أخبار عاجلةتوب ستوري

في مخيم الهول.. رشاوى لداعش ومتشددات يُكرهن مراهقين على الجنس

قالت مصادر ميدانية إن إداريين في وكالات تابعة للأمم المتحدة ومقاولي شركات محلية يدفعون رشاوى لـ“جهاز الحسبة“ في مخيم الهول بريف الحسكة، شمال شرق سوريا، مقابل السماح بتنفيذ مشاريع خدمية.

ويضم الهول 56 ألف شخص، نصفهم دون سن الثانية عشرة، ويعيشون ظروفًا بالغة التعقيد.

ومن بين العدد الكلي أكثر من 16180 امرأة، بينهن 8440 عراقية و5324 سورية، بالإضافة إلى 2420 أجنبية.

وطبق شهادات موظفين في منظمة الأمم المتحدة للطفولة ”يونيسيف“، فإن إداريين في المنظمة دفعوا مرارًا رشاوى لـ“جهاز الحسبة“ مقابل تنفيذ مشاريع خدمية مختلفة.

وقال إسماعيل (اسم مستعار)، يعمل في فريق ميداني لمنظمة محلية شريكة ليونيسيف: ”خلال الأشهر الفائتة دفعت يونيسيف ومقاول محلي أكثر من 1000 دولار أمريكي للحسبة، مقابل السماح بتركيب أجهزة طاقة شمسية“.

وكان من المقرر أن ينفذ مقاول محلي المشروع، لكن بسبب تهديدات الحسبة بإحراق الأجهزة بعد تركيبها، دفعوا رشوة واستأنفت عملية التركيب بسلام“.

ويقول هوزان (اسم مستعار)، ويعمل مشرفًا ميدانيًا في المنظمة الأممية، إنه ”منذ مطلع العام 2020، باتت يونيسيف المنظمة شبه الوحيدة مع شركاء محليين ينفذون إلى عمق قطاع المهاجرات الذي يضم أعتى المتشددات“.

وبالإضافة إلى ذلك، تدخل إداريون في يونيسيف مرارًا وحلوا مشكلات جرت بين موظفي المنظمات التي تعمل في المخيم وبين سكانه.

وبالتواصل مع المنظمة الأممية حول الاتهامات الموجهة إلى موظفيها، لكن مدير المخيم شيخموس أحمد استبعد، في اتصال عبر الهاتف، أن تدفع المنظمات الإنسانية رشاوى لعناصر التنظيم.

وتنشط في المخيم، الذي يعد من أخطر المخيمات حول العالم، مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى جانب الصليب الأحمر الدولي، والهلال الأحمر العربي السوري الحكومي، وكذلك منظمات بلمونت، ويونيسف، وأطباء بلا حدود، وكير، وغيرها، بالإضافة إلى 34 منظمة وجمعية محلية تقدم خدمات أساسية وتقوم بأنشطة وفعاليات توعوية.

ونفذت يونيسيف مشاريع مختلفة، مثل تركيب أعمدة إنارة ليلية في قطاعات خطرة في المخيم، في حين ”لا تملك غيرها من المنظمات الجرأة لتنفيذ مشاريعها في هذه القطاعات، كل ذلك مقابل رشاوى يدفعها إداريون في المنظمة باستمرار“ بحسب إسماعيل.

في حادثة جرت في الرابع عشر من حزيران/يوليو الجاري، هاجمت مجموعة مسلحة في وضح النهار عمالًا كانوا يقومون بتركيب أعمدة إنارة في المخيم وصادروا معداتهم بعد تهديدهم بقوة السلاح.

وقال عامل اشترط عدم نشر اسمه إنه ”في حوالي الساعة الثانية عشر ظهرًا هاجمنا مسلحون ملثمون، في البداية حاولوا قتلنا لكنهم سمحوا لنا بالمغادرة بعد أن تأكدوا من كوننا عمالًا فأخلوا سبيلنا وصادروا المعدات“.

وبحسب الشاب، فإن اتفاقهم مع شركة سارة المحلية ومنظمة ”بلمونت“ كان يتضمن أن يحرسهم عناصر الأسايش أثناء العمل.

وأوضح: ”في اليومين الأولين كان عناصر الأسايش برفقتنا يقومون بحراستنا، لكن في يوم الهجوم لم يحضر الأسايش، في الحقيقة لا أعلم سبب عدم مجيئهم“.

”دولة الخلافة“ في المساء

طبقًا لمعلومات حصرية من عنصرين أمنيين استقالا من عملهما مؤخرًا، فإن ”جهاز الحسبة“ وعائلات التنظيم يديرون المخيم بعد الغروب وحتى طلوع شمس اليوم التالي منذ نحو 6 أشهر على الأقل.

وخلال فترة الليل، يقوم عناصر الحسبة بتطبيق قوانين ”داعش“ تمامًا ”وكأن المخيم دولة مصغرة“ بحسب الشهادات.

ويأتي هذا الوضع بسبب قيام عناصر الأسايش بالانسحاب من جميع أقسام المخيم فترة الليل والاكتفاء بحراسة البوابات والنقاط الرئيسة خارج السياج، بالإضافة إلى انتشار بعض الدوريات في الساحات العامة والنقاط الطبية داخل المخيم، وهو ما أكده أيضاً شيخموس أحمد مدير المخيم.

وبحسب ”أحمد“، فإن المخيم بحاجة لقوى أمنية كبيرة للتمكن من السيطرة على الوضع ليلًا، وأضاف: ”في الليل يتحول المخيم إلى دولة داعش بكل معنى الكلمة“.

وتسببت المشكلة باستقالة عدد من الحراس الأمنيين لدى المنظمات داخل المخيم بسبب الخشية من هجمات مسلحة قد يقدم عليها عناصر التنظيم، طبقًا لعنصر أمني وموظفين ميدانيين.

