الشعلة

الفلسطينيون يتوارثون حب الأرض والكفاح من أجل تحريرها

ذكرى يوم الأرض الخالدة  التي حلَّت بفلسطين وشعبها، بفعل المخطط الاستعماري الصهيوني، الذي احتشدت من أجل تحقيقه فوق الأرض الفلسطينية، قوى إستعمارية دولية كبرى ونافدة، جاءت لتزرع كياناً عنصرياً فاشياً إجلائياً وظيفياً، يقوم بمهمة حماية المصالح الغربية (الأوروبية والأميركية) في المنطقة، ويقف حائلاً دون استقلال وتحرر وتقدم وازدهار الوطن العربي، واستثمار ثرواته الطبيعية وتحقيق وحدته!

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، دعمت القوى الاستعمارية العصابات الصهيونية، وتالياً الكيان العدواني، بكل الأمكانيات والقدرات المالية والتسليحية والتغطية الدولية لتمرير المجازر البشرية التي استهدفت الشعب الفلسطيني، بهدف إرغامه على مغادرة أرضه، لتحقيق الفرية التي قام عليها المخطط الاستعماري، التي تقول  بأن “فلسطين أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض”.

وهذه الكذبة سرعان ما انهارت، وتلاشت بفعل تمسك الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، داخل فلسطين، على امتداد مساحتها التاريخية، وخارجها، بالأرض، وتأكيد عزمهم على استمرار ومواصلة كفاحهم من أجل تحريرها واستعادتها من براثن العدو الصهيوني.

وقد توارث الفلسطينيون حب الأرض، والكفاح من أجل استعادتها، وقدموا طوال مسيرتهم الجهادية المباركة الممتدة والمتواصلة منذ قرن من الزمان، أغلى ما يملكون بمواجهة الاستعمار الصهيوني الإجلائي، ومن أجل بقاء قضية فلسطين حية في عقول وأفئدة وذاكرة الأجيال المتصاعدة، التي أكدت أن القضية ستبقى، ولن تنتهي بموت الكبار ونسيان الصغار كما توهم كبار قادة العدو.

وجاء يوم الأرض الخالد في الثلاثين من آذار/مارس 1976 الذي احتشدت فيه جموع الفلسطينيين على امتداد الأرض الفلسطينية، وقدموا خلاله الشهداء والجرحى من أبناء الداخل المحتل، ليشكل ردا ميدانيا عملياتياً بأن أرض فلسطين غير مستباحة، وأن أبناء الأرض الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام سرقة المزيد من أرضهم، وأن الوقت قد أتى ليعلم المحتل الصهيوني بأن لهذه الأرض أصحاب لن يتوانوا في الدفاع عنها رغم جبروت آلة العدو الإرهابية والفاشية، وقوانينه العنصرية وإجراءاته القمعية التي لا تميز بين الأرض وأهلها.

أكد يوم الأرض الخالد للعالم اجمع، للأعداء قبل الأصدقاء والأشقاء، أن الفلسطينيين ما زالوا على العهد.. وأنهم أكثر تمسكا بأرضهم وأكثر إصرارا على الكفاح من أجل حفظها والدفاع عنها واستعادتها… وهم بذلك يردون على الترهات والأكاذيب ويسقطون الادعاءات التي روجتها وسائل إعلام العدو بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود بإرادتهم، وأن اليهود اشتروا أرض فلسطين من الفلسطينيين بحُرّ مالهم وبأوجه البيع المشروعة والمتداولة في حينه… وقد استثمر الصهاينة هذه الأكاذيب بهدف كسب الرأي العام العالمي ولإضفاء صبغة قانونية على احتلال الأراضي الفلسطينية وجلب الداعمين والمناصرين لكيانهم العدواني.

فإطلاق تلك الشائعات من قبل الصهيونية العالمية ودولة الاحتلال الإسرائيلي وترويجها عبر وسائل شتى من خلال مختصين من رجال الدولة العبرية والسياسيين والإعلاميين والكتّاب والمنظرين اليهود ليس مستغربًا… لكن المستغرب والمستنكر في ذات الوقت هو قيام قلة من الكتاب والسياسيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالترويج لتلك الترهات والأكاذيب، حتى تصل إلى المواطن العربي بجهود عربية…

وتجيء هذه الحملات المبرمجة، تنطلق وتظهر في أوقات حرجة ومصيرية في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني، في محاولة للتأثير السلبي على مناصرة المواطن العربي وحبه ودعمه للقضية الفلسطينية، وخفض حماسته تجاه الأحداث الجارية في فلسطين المحتلة عمومًا وفي مدينة القدس على وجه الخصوص، وتبرير تخاذل مطلقيها ومن يحركهم، وتعمل على تمهيد الأرض العربية لتمرير مشاريع تصفية القضية الفلسطينية والاستفراد بالشعب والحقوق الفلسطينية، وانغماسهم بمخطط التطبيع… كما يحصل الآن في زمن الإدارة الأميركية الجديدة، التي تروج لـ”صفقة القرن”، التي تعمل على تصفية القضية الفلسطينية.

إحياء يوم الأرض في الثلاثين من آذار كل عام هو تأكيد على أن الفلسطينيين في كل أرجاء المعمورة وفوق الأرض الفلسطينية يتوارثون حب أرضهم والكفاح من أجل استعادتها جيلًا بعد جيل، فالأرض تسكن الفلسطيني منذ ولادته الأولى، ويترعرع على حبها منذ طفولته وأيامه الأولى، ويتربى على مباديء الكفاح والجهاد من أجل تحريرها واستعادتها والعودة إليها بعزة وكرامة.

ففي الداخل المحتل يولي الفلسطينيون، في يوم الأرض الخالد، وجوههم نحو الأرض المسلوبة، كبارا وصغارا، رجالا ونساءً… وتتجه المسيرات الشعبية نحو القرى التي دمرتها العصابات الصهيونية وكيانها العدوان، ليذكروا العالم بأن الحق لا يضيع ووراءه مطالبون مستعدون للبذل والعطاء والتضحية.

وفي الخارج حيث مخيمات اللجوء المنتشرة على حدود الوطن السليب، وفي كل أماكن تواجد اللاجئين، تتجه أنظار الفلسطينيين ومسيراتهم إلى أرض فلسطين، البوصلة الثابتة، التي لا تتبدل ولا

تتغير، رغم تغير الظروف وتبدلها.

في يوم الأرض الخالد يؤكد الشعب الفلسطيني أن استرداد الأرض، كل الأرض الفلسطينية من البحر إلى النهر ومن الناقورة إلى رفح، بالجهاد والمقاومة هو الهدف الستراتيجي لكفاح الشعب الفلسطيني المستمر والمتواصل.

مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء يصدر قرار بإلغاء تسعير الأرز الأبيض

admin

موجة برد تاريخية تجتاح شمال شرق الولايات المتحدة

admin

بـ90 مليون جنيه.. ضبط كميات ضخمة من الأقراص والعبوات المخدرة في الدقهلية

admin