رصد إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان، التاريخ الأسود لعداء التنظيم لأهل الثقافة، قائلا :”تنظيم الاجرام الاخواني هدفه تدمير قواعد القوة الناعمة للمجتمعات والشعوب وتشويه رموز صناعة الثقافة والهوية الوطنية للمجتمعات والامم من أهداف الجماعة الإرهابية” واصفا الإخوان بشجرة خبيثة لا تنمو الا في سراديب الظلام جذعها الخيانة والتآمر وفروعها الكذب والاستباحة واوراقها الانتهازية والاستغلال وثمارها التدمير والخراب”.
وأضاف “ربيع” :”أسست القوى الاستعمارية الانجلوامريكية تنظيم الاجرام الاخواني ليكون جيش احتلال مدني ناعم بديل جيش الاحتلال العسكري الخشن وليتمكن من اداء مهمته تم رسم مسارين يسلكهما (مسار التهيئة ومسار السيطرة) وليمتلك القدرة على المضي قدما في مسار التهيئة كون جناحين هما (الجناح الدعوي لاستقطاب وتجنيد المستهدفين من خلال المتاجرة والمزايدة والتستر بالدين والجناح الاعلامي ليقوم بالكذب والتدليس والتشويه وترويج الشائعات” وليستطيع ادارة هذه المنظومة الجهنمية لابد من تجريف الوعي الجمعي الثقافي والفكري للمواطن وتفكيك ميراثه الثقافي الوطني والشعبي واعادة هندسة الضمير والعقل الجمعي على أسس التنظيم الجهنمية”.
وتابع :”ولهذا فان تنظيم الاجرام الاخواني كان من أول ادواته تدمير قواعد القوة الناعمة للمجتمع المصري واستهداف رموزها الوطنية من مفكرين ومثقفين وفنانين ومبدعين وكتاب سيناريو بالإرهاب الفكري والتدجين التنظيمي وبالتشويه والاغتيال المعنوي وفان لم يرتدعوا فالتصفية الجسدية ولنا نموذجا في اغتيال المفكر فرج فودة في القرن الماضي” وبعد الموت بالشماتة والحكم على مصيره بالطرد من جنة التنظيم الوهمية”.
وأشار إلى أن هذا الأمر قد حدث لكل رموز الثقافة والتنوير من أول طه حسين حتى المقاتل الثقافي وحيد حامد، مضيفا : “حين نتأمل طريقة عمل تنظيم الاجرام الإخواني وقدراته التنفيذية يتضح لنا أننا نواجه تنظيم اجرامي أخطر مما نتصور ومما يدرك الكثيرون تنظيم حربائي لديه القدرة على التكيف والتحول لتحقيق الهدف الأساسي، وهو السيطرة على المجتمعات والشعوب واحتلالها ثقافيا واجتماعيا “.
وتابع :” استطاع الإخوان تغيير شكل كل المجتمعات الإسلامية تقريبا، بعد دعوتهم المحمومة لحجاب النساء على الطريقة الاخوانية فبعد أن كان من المستحيل التفرقة بين المسلمين والمسيحيين واليهود تم برمجة النساء المسلمات على ضرورة الالتزام بزي اخواني موحد، وتم إعطاء صبغة جديدة لمجتمعات ودول”.
وأكد أن جماعة الإخوان الإرهابية لعبت على تغيير المفاهيم الدينية، فتغيير مفهوم الدين البسيط والجميل والسلامي الرحيم ومحبة الله ومساعدة الآخرين إلى أيديولوجية تفهم الدين برجعية تحبط العقل والضمير، وطائفية تقسم المجتمعات وتبدد النسيج الوطني وتجعل الطقوس الحركية أو أداء العبادات أهم من نقاء القلوب، مضيفا :”بعد أن كان الحكم على الناس بأعمالهم أصبح الحكم بهل هم ملتزمون بالحجاب وكان هذا التغير كارثيا واتاح لتنظيم الاجرام الاخواني والسلفيين يديرون المشهد الديني تماما”.