توب ستوريمقالات وتنوير

علي محمد الشرفاء يكتب:دعوات للتصويب والتجديد

أولا: عندما يتحدث الجميع عن تجديد الخطاب الدينى فأى دين يريدون تجديده؟! ثانيا: حينما نعنى الخطاب الإسلامى فالله أرسل رسوله بخطاب واحد سيظل حيا يتفاعل به الأحياء حتى تقوم الساعة، وأرسل رسوله بخطابه فى قوله سبحانه: (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) ( الأعراف:2 )، ذلك هو الخطاب الوحيد، القرآن الكريم الذى أنزله الله على رسوله ليبلغه للناس وينذرهم لمن يهجر كتابه عذاب يوم الحساب ورحمة بعباده.
 
وقد دعاهم فى كتابه للعمل الصالح والتراحم بينهم والتعاون فيما ينفعهم، وأن يحكموا بالعدل والإنصاف حتى لا يظلم أحد من عباده، ويدعوهم للتكافل فيما بينهم ومساعدة بعضهم البعض لتتحقق الألفة والأخوة الإنسانية بينهم ليؤسسوا مجتمعات مستقرة تستمتع بالسلام والأمان ويعيش الجميع حياة كريمة أساسها الرحمة والعدل والإحسان والحرية؟
ومن أجل تلبية دعوات التصويب للخطاب الإسلامى الذى تراكمت على مبادئه السمحة عشرات الآلاف من الروايات التى حرفت رسالة الإسلام الإنسانية، والتى حرمت الاعتداء على حقوق الإنسان الذى كرمه الله ومنحه كل الحرية فى العقيدة والسعى للرزق الحلال. وتسببت الروايات فى تشويه صورة الإسلام وأخلاقياته السامية والله سبحانه وصف رسوله بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) ( القلم :4 ) ،كما وصفه بالرحمة فى قوله سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)( الأنبياء: 107)، فأين الأخلاق التى يتعامل بها المسلمون غير الكراهية والحقد؟ وأين الرحمة عند المسلمين الذين يقتلون بعضهم بعضًا، ويعتدون على حقوق أشقائهم بمساعدة أعدائهم؟!
لذا بدأ الحكماء والعقلاء الذين يتألمون لما يجرى على الساحة العربية من جرائم يندى لها الجبين ترتكب بدم بارد، وما يجرى على الساحة الدولية من تشويه لصورة الإسلام وصورة رسوله، ولذلك يتساءل الناس عن حقيقة رسالة الإسلام، ولو رجعوا إلى كتاب الله فسوف يجيبهم عن الحل ويكفيهم العناء، فى قوله سبحانه: (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) (الأعراف: 3)، هذه الآية تغنى الناس عن الوسيلة أو الطريق فى تجديد الخطاب، لأن الخطاب الإلهى لا يجدد ولا يُعدّل، بل نتبع ما أمر به رسوله بقوله سبحانه: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) الآيتان ( 43:44 : الزخرف ) ، التمسك بكتاب الله هو المخرج من المأزق المظلم.

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button