احتجاجات إيران.. انتفاضة نسائية وعداء للمحافظات الحدودية وإعدامات
لا تزال الاحتجاجات مستمرة في عدة مدن إيرانية، وإن كانت أبرزها لفتيات في العاصمة طهران، وسط ترديد شعارات ضد المرشد والحرس الثوري.
كما خرجت بعض الفتيات من دون حجاب في شارع ولي عصر، أهم شوارع العاصمة طهران، بينما صفق لهن الشباب المتظاهرون، كما أظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون إيرانيون.
وفي مدينة بوشهر جنوب إيران، خرج محتجون مساء الجمعة بمسيرات حاشدة ضد النظام فيما أقدمت قوات الأمن على ملاحقتهم، واعتقال خمسة منهم، وفق ما ذكره موقع “سحام نيوز” الإصلاحي، اليوم السبت.
بينما شهدت مدينة خرم آباد مركز محافظة لرستان غرب إيران، احتجاجات شعبية ضد النظام على خلفية مقتل متظاهر من سكانها يبلغ من العمر 18 عاماً برصاص قوات الشرطة.
أما مدينة بوكان في محافظة أذربيجان الغربية، فقد خرج المتظاهرون بمسيرة شعبية، رددوا خلالها “المرأة، الحياة، الحرية”. فيما هتف آخرون بشعارات ضد قوات الأمن التي تلاحق المتظاهرين.
اختطاف متظاهرين
وتزايدت التحذيرات في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران، ذات الغالبية السنية، من عمليات اختطاف جرت خلال احتجاجات عقب صلاة الجمعة، وذلك مع مرور 40 يوماً على مجزرة زاهدان التي راح ضحيتها قرابة 100 قتيل و290 جريحاً، وفق منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج.
وأفادت حملة نشطاء البلوش، اليوم السبت، أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت عشرات الأشخاص في مدينة إيرانشهر التابعة لمحافظة سيستان وبلوشستان خلال احتجاجات شهدتها المدينة أمس الجمعة.
وذكرت منظمة “رصد بلوشستان” في حسابها الرسمي على “تلغرام”، أنه “تم اعتقال ما لا يقل عن 56 مواطنًا من مدينة إيرانشهر بينهم عدة أطفال خلال احتجاجات أمس الجمعة، واقتيادهم إلى أماكن مجهولة”.
وبحسب هذا التقرير، بدأ أهالي المعتقلين مسيرة احتجاجية أمام مكتب المدعي العام وأماكن حكومية بمدينة إيرانشهر مساء الجمعة.
وفي الأسابيع الخمسة الماضية وبعد المجزرة الدموية التي راح ضيحتها قرابة 100 شخص من المصلين المتظاهرين في 30 من سبتمبر/أيلول الماضي في مدينة زاهدان، شهدت مدينتا سيستان وبلوشستان عقب صلاة الجمعة مسيرات وتجمعات مناهضة للحكومة كل أسبوع، وسط انتشار أمني كبير.
ودعت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان، إلى استجابة دولية فورية لمنع استمرار قتل المتظاهرين في هذه المحافظة الإيرانية.
المقاطعات الحدودية
رحيم بندويي الخبير في الشؤون الإيرانية، أكد في مقابلة مع صحيفة “اندبندنت” بالنسخة الفارسية، أن “نظام الجمهورية الإسلامية، لا يقمع سكان محافظة سيستان وبلوشستان فقط، ولكن جميع المقاطعات الحدودية، مع الأخذ دائمًا في الاعتبار ممارسة المزيد من العنف والإطاحة بأي شخص لا يتفق مع أيديولوجيته”.
بندويي أشار إلى أنه حصل على وثائق تشير إلى جلب مرتزقة من قوات فاطميون الأفغانية وزينبيون الباكستانية والحشد الشعبي العراقي ومليشيات حزب الله اللبناني للقتال وقمع البلوش المتظاهرين.
ولفتف إلى أن “الحركة الثورية للشعب الإيراني ضد حكومة الجهل أدت إلى خلق وضع خطير للحكومة”، على حد قوله.
أحكام بالإعدام
احتجاجات متواصلة تتزامن مع توجيه القضاء الإيراني تهما تصل عقوبة بعضها للإعدام لـ11 موقوفا بينهم امرأة، بدعوى ضلوعهم في قتل عنصر أمن قرب طهران هذا الشهر على هامش الاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجات إثر وفاة أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس.
وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات واعتبر مسؤولون جزءا كبيرا منها “أعمال شغب”. كما وجّه القضاء تهما مختلفة لأكثر من ألفي موقوف.
وفي الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل عنصر من قوات التعبئة (البسيج) المرتبطة بالحرس الثوري، وإصابة 10 عناصر من الشرطة خلال مواجهات مع محتجين على هامش إحياء ذكرى الأربعين لوفاة الشابة حديث نجفي التي قضت، وفق مقربين منها، على هامش الاحتجاجات في كرج الواقعة غرب طهران.
وأشارت وكالة فارس في حينه إلى أن العنصر القتيل روح الله عجميان، تعرض لطعنات بالسكين ورمي بالحجارة.
وقال مسؤول السلطة القضائية في محافظة ألبرز التي تتبع لها كرج حسين فاضلي هريكندي إنه “بعد تحديد المتهمين (بقتل عجميان) وتوقيفهم، تم إجراء تحقيق أولي وتم إحضار 11 شخصا هم عشرة رجال وامرأة أمام القضاء، وصدرت لائحة الاتهام بحقهم من قبل النيابة العامة في كرج”.
وأوضح أن التهم تشمل “الافساد في الأرض” التي قد تؤدي إلى الإعدام، إضافة إلى “التجمع والتواطؤ بنية ارتكاب جرائم” ضد الأمن، و”الدعاية ضد النظام (السياسي)” للجمهورية الإسلامية، وفق ما أورد موقع “ميزان أونلاين” التابع للسلطة القضائية.