مما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار جميع السلع والخدمات والأدوية المستوردة وحليب الأطفال والتي يتم تسعيرها بشكل دوري، وفقا لسعر صرف السوق غير الرسمية.

أسعار مليونية

ونقلت وسائل إعلام محلية، عن عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس، قوله إن محطات البنزين أغلقت صباح اليوم، لأن سعر صفيحة البنزين احتسب أمس على سعر دولار 53400، فيما ارتفعت العملة الخضراء مساء أمس وصباح اليوم لتلامس حاجز الـ56000 ليرة مقابل الدولار الواحد، مما سجل فرقا كبيرا يتطلب رفع الصفيحة اليوم بحد أدنى ثلاثين الف ليرة إذا احتسب الدولار على الـ 55500.

وأوضح المسؤول المحلي أن إغلاق المحطات سيكون موقتًا، مناشدًا المواطنين بعدم الخوف، كون المحروقات متوفرة، فيما أصحاب المحطات بانتظار تسعيرة جديدة من وزارة الطاقة.

واعتبر أن ارتفاع أسعار الدولار في السوق غير الرسمية هي السبب وراء زيادة أسعار المحروقات، مضيفا: “نشتري المحروقات بالدولار، ونبيع بالليرة اللبنانية (..) الحل أن يكون التسعير بالدولار”.

قطع الطرق

بالتزامن مع تلك التطورات، عاد مشهد قطع الطرق بالإطارات المشتعلة إلى الواجهة، وتحديدا من بوابة مصرف لبنان، فـ”جمعية صرخة المودعين” نفذت وفقة احتجاجية أمام مصرف لبنان في الحمراء، تحت عنوان “العدالة للمودعين”، رفضاً للتعاميم الصادرة عن المصرف المركزي، والتي اعتبرتها “مجحفة بحقهم”، وتساهم في ضرب أموالهم.

وبحسب تقارير محلية، فإن عددًا من المتظاهرين قطعوا الطريق أمام المصرف، احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار وسط تعزيزات للجيش، مشيرة إلى أن المحتجين أشعلوا الإطارات وقاموا برمي الحجارة والمفرقعات.

كما قطع محتجون طريق المطار أمام مستشفى الرسول لبعض الوقت، بالإضافة إلى طريق منطقة البرج الشمالي- صور.

ويعيش لبنان أزمة اقتصادية طاحنة، أثرت على مختلف مناحي الحياة، إلى جانب أزمة سياسية حالت دون تمكن نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال من إعلان تشكيلة حكومته منذ مايو/أيار الماضي.

مقالات ذات صلة

دراسة برازيلية : الجلوس 3 ساعات يوميا مسئول عن وفاة نصف مليون إنسان حول العالم

admin

مصادر تُرجّح عودة العمل بمستندات التحصيل وقبول الدولار من المستوردين خلال أيام

admin

وفاة وزير خارجية بيلاروسيا عن 64 عامًا

admin