أسرة ومجتمع

فضل صلاة التراويح ولماذا سميت بهذا الاسم وعدد ركعاتها وموعدها..وهل يجوز قضاؤها؟

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرغّب أصحابه -رضي الله عنهم- بقيام شهر رمضان المبارك، وقد ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) وصلاة القيام سنّة للرجال والنّساء، ويرى جمهور الفقهاء أن عدد ركعاتها عشرين ركعة، وهذا ما كان يُصلّى في عهد عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم جميعاً-، وقد رُوي ذلك عن الكثير من صحابة رسول الله، بينما يرى الإمام مالك أن عدد ركعات صلاة القيام في رمضان ستٌّ وثلاثون ركعةً دون الوتر، وقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُصلّي القيام بإحدى عشرة ركعة، فقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً)،

لماذا سميت بهذا الاسم

وتجدر الإشارة إلى أن قيام الليل في شهر رمضان المبارك هو صلاة التراويح، وقد سُمّيت بذلك لأن الناس يستريحون فيها بعد كل أربع ركعات، بسبب طول القراءة فيها، ولشهر رمضان المبارك خصوصيةٌ في صيامه وقيامه، فالروح تسعى راغبةً إلى عبادة الله -عز وجل- وطاعته، والتلذّذ في سماع آيات كتابه الحكيم.

 

 

وقت قيام الليل

يبدأ وقت قيام الليل بعد صلاة العشاء، وينتهي عند طلوع الفجر كل ليلة، قال الله -عز وجل-: (وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحمودًا)،

فصلاة التراويح تُقام بعد صلاة العشاء وبعد سنّتها وقبل الوتر، لكنّها تكون صحيحة إذا صُلّيت قبل سنّة صلاة العشاء، إلّا أن الأفضل أن تكون بعدها، وذهب فقهاء المذهب الحنبلي إلى أن أفضل وقتٍ لصلاة التراويح هو أول الليل، وذلك لأن الناس كانوا يُصلّونها أوّل الليل في عهد الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ولأن سنة صلاة العشاء يُكره تأخيرها، وصلاة التراويح عندهم تابعةٌ لسنة العشاء، أما الشافعية والحنفية فيروْن استحباب تأخيرها إلى ثلث الليل أو نصفه، واستدلّوا على عددٍ من الأحاديث النبويّة الشّريفة التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يأتي ذكرها:

حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له).

وحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لولا أن أَشُقَّ على أمتي لأمرتُهم بالسواكِ مع الوُضوءِ، ولأخَّرْتُ العشاءَ إلى ثُلُثِ الليلِ أو نصفِ الليلِ).

 هل تقضي صلاة التراويح

أما إذا أُقيمت قبل صلاة العشاء أو بعد طلوع الفجر، فلا تصحّ لخروج وقتها، ولا تُقضى إذا فات وقتها أما إذا صُلّيت التراويح قبل صلاة العشاء؛ أي بعد صلاة المغرب، فيرى جمهور الفقهاء أنها لا تُجزئ، أما المالكية فيعدّونها عندئذٍ نافلة،

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button