وفي التاسع من أيار/مايو الماضي، تعرض مركز تابع لـ“المجلس النرويجي للاجئين“ في القطاع الخامس، لاعتداء من قبل مجهولين ونهبوا محتوياته، ما تسبب بتعليق أنشطة منظمات إنسانية في المخيم.

ومنذ مطلع هذا العام وحتى الحادي عشر من حزيران/يونيو شهد، المخيم مقتل 17 شخصًا، بينهم 6 عراقيين منهم امرأتان، و 5 سوريين بينهم 3 نسوة، كما قتل 5 نساء مجهولات الهوية، بالإضافة إلى مسعف في نقطة طبية، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

لكن عدد الجرائم تجاوز العشرات، إذ شهد المخيم مقتل  5 أشخاص، خلال الأسبوع الماضي، فقط طبقًا لتقارير صحفية.

وبحسب مصدر أمني، فإن معظم هذه الجرائم تجري في فترة المساء أثناء انسحاب قوى الأمن (الأسايش) وسيطرة جهاز الحسبة حيث يقوم بتطبيق قوانين التنظيم.

وبتتبع بيانات صادرة عن الأسايش، فإن معظم حالات العثور على الجثث تكون في الصباح، ما يعني أن الفترة المسائية تشهد فلتانًا أمنيًا واضحًا.

ويقول مدير المخيم إنه ”في فترة المساء يقوم جهاز الحسبة بتشكيل دوريات الشرطة ويتجولون في المخيم بكل أريحية،حتى أنهم يعقدون محاكم شرعية ويطبقون قوانين التنظيم“.

عشرات الولادات في قطاع المهاجرات

يحتوي مخيم الهول قصصًا مثيرة للاهتمام أبطالها متشددات من زوجات عناصر التنظيم.

ويفيد تقاطع شهادات بأن نسبة كبيرة من النساء ما زلن يحلمن بدولة ”الخلافة“ ويسعين لتحقيق ذلك عبر ممارسات مختلفة مريبة وصادمة، مثل استسهال عمليات القتل الممنهج التي قام بها التنظيم في فترات سابقة أو تلك التي تجري في المخيم بين الحين والآخر.

وقال مصدر أمني في الهول غير مخول بالتصريح إنه خلال العامين الماضيين ضبطت الأسايش حالات عديدة أجبرت فيها نساء مراهقين على ممارسة الجنس معهن ومع أخريات بهدف ”إكثار نسل الخلافة“، بالإضافة إلى ذلك فإن هؤلاء النسوة يمضين قُدمًا في زرع مفاهيم العنف والتشدد في عقول الأطفال.

وذكر المصدر أنه، في العام 2020، التجأ مراهقان إلى قوى الأسايش بسبب هذه الممارسات، ”أقر أحدهما أنه أجبر على ممارسة الجنس 15 مرة على الأقل“.

2022-06-WhatsApp-Image-2022-06-23-at-1.43.09-AM-2

وقال: ”خلال فترات سابقة جرت حالات قتل مختلفة منها بسبب استدراج بعض عناصر حماية المخيم وموظفي المنظمات إلى خيم اللاجئات نتيجة إغراءات جنسية، في هذا الإطار سجلت إلى الآن أكثر من 20 عملية ومحاولة اغتيال استهدفت عناصر الحماية“.

ومن جهته، أكد شيخموس أحمد، وجود حالات زواج وولادات في قسم المهاجرات، وأوضح: ”قبل سنوات كان المراهقون الآن أطفالًا جاؤوا مع أمهاتهم، وبهدف فكرة إكثار نسل الخلافة يقوم نساء التنظيم بتزويج هؤلاء المراهقين إما مع مراهقات أو مع نساء يكبرونهم سنًا“.

وبحسب معلومات حصرية سجلت أكثر من 35 حالة ولادة في قطاع المهاجرات، في العام 2020، وحده، كانت تُجرى عمليات الولادة في مشافي الحسكة، خاصة في مشفى الحكمة.

ولاحقًا في العام 2021، أنشئ مشفى في منطقة الهول لإجراءات عمليات الولادة، وعمليات جراحية، ورعاية طبية مختلفة تحت إشراف المنظمات.

2022-06-WhatsApp-Image-2022-06-23-at-1.43.09-AM-3

من جهة أخرى، فإن عناصر الحماية، وبعض التجار الذين يرتادون المخيم ويحتكون بسكانه يتميزون بعلاقات مباشرة وشخصية مع بعض النسوة، حيث يتبادلون خدمات مختلفة مثل المساعدة في عمليات التهريب، وتحويل الأموال.

وخلال السنوات القليلة الماضية، سجلت المئات من عمليات التهريب ففي الفترة بين آذار/مارس 2020 وحتى نهاية كانون الأول/ديسمبر 2021، أحبطت قوى الأسايش 700 محاولة فرار.

وشملت طرق التهريب آليات مختلفة، مثل الاختباء في صناديق صهاريج المياه، واجتياز الأسوار.

2022-06-WhatsApp-Image-2022-06-23-at-1.43.09-AM

كما تدخل المخيم حوالات مالية كبيرة إما عبر مكاتب تحويلات في المخيم أو عبر التجار وموظفي منظمات وعناصر الأسايش وفق مصدر أمني.

واتهم موظفان في منظمات دولية إداريين في منظمات مثل (بلموند، سيڤ ذا چیلدرن) بأخذ مبالغ كبيرة مقابل تسهيل عمليات التهريب.

وأضافا: ”في العام 2020، سجلت عدة حالات ثبت فيها تورط إداريين في هذه المنظمات بعمليات التهريب“.

 

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button