توب ستوريشئون عربية ودولية

سكارى بكتائب القصاص الروسية.. يزجون في النار ويتم تحقيرهم

لا يبدو أن مجموعة فاغنر الروسية وحدها التي استفادت من المساجين من أجل تجنيدهم والزج بهم في معاركها الطاحنة على الأراضي الأوكرانية.

فقد عمدت مجموعة “العاصفة زي” أو storm Z إلى السير على نفس الخطى، جامعة مئات المحكومين والمساجين والجنود الفارين وحتى السكارى من أجل تجنيدهم للقتال.

واستلهمت بذلك ما فعله الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين عام 1942، حين أمر بضم مرتكبي الجرائم إلى وحدات قتالية.

لكن ما الفرق بينها وبين “فاغنر” إذا؟

لعل الجواب على هذا السؤال يكمن في أن تلك المجموعات التي توصف بكتائب القصاص أو العقاب تتبع وتعمل تحت إمرة وزارة الدفاع مباشرة على عكس الحال مع فاغنر.

كما تعتبر تلك الفرق مفيدة جدا لوزارة الدفاع، لأنه يمكن نشرها كقوات مشاة في أخطر المواقع، وفقا لـ”فريق استخبارات النزاع”، وهي منظمة مستقلة تتتبع أخبار الحرب.

وقالت المجموعة التي تأسست في روسيا لوكالة رويترز: “يتم إرسال مقاتلي العاصفة إلى أخطر أجزاء الجبهة دفاعا وهجوما”.

إلا أن العدد الإجمالي للجنود الذين يخدمون في هذه الوحدات غير معروف.

مجرمون قاتلوا في صفوف فاغنر!

لكن بعض الأشخاص المطلعين على الأمر، أشاروا إلى وجود عدة مئات على الأقل، منتشرين حاليا على خط المواجهة.

أصحاب سوابق

أما قوام “العاصفة زي” هذه فأصحاب سوابق من محكومين وسكارى وجنود تمردوا، فضلا عن مدانين عسكريين تم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا، هذا العام، بحسب ما أكد مقاتلون في هذه الوحدات وأقاربهم لرويترز.

فيما يبلغ عدد أفراد كل وحدة ما بين 100 إلى 150فردا وهم تابعون لوحدات الجيش النظامي.

لكنهم الأكثر تعرضا للخطر على الجبهات، وغالبا ما يتكبدون خسائر فادحة، ولا يعاملون معاملة حسنة.

فاغنر (رويترز)فاغنر (رويترز)
يعاملون بشكل سيئ

وقال أحد المقاتلين، المدان بالسرقة الذي تم تجنيده من السجن، إن جميع الرجال الـ120 في وحدته الملحقة بالفوج 237، باستثناء 15، قتلوا أو أصيبوا في القتال بالقرب من باخموت في يونيو الماضي.

فيما أكد جندي نظامي من وحدة الجيش 40318 أنهم يتم تحقيرهم، وقد رفض أمرا من قادته بعدم تقديم الخدمة العلاجية لبعض الجرحى منهم.

أما قبض المعاشات فلا يبدو أكثر تفاؤلا. إذ أكد ثلاثة من مقاتلي “العاصفة زي” أنهم عرضوا على السجناء أجورا تبلغ حوالي 200 ألف روبل (2000 دولار) شهريا، لكنهم لم يحصلوا سوى على نصف هذا المبلغ تقريبا في المتوسط.

ومن بين قصص تجنيد هؤلاء السجناء، قصة مقاتل يبلغ 29 عاما من منطقة موردوفيا في وسط روسيا، كان يقضي حكمًا بالسجن لمدة عامين بتهمة السرقة، صدر في ديسمبر 2021.

لكن موظفي التجنيد في وزارة الدفاع زاروا سجنه وسألوا السجناء عما إذا كانوا يريدون القتال في أوكرانيا، بحسب ما أكد اثنان من أقاربه.

عنصر من القوات الروسية عنصر من القوات الروسية

وقال أقاربه إنه أراد مسح سجله الجنائي وكسب المال حتى تتمكن عائلته من تجديد منزلها، فقبل العرض.

كما أضافوا أنه بحلول شهر مايو من هذا العام، تم إرساله إلى وحدة عقابية ضمن فوج في منطقة زاباروجيا، في جنوب أوكرانيا، حيث تحاول القوات الأوكرانية اختراق الدفاعات الروسية.

إلا أن أخباره انقطعت منذ 18 يونيو، بعدما تعرضت مواقع وحدته لإطلاق نار أوكراني، حسبما قال الأقارب نقلا عن اثنين من الناجين من فرقته.

أما عندما طلبت عائلته من وزارة الدفاع إجابات حول مصيره، فلم تلق ما يشفي غليلها.

بالإضافة لهؤلاء المدانين، يتم إرسال جنود نظاميين إلى تلك الوحدات عقابا لهم على خرقهم الانضباط، لأفعال مثل السكر وتعاطي المخدرات أثناء الخدمة أو رفض تنفيذ الأوامر.

رائحة الكحول

وفي السياق أكد الجندي هذه المعلومات، قائلا: “إذا قبض القادة على أي شخص تفوح منه رائحة الكحول في أنفاسه، فإنهم يرسلونه على الفور إلى العاصفة زي”.

علماً أنه وفقا للقوانين الروسية بشأن الانضباط العسكري، لا يمكن نقل الجندي إلى وحدة عقابية إلا إذا دانته محكمة عسكرية.

يذكر أنه هناك سابقة تاريخية شهيرة لإجبار مرتكبي الجرائم على الانضمام إلى وحدات قتالية، إذ إنه عام 1942، عندما كان الجيش الأحمر ينسحب أمام النازيين، أمر ستالين، بإرسال الجنود الذين أصيبوا بالذعر أو تركوا مواقعهم إلى “كتائب العقاب” في المناطق الأكثر خطورة على الجبهات.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button