8 انتصارات للمسلمين في الشهر الكريم من بينها ملحمة العاشر من رمضان.
يمثل يوم العاشر من رمضان، ذكرى لأعظم انتصارات الجيش المصري في حرب أكتوبر عام 1973، حيث شهد هذا اليوم أكبر الانتصارات المصرية والعربية، وتمكن المصريون من عبور قناة السويس، أكبر مانع مائي في العالم، وتحطيم دفاعات خط بارليف الحصينة.
انتصارات شهر رمضان
ارتبط شهر رمضان، بالانتصارات والفتوحات الإسلامية، بداية من غزوة بدر، والتي أطلق عليها القرأن الكريم “يوم الفرقان”، وهي أولى المعارك المهمة في التاريخ الإسلامي، ووقعت في السابع عشر من شهر رمضان، في السنة الثانية الهجرية، وفيها انتصر المسلمون على المشركين، لتبقى أول ملحمة وانتصار تاريخي في سجل الدولة الإسلامية، واستطاع المسلمون في العشرين من شهر رمضان بالعام الثامن من الهجرة، فتح مدينة مكة.
وفي يوم 26 من شهر رمضان الكريم، وقعت موقعة حطين بقيادة السلطان الناصر صلاح الدين، والتي أنهت الوجود الصليبي في المشرق، وأسفرت عن تحرير القدس، ومعظم الأراضي التي احتلها الصليبيون، كما تم فتح مدينة أنطاكية في الرابع من رمضان، ووقعت في 25 رمضان معركة عين جالوت، كما تم فتح بلاد الأندلس، وآخرالانتصارات في شهر رمضان كانت في العصر الحديث وهي حرب أكتوبر.
وأكد عدد من الفقهاء لــــ “بوابة الأهرام”، أن شهر رمضان هو شهرالانتصارات على الأعداء، وأن الصيام أعطى للجنود القوة والعزيمة والإرادة والصبر، ويبث الله روح القتال والحماسة في قلوب الجنود، مما أدى إلى نجاح الأمة الإسلامية في تحقيق أهدافها في المعارك الحربية التي حدثت في شهر رمضان، واقتناص النصر للأمة الإسلامية والعربية.
معركة الحسم والعزة
قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنه لا يوجد أعظم من شهر رمضان للانتصار على الهوا والشهوات، أو في المعارك الحربية، ففيه حدث أول لقاء مسلح بين المسلمين والمشركين في غزوة بدر، وفتح مكة، والنصر في عين جالوت على يد السلطان قطز، ومعركة حطين، على يد الناصر صلاح الدين الأيوبي، ومعركة الحسم والعزة والكرامة في العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، يوم أن لقن الجيش المصري درسا قاسيا لليهود، وقام بدحر قواهم وكسر كبريائهم، وألسنتهم تلهج بكلمة “الله أكبر”.
روح القتال
وأضاف أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، لـ”بوابة الأهرام”، “الله سبحانه وتعالى بث روح الحماسة في قلوب الجنود المصريين في حرب أكتوبر، وزرع بداخلهم روح القتال، وعلى الرغم من صيامهم في مناخ شديد الحرارة، إلا أن الله أعطاهم الدفعة المعنوية، ما جعل لديهم القدرة على القتال والإرداة والإصرار لتحقيق أهدافهم واسترداد أرضنا”.
الصيام يدعو للنصر
ويقول الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن معظم المعارك الحربية التي خاضها الرسول، وحتى في العصر الحديث وقعت في شهر رمضان، فالصيام يدعو صاحبه للنصر وتحمل المشاق على عكس ما يقال إن الصيام يجعل الإنسان كسولا ومتعبا.
وأكد لاشين، في تصريحات لـ”بوابة الأهرام”، أن الدرس الحقيقي من وراء هذه الانتصارات أن الصبر والمثابرة والعمل على إعداد الذات والنفس هو الطريق الرشيد للانتصار، فالمجتمع الذي يزرع ويصنع ويعمل وينتج ويعطي أقوى أثرا من الذي يأخذ، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
وأشار إلى أن المعارك والانتصارات الحربية التي حدثت في شهر رمضان، هي رد على من يجعلوا الصيام شماعة لتعبهم وكسلهم، فالمعارك تحتاج للصبر وجهد وبذل مجهود أكبر، ما جعل هذا الشهر شهر انتصارات للأمة الإسلامية، وآخرها كانت حرب أكتوبر العظيمة التي تم فيها النصر للأمة المصرية، والجنود يحاربون وألسنتهم تلهج بكلمة “الله أكبر”، وبهذا النداء تم تحطيم أكبر خط عرفه التاريخ والعالم أجمعه بأنه مانع لا يمكن لأحد الاقتراب منه أو هدمه.
عناية الله
وأوضح أن عناية الله وتوفيقه تمكن الجنود من الجيش المصري الباسل من تحطيم الخط، على الرغم من أن الجنود صائمون ورفضوا أن يفطروا في هذا اليوم، وهذه الإرادة والقوة والعزيمة التي أدت إلى الانتصار هي رسالة للجيل الحالي بأن الصيام يشجع على العمل والمحاربة والقتال، مستشهدا بقول الله تعالى “ولينصرن الله من ينصره”.
أسباب النصر
وتقول الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن النفس الصائمة تعلو بها الروح التي هي غذاؤها الصوم، ويعطي الله للمسلمين في هذا الشهر قوة وعزيمة غير موجودة في الأيام العادية، وتنتشر على الأرض عطاء الله بالفوز والنجاح، لافتة إلى أن للنصر أسبابا أبرزها الإيمان بالله والعمل الصالح والصبر والثبات والتوكل على الله ووحدة الصف والأخذ بالأسباب، ما جعل المسلمين يحققون لهم كثيرا من النجاحات في شهر رمضان بفضل الأخذ بهذه الأسباب.
ولفت أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر، في تصريح لـ”بوابة الأهرام”، إلى أن انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر وجميع المعارك الحربية أعظم الأمثلة لمن يأخذون شهر رمضان رمزًا للكسل والتكاسل، وأن هذا الشهر الكريم يعطي القوة والإرادة والقوة الإيمانية، فالجنود المصريون كان لديهم القدرة على الفوز والعبور وخوض أكبر المعارك على الرغم من أنهم كانوا صائمين في هذه المعارك.