توب ستوريشئون عربية ودولية

كيف شاهد المصريون أحداث 11 سبتمبر في أمريكا

أحداث غيرت مجرى التاريخ، ولم ترحل أيامها السوداء دون أن تترك ذكريات مؤلمة لكثير من المصريين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية.. وبالطبع أحداث 11 سبتمبر واحدة من تلك الأحداث، التي دفع العرب والمصريون ضريبتها.

«كنا أمام المدفع»، «بعض النساء خلعن الحجاب خوفا»، «كان من الطبيعي التعرض للعنصرية في عملي».. شهادات أدلى بها اثنين من المصريين الذين تواجدوا في الولايات المتحدة بالتزامن مع وقوع الأحداث، ليصفوا أيام الرعب التي عاشها العرب خلال تلك الفترة.

خلع الحجاب بالإجبار

في بداية تقول إيمان وهمان، وهي مصرية تعيش بأمريكا منذ 30 عامًا إن الخبر وقع كالصعقة على رؤوس الجاليات العربية وخاصة بعد إعلان تنظيم القاعدة تبني تلك العملية، ولفتت إلى أن مدينة نيويورك تحولت لغيمة كبيرة من الضباب لمدة 3 أيام كاملة بعد الهجمات.

وتؤكد إيمان أن العرب في نيويورك لم يتعرضوا للعنصرية ولكن هناك بعض الولايات في الشمال كان العرب فيهم يتعرضون للعنصرية الشديدة.

«عدد من النساء المسلمات خلعن الحجاب في تلك الفترة خوفا على أنفسهن أو أن يعرف الناس أنهم عرب»، هكذا وصفت إيمان الحال في بعض الولايات عقب 11 سبتمبر، ولفتت إلى البعض منهم تعرض أيضًا لعنف جسدي من جانب الجماعات الأمريكية التي رفضت كل ما هو عربي حتى ولو كان يحمل الجنسية الأمريكية.

وتابعت: «في تلك الفترة كانت الشرطة الأمريكية تقتحم المساجد بشكل مُتكرر.. يفتشون المكان.. ويتحرون عن أنشطة المصلين خارج المسجد، ومن انتهت تأشيرته كان يتم ترحيله فورًا.. أما من لا يفتعل المشاكل كان يقيم في أمريكا بأمان».

وعن تجربتها مع العنصرية تقول أنها خشيت أن تذهب إلى العمل لمدة ثلاثة أيام وعند ذهبها كانت تسمع الكثير من كلمات العنصرية كأن العرب هم أصل الإرهاب في العالم.

وأكملت إيمان حديثها قائلة: « كانت الشائعات مُنتشرة بكثرة في تلك الفترة، ومنها بالطبع شائعة أن أكثر من 3000 يهودي من العاملين بمركز التجارة لم يذهبوا إلى العمل في هذا اليوم، وكان من الطبيعي وقتها أن أذهب لعملي وأتعرض لبعض الإشارات العنصرية والتي كنت أرد عليها بالقرآن الكريم».

نقف أمام المدفع

يقول الكاتب الصحفي المقيم بأمريكا أحمد محارم، إن فوهة المدفع اتجهت إلى العرب والمسلمين بأنهم كانوا وراء هذا العمل الإرهابي، عزز ذلك الشعور الإعلام المحلي الذي دفع الأمريكيين لتبني ذلك التصور وتقويته يومًا بعد يوم.

ويؤكد محارم، أن الجاليات العربية والمسلمة كانت مستهدفة لفترات طويلة من جانب المجتمع الأمريكي، ولكن ظهرت العديد من منظمات المجتمع المدني العربية والإسلامية التي كان لها دور هام في كشف الحقائق.

ومن بين المؤسسات التي تم إنشائها في تتلك الفترة للقضاء على العنصرية في الولايات المتحدة اتحاد أطلق عليه «اتحاد مسلمي أمريكا» وفقًا لكاتب الصحفي أحمد محارم.

مشيرًا إلى أن هدف الإتحاد الأول كان تغير فكرة المجتمع الأوروبي عن الإسلام ونشر الإسلام الوسطي، فاستطاع هذا الاتحاد أن يدعو لمؤتمر سنوي يحضره كبار المسئولين الأمريكيين، مما أدى للسيطرة على التيارات العنصرية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت بقوة في الولايات المتحدة.

وعن اختلاط الجاليات العربية بالمجتمع الأمريكي مرة أخرى يقول محارم، إن الجاليات العربية والمسلمة استطاعت أن تندمج في المجتمع الأمريكي من جديد من خلال تفاعلها الايجابي وتميز أبناءها، فقد استطاعت أن تزيل عنها الاتهامات الباطلة بل وتكسب ود الشارع الأمريكي.

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button