أخبارتوب ستوري

ثمار التوحيد الخالص.. تعرف عليها

 

ذكر ابن القيم رحمه الله أن توحيد الله أعظم أسباب انشراح الصدر (زاد المعاد).

ومن ثمار التوحيد أن من حققه دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقد روى عبادة بن الصامت عن الرسول الأعظم عليه السلام القول: «من شهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل» (متفق عليه). وفي البخاري، حدثنا أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال: «يا معاذ.

قال: لبيك يا رسول الله وسعديك (قالها ثلاثاً. قال: ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرّمه الله تعالى من النار. قال: يا رسول الله، أفلا أخبر الناس فيستبشروا؟ قال: إذن يتكلوا»، فأخبر بها معاذ عند موته.

ومن ثمار التوحيد مغفرة الذنوب وتكفيرها، لقوله تعالى:{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً} النساء 48.

وللترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا ابن آدم، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة».

وهذه النصوص يجب ألا يفهم منها أن مجرد الايمان بالله علماً بأنه لا إله إلا الله ولا مستحق للعبودية غيره هو التوحيد المكفر للذنوب، والذي يدخل الجنة بغير حساب، فإبليس نفسه كان يؤمن بهذا؛ فقد قال: (فبعزتك) الآية 82 سورة ص، وقال (أنظرني إلى يوم يبعثون)الأعراف، وقال: (خلقتني من نار وخلقته من طين) الأعراف. وهذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام لمعاذ: «إذن يتكلوا». إنما التوحيد المطلوب هو الالتزام بمنهج الله، وتحكيم شرعه، حتي ولو في خاصة الإنسان، وتحليل ما حلله، وتحريم ما حرمه. قال ابن تيمية رحمه الله: «وليس للقلوب سرور ولذة تامة إلا في محبة الله تعالى، والتقرب إليه بما يحبه، ولا تتم محبة الله إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذا هو حقيقة لا إله إلا الله، وهي ملة إبراهيم عليه السلام» (مجموع الفتاوى) .

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button