6 عادات خاطئة في التربية تؤدي إلى عنف الطفل

والطفل في هذه المرحلة يكون في حاجة إلى بيئة رعاية دافئة ومستقرة توفر له الإحساس بالأمان والحب، إلا أن بعض العادات التربوية الخاطئة التي قد يتبعها الأهل، سواء عن غير قصد أو بسبب نقص الوعي، يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الطفل وتساهم في تطور سلوكيات عدوانية وعنفية.
ومن بين العادات الخاطئة التي قد تُتبع أثناء التربية والتي قد تؤدي إلى عنف الطفل:
-استخدام العنف كوسيلة للعقاب:
من أبرز العادات التربوية الخاطئة التي يمكن أن تؤدي إلى عنف الطفل هي استخدام العنف البدني أو الصراخ كوسيلة للعقاب، وقد يعتقد البعض أن الضرب أو التهديد بالصراخ سيساعد في تهذيب الطفل أو تقويم سلوكه، ولكن في الواقع، هذه الطرق لا تساهم إلا في زيادة السلوكيات العدوانية لدى الطفل.
وأشار الخبراء إلى أنه عندما يُستخدم العنف كوسيلة للعقاب، يتعلم الطفل أن العنف هو الطريقة الصحيحة للتعامل مع المشاكل أو للتعبير عن مشاعره، كما أن هذه الطريقة تؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والخوف لدى الطفل، مما قد يعزز مشاعر الغضب وعدم القدرة على التعبير عن الذات بشكل صحي، لذا من الأفضل استبدال العنف بالحديث الهادئ والصريح مع الطفل، وتوضيح لماذا سلوك معين غير مقبول، ويمكن أيضًا استخدام العقاب الإيجابي مثل الحرمان من بعض الامتيازات مثل عدم مشاهدة التلفزيون.
-الإهمال العاطفي:
يُعد الإهمال العاطفي أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى السلوكيات العدوانية لدى الأطفال، عندما يشعر الطفل بأن احتياجاته العاطفية غير مُلباة، قد يبدأ في التصرف بعدوانية لجذب الانتباه أو لتحقيق حاجة نفسية لم يتم تلبيتها.
فالطفل الذي لا يتلقى الاهتمام والرعاية العاطفية اللازمة قد يشعر بالإحباط أو العزلة، مما يجعله يعبر عن مشاعره بشكل عنيف أو غير لائق، كما أن الإهمال العاطفي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق.
ونصح الخبراء بضرورة منح الطفل الاهتمام العاطفي الذي يحتاجه من خلال الاستماع إلى مشكلاته، إظهار الحب والدعم، والتفاعل الإيجابي معه، حيث يشعر الطفل بالأمان العاطفي عندما يراه الأهل ويشعرون به.
-الإفراط في تدليل الطفل:
التدليل المفرط هو عندما يُعطى الطفل كل ما يريد، بدون أن يواجه أي نوع من القيود أو المساءلة عن تصرفاته، هذا قد يؤدي إلى تطور سلوكيات عدوانية، حيث يبدأ الطفل في التوقع من الآخرين تلبية رغباته بشكل فوري.
والطفل المدلل قد لا يتعلم كيفية التعامل مع الإحباط أو قبول الرفض، مما يزيد من غضبه وعنفه عندما لا يحصل على ما يريد، بالإضافة إلى ذلك، قد يعتقد أن العنف أو البكاء هو الوسيلة الوحيدة للحصول على ما يرغب فيه، لذا من المهم أن يتعلم الطفل كيف يتحمل المسؤولية ويقبل القيود، ويجب وضع قواعد واضحة وتوقعات منطقية لما هو مقبول وما هو غير مقبول، وتعلم الطفل التحكم في رغباته سيشجعه على الانضباط الذاتي ويمنعه من التصرف بعنف عندما لا يحصل على ما يريد.
-تقليد العنف أو التساهل مع سلوكيات عنيفة:
قد لا يدرك بعض الأهل أن سلوكياتهم يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الطفل، فإذا كان الطفل يشاهد العنف في الأسرة، سواء كان عنفا جسديا أو لفظيا بين الأبوين أو من خلال مشاهدة العنف في وسائل الإعلام، فإنه قد يعتبر هذه السلوكيات مقبولة أو حتى مُشروعة.
والطفل يتعلم السلوك من البيئة المحيطة به، وفي حال وجود عنف في المنزل أو في محيطه، قد يعتقد الطفل أن العنف هو وسيلة فعالة لحل المشاكل، فإذا لم يتم التحدث عن هذه التصرفات أو توجيه الطفل حول مضار العنف، فإن الطفل سيظل يقلدها.
وشدد الخبراء بضرورة تجنب الأهل استخدام العنف في حل المشاكل بينهما، وأن يشرحوا للطفل لماذا العنف غير مقبول وكيفية التعبير عن مشاعرهم بشكل صحيح، كما يجب أن يتم مراقبة المحتوى الإعلامي الذي يتعرض له الطفل وتوجيهه نحو مواد تعليمية وهادفة.
-التفرقة بين الأطفال أو التعامل مع الطفل بتمييز:
قد يشعر الطفل بالغضب أو العدوانية إذا شعر بأنه مُهمل أو غير عادل في المعاملة مقارنة بإخوته أو مع من حوله، فالتفرقة بين الأطفال في المعاملة أو تفضيل طفل على آخر يؤدي إلى مشاعر الإحباط، ويعزز السلوك العدواني.
والطفل الذي يشعر بالتمييز أو التفرقة بينه وبين إخوته قد يعبر عن ذلك بسلوكيات عدوانية أو عنيفة تجاه الآخرين، كما قد يعاني من مشاعر العجز أو الاستياء التي تزيد من توتره، ومن المهم أن يشعر جميع الأطفال في الأسرة بالعدالة والمساواة في المعاملة، كما يجب على الأهل أن يظهروا حبا واهتماما متساويا بكل طفل، وأن يتجنبوا المقارنة بينهم.
-تحميل الطفل المسؤولية الزائدة أو المبالغة في التوقعات:
في بعض الأحيان، قد يضغط الأهل على الطفل لتلبية توقعات غير واقعية أو أن يتحمل مسؤوليات تفوق قدراته العقلية والعاطفية، هذا الضغط الزائد يمكن أن يسبب توترا شديدا لدى الطفل، مما يدفعه إلى التعبير عن غضبه بطريقة عنيفة.
والطفل الذي يُطلب منه الكثير دون أن يكون لديه القدرة على الوفاء بتلك التوقعات قد يشعر بالإحباط الشديد، مما يؤدي إلى صراعات داخلية قد تترجم إلى سلوك عدواني أو عنف تجاه الآخرين، لذا يجب أن يكون لدى الأهل توقعات واقعية تبعًا لعمر الطفل وقدراته، ومن الأفضل تحفيز الطفل على النجاح من خلال تقديم الدعم الإيجابي وإعطائه الفرصة للتعلم من أخطائه بدلاً من فرض الضغوط المفرطة عليه.



