كشفت مصادر أمنية مصرية لموقع “سكاي نيوز عربية”، استخدام تنظيم الاخوان الإرهابي لوسيلة الرسائل المشفرة من جديد لارسال بعض التعليمات الى القواعد في عدة دول.
وقالت المصادر إن أزمة تنظيم الإخوان الأخيرة كشفت عودة زعماء التنظيم إلى استخدام الرسائل المشفرة الموجهة إلى قواعده التنظيمية في محاولة لتوجيهها بعيداً عن إدراك السلطات و المراقبين.
وحسب مختصين، فإن التشفير وسيلة قديمة لدى التنظيم عند التواصل مع القاعدة وتوجيهها وإرسال التعليمات إليها، من خلال رسائل ضمنية.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية التي شهدت أزمة عاصفة بين إبراهيم منير ومحمود حسين المتناحرين على قيادة التنظيم، حملت رسائل منير وهو القائم بأعمال المرشد العام للإرهابية الكثير من التعليمات للقواعد التنظيمية، بعضها كان ظاهراً ويسهل قراءته مثل الثبات، وعدم التأثر بالأزمة والتسرع في الانشقاق من التنظيم والالتزام بمبدأ السمع والطاعة.
ويرى مختصون أن الرسالة الأهم التي تضمنتها خطابات منير وكتاباته على مدار الأسابيع الماضية، تتعلق بإحياء عقيدة إخوانية قديمة، يُطلقون عليها “مبدأ العزلة”، وهى أسلوب متبع من جانب مرشدي الإخوان بداية من حسن البنا وصولاً إلى إبراهيم منير.
محاولة استمالة
ومساء الاثنين، وجه منير بياناً إلى قواعد الإخوان، وهو الثالث خلال أسبوع، حمل عنوان”رسالة من القلب.. ودعوة إلى العمل”، وهو محاولة لاستمالة القاعدة الشبابية إلى معسكره خاصة في ظل توارد الأخبار عن سيطرة حسين ومجموعته على الصراع والاستعداد للإعلان عن تنصيب الثاني قائماً بأعمال المرشد.
وفي شرح المبدأ، يقول الكاتب المختص بالإسلام السياسي، ثروت الخرباوي، إن العزلة وقت الأزمات والتزام الصمت هو مبدأ وأسلوب إخواني مُتبع يتم تفعيله وقت الأزمات لتفادي حالات الانشقاق بين القواعد، وهو ما تضمنه البيان الاخير لإبراهيم منير .
ويوضح الخرباوي لـ”سكاي نيوز عربية” أن قيادات التنظيم يلزمون جميع القواعد التنظيمية بالعزلة كطقس ديني متبع لديهم يستخدم لتفادي انشقاق القواعد، وضمان استمرار ولائهم، مشيراً إلى أن الصراع الذي يحدث في الإخوان في الوقت الحالي “صراع فوقي”.
وأضاف أن هذا الأمر يحدث بين قيادات التنظيم على مستوى مكتب الإرشاد والتنظيم الدولي ومجلس الشورى العام، وهناك محاولات من جانب القيادات حتى لا يصل للقواعد، وهذا ما تعكسه رسائل إبراهيم منير.
ويرجح الخرباوي أن تتمكن جبهة إبراهيم منير من حسم الصراع الحالي لصالحها، لأنه يسيطر على جزء كبير من مصادر تمويل التنظيم، كما أنه يلقى دعماً من جانب بعض أجهزة المخابرات الغربية.
وغالبا ما تستخدم صراعات أجنحة الإخوان في تصدير صورة مغايرة لما ترتبه الجماعة الارهابية سرا لإعادة تدوير أشكالها ومواقفها تمهيدا للانطلاق نحو مرحلة جديدة.
وبعد انكشاف دوره الحقيقي في المنطقة العربية ووجه التنظيم بمقاومة شعبية وحكومية ما أدى لتعرضه لعدة ضربات أفقدته توازنه ووجوده في عدة دول كان يستهدفها بالتفكيك لصالح قوى غربية يعمل التنظيم الإرهابي لصالحها.
محاولة ثبات
وبعد سقوطه في مصر والسودان وتونس والمغرب وحصاره في ليبيا، يحاول تنظيم الإخوان تثبيت قواعده وإعادة بعثها بأشكال جديدة تمهيدا للمرحلة المقبلة.
ومؤخراً، تم الترويج لما أطلق عليه الصراع الداخلي في التنظيم الارهابي بين جبهتي إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والمقيم في بريطانيا، وبين محمود حسين القيادي في التنظيم ومجموعته والمقيم في تركيا.
وتم التصدير إعلاميا لحالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميًا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا، وكذلك مجلس شورى القطر، في يونيو الماضي، وكذلك تأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المرتقب إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة ستة أشهر.